أعلنت أمس الجماعة السلفية للدعوة والقتال والتي تسمي نفسها "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" في بيان لها على شبكة الإنترنيت أنها قد أعدمت الرعية البريطانية إدوين داير الذي كان محتجزا لديها، وهو الخبر الذي أكده أيضا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في نفس اليوم، ويأتي مقتل السائح البريطاني بعد فشل المفاوضات بين لندن والتنظيم الإرهابي الذي وضع جملة من الشروط لإطلاق المحتجزين لديه أهمها الحصول على فدية قدرتها بعض المصادر ب 10 ملايين أورو. ذكرت صبيحة أمس الجماعة السلفية للدعوة والقتال "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، أنها قد قتلت الرهينة البريطاني إدوين داير، وأكد التنظيم الإرهابي في بيان نشر بالمواقع الإسلامية على شبكة الانترنيت إن "الأسير البريطاني قد قتل حتى يذوقوا وتذوق معهم الدولة البريطانية القليل مما يتعرض له المسلمون كل يوم على أيدي التحالف الصليبي-اليهودي في مشارق الأرض ومغاربها.." وأكدت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها غوردن براون خبر مقتل الرعية البريطانية وقال براون في بيان له "لدينا سبب قوي يدعونا للاعتقاد بأن خلية للقاعدة في مالي قتلت المواطن البريطاني أدوين داير"، مضيفا "أدين بشدة هذا العمل الإرهابي المروع والوحشي"، وأوضح في نفس السياق أن هذا الحادث يعزز من التزام بريطانيا بمكافحة الإرهاب، وأضاف غوردن براون "هذا يزيد من عزمنا على عدم الرضوخ أبدا لمطالب الإرهابيين أو دفع فدى، أريد أن يعلم من يلجأون للإرهاب في حق مواطنين بريطانيين بشكل لا يدع مجالا للشك أننا وحلفاءنا سوف نتعقبهم بلا كلل وأنهم سوف يلقون مصيرهم العادل الذي يستحقونه.."، وتابع "ناقشت هذه القضية مرارا مع رئيس مالي...وهو يعلم انه سيلقى كل تأييد لاقتلاع القاعدة من بلاده..." ويأتي إعدام تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للرهينة البريطانية بعد رفض بريطانيا الرضوخ للشروط التي وضعها هذا التنظيم الإرهابي، وكانت مصادر عليمة قد كشفت في وقت سابق أن ما يسمى ب "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" قد طالب بفدية قدرها حوالي 10 ملايين أورو أي حوالي 13 مليون دولار أمريكي وهدنة مدتها شهران مقابل إطلاق سراح الرهينتين البريطاني والسويسري، ومقابل إسقاط المطلب الأول المتمثل في الإفراج عن الأردني أبو قتادة الذي تعتقله بريطانيا، وبحسب نفس المصادر فإن "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" يكون قد أبلغ السلطات البريطانية بهذه الصفقة البديلة، عن طريق وسيط سلفي يستقر في منطقة قبلية شمال مالي، علما بأن التنظيم سبق أن طلب بإطلاق سراح عمر محمود أبو عمر الذي اشتهر باسم "أبو قتادة الفلسطيني" الذي كان يوصف ب "مفتي الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر" والأب الروحي لنشطاء "القاعدة" بأوربا، والذي تم إيقافه وسجنه بلندن في 2002، ثم أطلق سراحه في 2005، ليعاد توقيفه مرة أخرى، ويستعد القضاء البريطاني لتسليمه إلى السلطات الأردنية التي حكمت عليه غيابيا بالسجن مدى الحياة، ويشار أيضا إلى أن "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" قد اتهم مؤخرا لندن بالمماطلة في تنفيذ شرط إطلاق أبو قتادة، قبل أن يعدل عن ذلك ويضع شروطا جديدة أمام البريطانيين الذين احتفظوا بالاتصالات السرية مع التنظيم الإرهابي رغم احتجاجات الجزائر التي سبق وأن طلبت من لندن الكف عن اتصالاتها بالجماعة الإرهابية. يذكر أن "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" كان قد أعلن في بيان على شبكة الانترنيت عن إطلاق سراح أربعة إرهابيين تابعين له في مقابل الإفراج عن الدبلوماسيين الكنديين، روبرت فاولر ولويس غاي، ورعية ألمانية تسمى ماريان بيتزولد، وأخرى سويسرية تسمى غابرييلا بيركو غرينر، مع العلم أن الرعيتين الألمانية والسويسرية اختطفتا مع البريطاني والسويسري قرب النيجر يوم 22 جانفي الفارط، عندما كانتا عائدتين من رحلة سياحية بمالي، وأما الكنديان فقد اختطفا في صحراء النيجر نهاية العام المنصرم، ولم يذكر بيان تنظيم قاعدة المغرب هوية أعضائه الذين أفرج عنهم ولا اسم البلد الذي كانوا معتقلين فيه، فيما رجحت مصادر جزائرية مطلعة أن الأمر يتعلق بجهاديين موريتانيين من أنصار "القاعدة". وسبق لمصادر أمنية أن كشفت بأن "القائد" العسكري لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي حميد السوفي- عبد الحميد أبو زيد يقف وراء عملية الاختطاف، كما أشارت على إمكانية تورط الأمير السابق لمنطقة الصحراء في التنظيم الإرهابي مختار بلمختار المكنى بالأعور في هذه العملية، علما أن عملية الاختطاف التي طالت سياح غربيين ودبلوماسيين تعد الأكبر بعد تلك التي نفذها عماري صايفي "عبد الرزاق البارة" في صائفة 2003 ضد 30 سائحا من ثلاثة دول أوربية، وقد حركت بشكل غير مسبوق الأجهزة الاستخباراتية الغربية خاصة الأوربية التي بدأت تتعاطى مع ظاهرة الاختطاف بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي بنفس المنطق تقريبا الذي يتم معه التعاطي مع ظاهرة القرصنة بالسواحل الصومالية.