"أبو العباس خالد" القيادي الوحيد في القاعدة الذي لا يزال يتمسك بمنهج "الجماعة السلفية" أفادت مصادر متطابقة أن الاتصالات بين أجهزة الأمن وأمير المنطقة التاسعة في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" مختار بلمختار المكنى "أبو العباس خالد" و"الأعور" قد دخلت مرحلة الحسم بعد حصول الجهة الأمنية المكلفة بمباشرة الاتصالات على تأكيدات جديدة من عائلة بلمختار بشأن رغبة "أمير الصحراء" في التخلي بشكل نهائي عن العمل المسلح. وكشفت مصادر أمنية محلية بولاية غرداية ل "الشروق اليومي" أن مبعوثين عن مصالح الأمن تنقلوا بداية الشهر الجاري من العاصمة إلى هذه الولاية بناءا على طلب من عائلة بلمختار قصد عرض تطورات جديدة في ملف الاتصالات بعد حصولها على معلومات جديدة منه. وقد رفضت مصادرنا الكشف عن المعلومات التي وفرها بلمختار لأجهزة الأمن عبر عائلته لكن تمت الإشارة إلى أن مبعوثي مصالح الأمن أبلغا من جهتهما أفراد العائلة بموقف السلطات من بعض المطالب التي رفعها "أبو العباس خالد". وتخص هذه المطالب ضرورة تمكينه في أقرب وقت من وثيقة رسمية تتضمن وقف المتابعات القضائية ضده وضد بعض مساعديه حدد عددهم في المرحلة الأولى بثلاثة عناصر سيرافقونه إلى شمال مالي في انتظار تسليم قائمة اسمية إضافية. وقد وافقت الجهة المعنية على هذه الطلبات. كما حصل "الأعور" ومساعدوه على الموافقة بشأن تمكينهم من الحصول على جواز سفر جزائري لكن بشروط أبرزها ضرورة التقيد بمبدأ الإقامة شمال مالي وبالتحديد عند قبيلة البرابشة شمال مالي التي أقام بلمختار مع أحد أعيانها علاقة نسب ومصاهرة ويجري حاليا التنسيق وفي سرية كبيرة بعض التدابير التقنية التي تضمن أولا تأمين أفراد عائلته وعدم المساس بممتلكاتهم وأيضا مساعدة بلمختار في الحفاظ على وحدة المجموعة التي تدعم فكره وعدم التعرض لهم سيما وأن بعضهم يتواجد حاليا في مناطق أخرى في الصحراء. وأكد أحد أقارب بلمختار هذه المعلومات لكنه تحفظ عن تقديم تفاصيل لأسباب أمنية. وفي خطوة لافتة منح مبعوثا مصالح الأمن مساعدات عينية لأفراد عائلة بلمختار وهذا طبقا لما جرى العمل به مع بعض مرجعيات العمل المسلح لتهيئتهم للعودة إلى المجتمع من جديد. وتمت الإشارة إلى أن هذه الزيارة تمت خلال النصف الثاني من شهر ماي الماضي في سرية كبيرة. وتحسبا لأي خطوة في اتجاه بدأ تفكيك أولى سرايا "الكتيبة الصحراوية" بزعامة "خالد أبو العباس" وضعت مصالح الأمن تعزيزات أمنية عن بعد لحماية أفراد عائلة بلمختار من عمليات انتقامية قد تستهدفهم. وكشفت مراجع أمنية أن تيار ضمن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يعمل منذ أسابيع قصد التخلص جسديا من مختار بلمختار من خلال التشويش على الاتصالات الجارية مع أجهزة الأمن بالأكاذيب في أوساط "الكتيبة الصحراوية" وأيضا من خلال محاولة عزل "الأعور" عن عائلته وكذا التشكيك في جدية المسعى الذي تقوم بها السلطات الأمنية على أساس أنها "فخ"؟!! وقد أفاد مصدر على صلة بالملف إلى أن أحد التائبين الجدد من تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" كان قد سلم نفسه قبل شهر إلى مصالح الأمن بالعاصمة بعد اتصالات تمت معه بإحدى دوائر ولاية إليزي كشف لأجهزة الأمن بأن الاتصالات التي تقوم بها أجهزة الأمن مع بلمختار قد أحدثت حالة من الاضطراب في أوساط مرجعيات التنظيم المسلح الذين يتخوفون من اعترافات بلمختار التي قد تستغلها مصالح الأمن لضرب مصداقية قيادة التنظيم المسلح خاصة فيما يتعلق بصفقات شراء الأسلحة وتحويل مبالغ مالية كبيرة بالعملة الصعبة لبعض أقاربهم خاصة خلال السنوات الأخيرة. وأكد هذا التائب الذي يعرف بإسم "أبو المثنى" معلومات سابقة وردت لدى مصالح الأمن من طرف "تائبين" سلما أنفسهما للسلطات سنة 2006 وهما المدعوان "الأولباني" و"خطاب" بشأن مساعي تقوم بها قيادة التنظيم المسلح لعزل بلمختار تحت مبررات عدة بعدما فشلت مساعي سرية لعزله من على رأس الكتيبة الصحراوية. ويعتبر مختار بلمختار القيادي الوحيد حاليا الذي له مسؤولية على رأس التنظيم المسلح والذي لا يزال يلتزم بالمنهج الأول الذي رسمته "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" كمحاولة لإنقاذ العمل المسلح من جماعة الهجرة والتكفير. وكان مختار بلمختار أول قيادي في "الجيا" الذي تبرأ من تنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" بقيادة عنتر الزوابري حيث أصدر بتاريخ 15 رجب 1418 ه "بيان وتبرئة" وقعه مختار بلمختار بمنطقة بوكحيل عرض فيه مبادئ جماعته وهي "سنّيّة سلفيّة عقيدة ومنهجا وسلوكا تعتمد الأعذار الشّرعيّة من جهل و إكراه وتأويل" وتبرأت فيه من "المجازر الّتي تقع في هذه الدّيار و الّتي هي من صنيع الهجرة و التّكفير أي الخوارج" تحت إمرة عنتر زوابري وشرذمته". أنيس رحماني