افتتحت أمس بالعاصمة الأوغندية، كمبالا، أشغال الدورة العادية الخامسة عشرة، لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، بحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث تصدرت جدول أعمال هذه القمة مشاكل الأمومة والطفولة، إضافة إلى جملة من القضايا السياسية والأمنية تهدد إفريقيا. وبالموازاة مع ذلك، أكد الرئيس بوتفليقة، خلال مداخلته في القمة الثالثة والعشرين للجنة رؤساء الدول والحكومات المكلفة بتطبيق برنامج الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا ''النيباد''، أول أمس، على ارتياح الجزائر للمراحل التي تم قطعها في سبيل إنجاز وكالة تخطيط وتنسيق خاصة بالمبادرة، تتوفر على أدوات وطاقات ضرورية كفيلة بتسهيل عملية تجسيد ومتابعة مشاريع الإدماج الإقليمي والقاري. وعبّر الرئيس، في كلمته أمام الحضور، عن الأهمية البالغة التي تحظى بها الشراكة على مستوى الإفريقي، إذ يمكنها إيجاد عناصر من شأنها إثراء نقاش عميق مع البلدان المتقدمة حول التطور الضروري لآليات وجوهر التعاون الدولي. وأضاف ''إننا مطالبون بمواصلة الدفاع، في أي مكان وزمان، على التصور الذي لدينا عن المساعدة على التنمية والتي لا نريدها فقط كبيرة في الحجم وإنما كذلك متجددة التصور''. كما أكد الرئيس، على مسألة الإدماج الإقليمي للبرامج الوطنية الخاصة بالمنشآت القاعدية التي أطلقت في مجال نقل الطاقة وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حيث قال ''إن الجزائر تبذل منذ عشر سنوات جهودا كثيفة لتطوير وتحديث هياكلها القاعدية ليس في مجالات النقل والطاقة والمياه فحسب بل وأيضا في مجال الهياكل القاعدية والاجتماعية والصحية والتربوية والرياضية''، مضيفا أن ''المشاريع الكبرى التي باشرتها بلادي في إطار مخططاتها التنموية المختلفة وبالنظر إلى أهميتها تعد عوامل مشجعة على الاندماج الإقليمي والقاري، وهي قادرة على أن تعكس تماما دور الجزائر ورسالتها، بصفتها همزة وصل وملتقى للتبادل بين إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والعالم العربي والفضاء الإسلامي المترامي الأطراف''، مقدما أمثلة عن المشاريع القارية الكبرى التي تشارك الجزائر في إنشائها، على غرار الطريق العابر للصحراء والممتد من الجزائر إلى لاغوس مرورا بالنيجر وأنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر وكذا الطريق السيار شرق- غرب الرابط بين الحدود التونسية والمغربية، وهي مشاريع تندرج كلها في إطار مبادرة النيباد. تجدر الإشارة إلى أن تبني القمة الإفريقية في دورتها الخامسة عشرة لموضوع الأمومة والطفولة، جاء امتدادا لما خلص إليه المشاركون الأفارقة وعلى رأسهم الجزائر في قمة الثماني الكبار، بموسكوكا الكندية، في وقت سابق، حيث تم الاتفاق على تقديم إعانات مالية للدول الإفريقية توجه لتحسين الرعاية صحية للأم والطفل.