" قمنا بواجبنا لا غير.. بحب كبير ووطنية عظيمة " هي المقولة التي ردّدها فنانون من الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بكلّ تواضع واعتزاز، وهم يروون ذكريات تعود إلى خمسين سنة كاملة، إلى ذاك اليوم الذي أدركت فيه جبهة التحرير الوطني أنّ الفن سلاح من نوع آخر في غاية الفعالية، لتأمر بإنشاء هذه الفرقة بتونس وتكون ناطقا حقيقيا باسم الكفاح الجزائري وكيانا مهما في دحض مزاعم المحتل والتعريف بشخصية وثقافة الجزائر.. "المساء" التقت بستة من فناني الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني أثناء استضافتهم مؤخّرا بالمسرح الوطني الجزائري واستفسرتهم عن حيثيات مهمة الفرقة التي نشطت أربع سنوات (1958 - 1962)، وكذا عن النوادر والطرائف التي خفّفت من وطأة البعد عن الوطن المحتل. بعد سنوات قليلة من اندلاع الثورة الجزائرية، قرّرت جبهة التحرير الوطني فتح باب جديد للمقاومة ضدّ الاستعمار وهو الباب الفني والثقافي المجيد، وانبثق عن هذا الوعي إنشاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بتونس في مارس 1958 تحت قيادة الفنان المرحوم مصطفى كاتب، حيث تمّ استدعاء الفنانين الجزائريين من عالميّ التمثيل والموسيقى في كلّ من الجزائر، فرنسا، المغرب، تونس وسويسرا ولبى الكثير منهم النداء (حوالي 40) والتحقوا بفيلا "باردو" بتونس لتنطلق التدريبات الفنية في غضون ستة أشهر كاملة كان فيها الفنان كالجندي يطبّق التعليمات ويحضّر نفسه لمهمته. كان أوّل عرض فني تحت اسم "نحو النور" بالمسرح البلدي لمدينة تونس، وهذا في 24 ماي 1958، وهو عرض مطوّر للعرض "الجزائر تسير" الذي قدّمته فرقة المسرح الجزائري في المهرجان العالمي للشباب بموسكو، وهو عبارة عن لوحة فنية ضخمة تمثّل خصوصيات المناطق الجزائرية من خلال شاب فدائي يتلقى تعذيبا شرسا بعد القبض عليه من طرف المحتل، فيغمى عليه وتتراءى إليه امرأة تدعوه إلى القيام بجولة يرى فيها ذكرياته كختانه وأسفاره. انطلقت الفرقة في شهري جوان وجويلية من نفس السنة في جولة عبر التراب التونسي يعقبها عرض لمسرحية "مونسيرا" في تونس العاصمة والمدن المجاورة، وهذا في أوت وسبتمبر من نفس السنة، وفي أكتوبر ونوفمبر كانت أوّل جولة خارج حدود البلد المقيم وكانت الوجهة ليبيا، بعدها جولة إلى يوغسلافيا سابقا دامت عشرين يوما وغطّت عدّة جمهوريات مثل البوسنة، كرواتيا وصربيا. وبعد عودة الفرقة إلى تونس يوم 6 جانفي 1959 شرعت في تحضير مسرحية "أولاد القصبة" من تأليف عبد الحليم رايس تحكي عن الكفاح الجزائري داخل المدن، وقدّمت هذه المسرحية التي استلهمت من الواقع الجزائري، في تونس وعلى الحدود وكان ذلك على شرف ألفي جندي كانوا سيعبرون خط موريس، وخلال العرض طلب مصطفى كاتب من القائد العسكري أن يفرغ الجنود بنادقهم من الرصاص خوفا من ردة فعلهم تجاه بعض المشاهد كمشهد الاغتصاب. قدّم أوّل عرض لمسرحية "الخالدون" في 12 أفريل 1960 في المسرح البلدي لتونس، وهي أيضا من كتابة عبد الحليم رايس وعرضت أيضا في الصين بعد دعوة من "اللجنة الصينية للصداقة والتضامن مع الشعوب الإفريقية"، وفي يوم 5 ماي من نفس السنة وصلت الفرقة إلى الاتحاد السوفيتي سابقا بعد تلقيها أيضا دعوة في إطار الاحتفالات بالذكرى الثالثة والأربعين لثورة أكتوبر فقدّمت مسرحية "نحو النور" في المسرح الشهير "مولي تياتر" علاوة على العديد من الحفلات الغنائية. بعد هذه الجولة بدأت في إعداد مسرحية "دم الأحرار" وعرضت لأوّل مرة في 29 ديسمبر 1961 في المسرح البلدي لتونس، وفي شهري جوان وجويلية في المغرب ومن ثم في العراق، لتكون هذه الجولات كلّها برهانا أكيدا على أنّ الجزائريين ليسوا فرنسيين وأنّ لهم باع طويل في الثقافة والتراث الأصيلين، وأنّ فرنسا لا تمتد حسب أقاويل قادتها من دانكارك إلى تمنراست.
إبراهيم دري: القادة أدركوا أنّ المسرح كفاح
"عندما خرجت من السجن عام 1956 وجدت أنّ الظروف في العاصمة أصبحت جدّ صعبة، فذهبت إلى فرنسا ومن ثم إلى تونس حيث كانت توزّع المهام على كلّ من يرغب في خدمة الوطن العزيز والدفاع عنه ، وسألوني: "ماذا يمكن أن أفعل؟"، فأجبتهم: "لا أدري، ربّما يناسبني أن أكون في الحدود"، وأضفت أنني اشتغلت قليلا في الإذاعة، فأرسلوني إلى فرقة جبهة التحرير، ومثّلت في المسرحيات، كمسرحية "أبناء القصبة" في دور عون اتصال، وهو دوري الأوّل في عالم التمثيل بصفة عامة. المسرح كفاح وهو ما لم يخف عن القادة الجزائريين، والدليل على ذلك ذكره في بيانات عديدة مثل بيان مؤتمر الصومام، فالجزائريون رغم أنّهم لم يكونوا يمتلكون شهادات كبيرة، إلاّ أنّهم غلبوا ساسة فرنسا، فكيف لا يفكرون في أهمية المسرح في تنوير العقول.. كانوا حقا عظاما. ومن الذكريات العالقة في البال، يوم ذهبنا في جولة إلى ليبيا كنّا ننقل معنا الديكور الذي كان يتكوّن من كتل من الحديد، وحدث أن تعطّلت إحدى الشاحنتين الصغيرتين الحاملتين للديكور فاضطروا لربطها بالشاحنة الثانية وجرّها لمسافة 700 كلم !. ذكرى أخرى طريفة حقا، طلب مصطفى كاتب منّي ومن سيد علي كويرات أخذ سترته البيضاء التي كان يرتديها بعد انتهاء العروض إلى منظّف جيّد، ولكنّنا أخذناها إلى منظّف سيء كواها بالفحم فأصبحت صفراء وتهربّت أنا من مسؤوليتي في هذا الفعل وقلت لكويرات خذ السترة لكاتب، لكن الذكرى التي لن أنساها أبدا والتي ليست لها علاقة بالطرافة يوم كنت في السجن، في آخر ليلة من أكتوبر 1956، إذ وقعت مظاهرات في السجن فأخذ كلّ المسجونين إلى مكان معيّن، وهناك التقيت برجل كان ينام بجانبي وبدأنا في الحديث معا إلى درجة أصبحنا فيها أصدقاء، هذا الصديق حكم عليه بالإعدام، أذكر آخر مرّة رأيته فيها حيث كنت ذاهبا إلى العيادة في السجن والتقيت به وهو يقول لي "إبراهيم لا تخافوا " إنه جعفر لباد الذي كان ذاهبا إلى المقصلة حيث قطع رأسه، نعم هو ذاهب إلى الموت ويقول لي لا تخف !، فكيف لا تمشي في الطريق السوي وأنت ترى أصحابك يستشهدون بتلك الطريقة؟" .
الهادي رجب: أكّدنا أنّنا من لحم ودم
"كنت أغني للجيش، وسمع الملازم بوعلان صوتي وقال لي أنت لست للبندقية أنت لجهة أخرى، وهكذا اتّصلت بالفرقة وقدّمت ثلاث أغنيات هي "بعدك يا أمي عذبني"، "يا أمي ما تخافيش" و"قلبي بلادي لا نساك"، الأغنيتان الأولى والثانية كتبهما محمد بوزيدي ولحنهما أحمد وهبي، والثالثة كتبها مصطفى تومي ولحّنها مصطفى سحنون.. كنت خائفا في أوّل حفلة شاركت فيها ولكنّها كلّلت بالنجاح، فالكلّ كان يشجّعني وأنا صغير قليل الخبرة. هل تعلمون أنّه في ليبيا كانت النساء تجلبن قففا من الذهب لأجل القضية الجزائرية، ونحن الفنانون نجمع كلّ ما حصلنا عليه ونعطيه للثوّار ليشتروا السلاح والدواء، وفي نفس الوقت نعرّف بقضيتنا، فالشخص الواحد منّا كان يتقمّص عدّة أدوار من ممثل فمغنٍّ فراقص وحتى واضع للديكور، كلّ هذا لأجل الجزائر الحبيبة، وعوض أن يتكلّم الرصاص تتكلّم الآلة الموسيقية والحنجرة، فسلاح الفنّ أقوى من البندقية لأنّك تخاطب الشعوب الأخرى وتدحض مقولة فرنسا في أنّ الجزائريين "فلاقة" . عشنا ظروفا صعبة بعيدين عن الأولياء والوطن والأخبار المؤلمة تلوح في أفقنا بين الحين والآخر، ومع ذلك كنّا مع بعضنا اليد في اليد لهدف واحد ألا وهو"الجزائر" .. ومن الذكريات التي بقيت عالقة في أعماقي حين ذهبنا إلى يوغسلافيا (سابقا)، حيث وجدنا أن الكثير منهم لم يصدّقوا أنّنا بشر من لحم ودم، وهذا لقدرتنا على مواجهة فرنسا التي كانت تعدّ من أكبر قوى العالم فبدأوا يلمسون أجسادنا ليتحقّقوا أنّنا بشر ولنا هدف لن نتخلى عنه أبدا.
الطاهر بن أحمد: كنا كالجنود المدنيين أعيد بيتا شعريا قاله لي جندي رحمه الله: "سجّل يا تاريخ لمعاركنا واكتب للبنين ذكرى للأباة، واشهدوا عنا يا جبالنا مدى عدّينا من الصعوبات"
ما لبّينا إلاّ نداء الوطن الجزائر، والواجب لا يستوجب الشكر أوالفخر.. أذكر يوم كنّا فيه في البوسنة، لم نكن نعرف أنّ سكانها من المسلمين وتمت دعوة كلّ واحد إلى بيت من البيوت البوسنية، أمّا أنا ومصطفى سحنون فدعينا إلى مدرسة، وقالت المدرسة لطلبتها: "أنظروا إلى مؤيّدي الجزائر"، بعدها جلس مصطفى سحنون إلى البيانو وبدأت في غناء"جزائرنا" وتأثرت أيماّ تأثر ببكاء وتأثّر البوسنيات بالأغنية إلى درجة أنّني بكيت أنا أيضا، فالسلاح الفني يؤلم أكثر من الرصاص لأنّه يصل إلى العقل والوجدان. لقد مكثنا 45 يوما في الصين و45 يوما في موسكو وضواحيها، ومسؤوليتي ومسؤولية جميع من كان في الفرقة كانت إظهار أنّ الجزائري له ثقافة، مهذب وليس "فلاقة"، حتى في بغداد فلم يكونوا يعرفون أنّ الجزائري أبيض البشرة ولغته العربية ودينه الإسلام، أمّا في الصين فقد كانت معنا مترجمة صينية تتكلّم العربية ومترجم صيني يتكلّم الفرنسية والليلة التي وصلنا فيها إلى بكين كان معنا فرحات عباس ومحمّد الصديق بن يحي، وعزفت الفرقة الصينية "قم ترى" وأنا غنيت لهم أغنية بالصينية . انخراطي في الفرقة كان واجبا وفخرا، والبداية كانت من فرنسا، حيث كنت أغني في مقهى ومن أهم" ما كنت أغني : " متنساوش هذي المحنة من عند الله جات يا فاهم البيات ناس الجزائر في غبينة قوموا ياسادات ياخواتي كونوا رجال وتفكروا لي في الجبال سبلوا ومشاو للقتال مجاهدين أحرار وشجعان كبار قامت رجال في الجزائر ضد الاستعمار" أذكر أنّ صاحب المقهى وشى بي إلى الشرطة التي أتت، وضربني أحدهم ضربة طيرت العود من يدي، بالمقابل جاءني مسؤول من الجبهة وقدّم لي 500 فرنك فرنسي وقال لي غدا تكون في بروكسل ولا تخبر أحدا بذلك، فعندما التقيت بأصحابي من الفنانين عليلو وحسيسن، أخبرتهم أنّ لي جولة في بروكسل وعليّ الرحيل، الطريف في الأمر أنّنا التقينا جميعا في بروكسل بدون أن يخبر أحدنا الآخر بالأمر الذي تلقيناه، وسافرنا إلى بون حيث قدّم لنا مسؤول آخر جوازات سفر تونسية مزوّرة، وعندما وصلنا إلى بالام قبضت علينا الشرطة الإيطالية حيث أنّها شكّت في كوننا غير تونسيين، وأرادت تسليمنا إلى السفينة الحربية الفرنسية التي كانت قابعة بالمنطقة، والحمد لله اتّصل مصطفى كاتب رئيس الفرقة بمسؤول جزائري اتّصل بدوره بالرئيس التونسي بورقيبة الذي حذّر الإيطاليين من الإساءة إلينا، وهكذا انتقلنا إلى فيلا "باردو" بتونس، حيث كانت تنتظرنا التدريبات الفنية لمدّة ستة أشهر، فكنا نطبخ لأنفسنا كنّا بحق جنودا مدنيين، أنا أخذت مكان حسيسن الذي توفي مبكرا وكان من أهمّ مطربي الشعبي وغنّت معنا وردة عندما قمنا بجولة إلى مصر. لم يكن هناك نساء إلى أن جاءت وافية وهندة زوجة طه العامري ومليكة زوجة سيد علي كويرات وخواسي الخياطة، وفي تونس عند عرض مسرحية "أبناء القصبة"رمت امرأة بنفسها من الشرفة لهول القضية. أحمد حليت: كنا أحد أسباب اعتراف الصين بنا
ولد الفن لخدمة البندقية والثورة والبرامج التنموية، حيث كان يجب أن يكون للفن هدف، ولهذا قامت الفرقة الفنية بدور كبير من 1958 إلى 1962 من خلال توعية الجيش في الحدود وكذا اللاجئين، وأظهرت كاتبا كبيرا وهو عبد الحليم رايس الذي يعتبر أوّل من كتب للمسرح الثوري في تونس وليبيا وفي دول أخرى، كان الإقبال عظيما على أعمالنا، أمّا في الصين فقد كنا هناك في نفس الوقت الذي اعترفت فيه الحكومة الصينية بالحكومة الجزائرية المؤقتة إذ التقينا في الصين مع وفد فرحات عباس، وكنّا نوعا ما السبب في تحقيق هذا الاعتراف، لا أقول السبب الأول وإنّما أحد الأسباب. كنت أحد أعضاء الفرقة الفنية التي تكوّنت في المغرب، ومن ثم انضممنا كلّنا إلى الفرقة الكبيرة بتونس ومثّلت في مسرحية "أبناء القصبة" دور الضابط الذي يدخل في الفصل الثالث ويحدث جلبة كبيرة أثّرت في الحضور، وفي مسرحية "الخالدون" قمت بدور ضابط في جيش التحرير. الذكريات غالية على قلوبنا ومنها ما حدث لي أثناء مشاركتي في مسرحية "أبناء القصبة"، حيث كان من المقرر أن اقتحم المنزل وأقتل ربّ العائلة الذي كان يمثّل دوره مصطفى كاتب ولم تكن لدينا رصاصات بيضاء، فنزعنا الجزء العلوي للرصاصة حيث الذخيرة ونضع مكانها "كرتونا"، ولكن عندما وضعت أصبعي على الزناد لم تشأ الرصاصة الخروج فاحترت ماذا افعل، وتوجّهت مباشرة إلى كاتب وتظاهرت بضربه بمؤخّرة المسدس وكاتب بذكائه فهم ما جرى وسقط أرضا.
طه العامري: كنا نرقص بشرف
الفن كان موجودا في زمن الثورة ليساند الكفاح المسلّح لأنّ السلاح يبقى الأهم والأجدى للوصول إلى أهدافنا، فلكلّ مساره وأدواته في تحقيق أهدافه . كان من واجبنا إظهار أحسن وجه للجزائر، وأذكر عند ذهابنا إلى الصين كنا نلقي بعد العروض في موائد مستديرة، ونتحدّث عن الثورة والثقافة، لقد كنّا سفراء الجزائر، نعم كنا نرقص ولكنّنا كنا نرقص بشرف، فالقضية قضية وطن وتشريف للبلاد من خلال الفن بأنواعه العديدة، فالفن يعطي صورة عن الشخصية والتقاليد والمستوى الثقافي للجزائر وهو ما أدّاه 35 فنانا أغلبهم مناضلون في جبهة وجيش التحرير الوطني.
سحنون مصطفى: أعطت الجبهة صفعتين للمحتل
"سلاحنا أقوى من سلاح الجائرين والرب والسماء في عون أب الثائرين والظل والزيتون والسلام للجزائريين" . أبدأ بهذه الكلمات لأقول إنّه حيث تتوقّف رصاصة الجندي في ذاك الوقت، يذهب الفنان إلى أبعد من ذلك بالكلمة الطيّبة المعبّرة واللحن المميّز الشجيّ، ولا أعتقد أنّنا كنّا سفراء للجزائر لأنّ كلمة سفير تعني وجود بلد مستقل وحر ولم يكن ذلك متوفرا آنذاك، بل أفضّل أن أقول إنّنا كنّا ممثلين عن الجزائر، كنّا مناضلين وفنانين نجمع بين الفن والنضال معا، كان يغمرنا الإيمان بقدسية الثورة وأنّ الشعب الجزائري قام بإعلاء "لا اله إلا الله محمد رسول الله" والحمد لله نصرنا الله . لقد أعطت الجبهة صفعتين وليست واحدة للاستعمار، فشكّلت فرقتين للتمثيل وأخرى لرياضة كرة القدم، فأشهر لاعبي كرة القدم كانوا في فرق مشهورة ولبوا النداء، وخاضوا بطولات تحت راية الجزائر، وأتذكّر يوم عزفت الفرقة الصينية قطعتين من ألحاني "قلبي يا بلادي لا أنساك" والقطعة الثانية لفريد علي "أيما عزيزن" كانت أركسترا سيمفونية خارقة للعادة ولا يمكن أن أعبّر عن شعوري وشعور كلّ أعضاء الفرقة.. كنّا نحلم .