أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، مذكرة توجيهية إلى الأئمة، تدعوهم فيها إلى التطرق في الدروس الملقاة أمام المصلين في المساجد أيام الجمعة ودروس بعد الإفطار إلى محاربة موجة غلاء الأسعار، التي تعرفها المواد الغذائية بمختلف أنواعها، ومواجهة كل أساليب المضاربة التي تشهدها الأسواق في الجزائر عند حلول الشهر الفضيل. كشفت مصادر مطلعة على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أن مصالح الوزارة سطرت برنامجا تحسيسيا خلال شهر رمضان المعظم، حددت فيه المواضيع التي يتم تناولها من طرف الأئمة والمدرسين على مستوى المساجد، ووزعت مديريات الشؤون الدينية على مستوى الولايات مذكرات توجيهية، دعت فيها الأئمة إلى تناول موضوع محاربة ارتفاع الأسعار خلال دروسهم المقدمة على المصلين في المساجد. وفي اتصال هاتفي ب»صوت الأحرار« أكد مدير التوجيه على مستوى مديرية الشؤون الدينية للجزائر العاصمة، الأستاذ ليشاني عبد الكريم، أن هذه الحملة التحسيسية تدخل في إطار البرنامج المسطر من طرف الوزارة الوصية، الذي يشرف عليه وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبدالله غلام الله شخصيا، حيث لجأت الوزارة من خلال القائمين على شؤون الإمامة، إلى أسلوب الدعوة والتحسيس بين التجار والمواطنين، بعد أن استنفذت مصالح وزارة التجارة وباقي الجهات المعنية بمحاربة المضاربة والغلاء على مستوى أسواق التجزئة والجملة، كل الأساليب الرقابية والإجراءات القانونية، التي يمكن أن نقول أنها استطاعت أن تقلل من الظاهرة دون أن تنجح في الحد منها نهائيا، حيث كانت مضامين الدروس المقدمة في المساجد تقتصر على الظواهر الاجتماعية، مثل المخدرات والسرقة وغيرها. وتطرق الأئمة في دروسهم خلال الأيام التي خلت من شهر رمضان الحالي الذي شهد ارتفاعا استثنائيا في الأسعار مقارنة مع باقي رمضان في السنوات الفارطة، إلى رأي الدين في مسألة غلاء الأسعار، والأحكام التي تطال المضاريبن، حيث استغل الأئمة المنابر في دعوة التجار إلى التعقل والاحتكام إلى الشرع، خاصة وأننا في شهر يفترض أن تزول فيه كل مظاهر الجشع والاستغلال، اللذان أصبحا يشكلان هاجسا حقيقيا للمواطنين بمجرد اقتراب شهر رمضان المعظم. ومن جهة أخرى دعا الأئمة خلال الدروس والمواعظ، المواطنين إلى التوقف عن الإسراف والكف عن كل أوجه التبذير، التي تزيد التجار طمعا وتربصا، مشيرين إلى أن مثل هذه المظاهر تعتبر إساءة لشهر العبادة، كما أن الدين نهى عن مثل هذه التصرفات، التي أرهقت كاهل المواطنين واستنزفت جيوبهم، الأمر الذي يجعل مائدة رمضان هذا العام أكثر تكلفة ومصدر قلق للفقراء الصائمين.