من مقرر أن تنتهي أشغال القمة الخامسة عشر، المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا في الفترة ما بين 19 و27، وينتظر أن تصدر عنها قرارات وتوصيات عديدة، وكانت أشغال أمس تواصلت في جلسات مغلقة، حول بقية القضايا والمشاكل العويصة، وفي مقدمتها قضايا الأمن والسلم والنزاعات الحربية المسلحة، التي تعاني منها القارة في بلدان عديدة، وفي الوقت الذي اجتمعت فيه لجنة الثمانية في جلسة مغلقة، تواصلت المداخلات العامة صباح وزوال أمس. مبعوثنا إلى كمبالا/هارون. م. س تواصلت أمس أشغال القمة الخامسة عشر بمشاركة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والوفد المرافق له، وقد دارت في جلسات مغلقة، لم يسمح فيها بحضور رجال ونساء الإعلام الوافدين لتغطية الأشغال. ونشير إلى أن رئيس الجمهورية شارك في كل القمم المصغرة التي عقدتها وكالة النيباد وآلية تقييم النظرا »ماييب«، واللجنة الخاصة بالتغير المناخي ، وفي الاجتماعات المنعقدة على هامش جلسات الجلسة العامة، التي تقدم فيها المشاركون بعروض ومداخلات، حول أوضاع القارة، ولاسيما منها القضايا المتعلقة ببؤر التوتر، والنزاعات في مناطق عديدة من القارة. وبعد أن تمت أول أمس مناقشة الأوضاع الصعبة والمعقدة، التي خصت تعزيز صحة الأمهات والأطفال والرضع والتنمية في إفريقيا، التي كشف فيها رئيس الجمهورية لنظرائه المشاركين في القمة ورؤساء الحكومات أن الجزائر حققت الهدفين الرابع والخامس من مجموع الأهداف الثمانية للألفية حول الصحة، الأمومة والطفولة، وأكد بالأرقام والنسب الدقيقة هذا المسعى المحقق من قبل الجزائر منذ بداية سنة 2000 حتى الآن، ويُتوقع حسب ما قدم في مداخلته أن تتحسن الأوضاع الصحية أكثر، وأن يزداد عدد الوفيات في الانخفاض. كما خصصت القمة أمس جلساتها لمسألة السلم والأمن بالقارة، وحسب تدخلات جلسات أمس، فإن القادة الأفارقة أكدوا أن النزاعات المسلحة تفتك بمقدرات بلدان وشعوب القارة الإفريقية، وتتسبب في أزمات إنسانية، وتدمر وسائل العيش والثروة التي تعب الناس من أجل توفيرها، وحالت دون تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة، والأخطر من ذلك كله هو فقدان الأمل في مستقبل أفضل، وفي هذا السياق دعا رؤساء الدول والحكومات في إفريقيا للتمسك بالقيم النبيلة التي حث عليها إعلان عام 2010 سنة للسلم والأمن في إفريقيا، وفق ما جاء في الفقرة التاسعة من إعلان طرابلس. رؤساء الدول والحكومات الإفريقية عبّروا أمس عن تصميمهم على معالجة آفة النزاعات والعنف في القارة بشكل نهائي، معترفين بأوجه قصورهم وأخطائهم، وعن التزامهم بتوظيف جميع الموارد، وخبرة الشعوب، دون تضييع أي فرصة في المضي قدما، في برنامج نزع النزاعات، وصنع السلام، وحفظه، وإعادة الإعمار في فترة ما بعد النزاعات. وأكد الرؤساء ورؤساء الحكومات أنه إن كان من البديهي مواجهة تحدي تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في كل مناطق إفريقيا، الذي يحتاج إلى عدة سنوات، فإن عام السلم والأمن يشكل مع ذلك مناسبة فريدة للحكومات والمؤسسات، والمواطنين الأفارقة، بالشراكة مع المجتمع الدولي. وأوضح الرؤساء ورؤساء الحكومات أن تعزيز السلم والأمن بين الأمم، والقضاء على العنف في المجتمعات يتطلبان مشاركة الجميع، مؤكدين حسب نفس الوثيقة أنهم عازمون على تنظيم العديد من الأنشطة للمساهمة في الاحتفاء بسنة السلم والأمن في إفريقيا. وضمن هذا الإطار قال القادة إن الاتحاد الإفريقي أعد مجموعة من الأنشطة، لجعل السلام ممكن، وهي أنشطة عديدة للتنفيس على الشعوب وشحذ هممهم جميعا من أجل الإسهام في هذا المسعى النبيل.