كرم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية بالقاهرة نهاية الأسبوع الماضي جريدة " صوت الأحرار" بعد فوز الصحفية حسناء بوروبي بالجائزة الثانية للأعمال الإعلامية المتميزة في تناول قضايا المرأة، والتي افتكتها من بين 512 عملا مقدما على المستوى العربي، وقد تحصلت جريدة " صوت الأحرار" على درع المؤسسة. مبعوثتنا إلى القاهرة: حسناء.ب كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساء من يوم الثلاثاء الفارط عندما بدأ الحفل التكريمي، حيث شهدت الحديقة العامة لجامعة الدول العربية توافد أعداد كبيرة من ممثلي المجتمع المدني، إعلاميين، سفراء ووزراء، وكذا ناشطين في مجال قضايا المرأة، إلى جانب الفائزين في المسابقة. افتتح الحفل الذي حضره أيضا أعضاء لجان التحكيم وممثلوا مختلف وسائل الاعلام والمؤسسات الاقليمية والمصرية العربية المعنية بشؤون المرأة والاعلام، بعرض لصور المرأة العربية بالزي الوطني، تلته كلمة ألقتها الدكتورة إيمان بيبرس رئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة، أشارت فيها الى تعاون الجمعية مع جامعة الدول العربية، تحت رعاية عمرو موسى لتنظيم المسابقة العربية" الأعمال الإعلامية المتميزة في تناول قضايا المرأة" بدعم كل من صندوق الأممالمتحدة الانمائي للمرأة، مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث " كوثر" ومؤسسة فريدريش إيبرت، مضيفة أن المسابقة عرفت مشاركة عربية قياسية، بلغت 512 عملا من كل من الجزائر الأردن، الامارات، البحرين، تونس، السعودية، السودان، سوريا، العراق، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، مصر، المغرب واليمن، وبخصوص المواضيع المقدمة فقد ركزت في مجملها على قضايا المرأة العربية التي من شأنها التوعية بأوضاعها في المجتمعات العربية من أجل دعم النهوض بها ودعم مشاركتها في كافة مجالات التنمية و شملت مواضيع الأمية وآثارها وكيفية القضاء عليها: تعزيز الحق في التعليم والتدريب والتأهيل، حق المرأة في منح جنسيتها لأبناءها في حالة زواجها من جنسية مختلفة، التشريعات الخاصة بالمرأة التي تتضمن قوانين الأحوال الشخصية والعلاقات الأسرية، العنف ضد المرأة داخل الأسرة والمجتمع، الرعاية الصحية للمرأة وحقها في الحفاظ على جسدها، محاربة الختان والزواج المبكر، المشاركة الاقتصادية للمرأة والوصول الى الموارد، المشاركة السياسية للمرأة : حق الانتخاب ، الترشيح للمجالس النيابية والوصول الى مواقع صنع القرار، المرأة المعيلة للأسرة ومعاناتها باعتبارها أفقر الفقراء في المجتمع، النساء بلا مأوى : المعاناة التي تترتب عن عدم أحقية المرأة بعد الطلاق في الاحتفاظ بالمنزل سواء بسبب انتهاء فترة حضانة الأولاد أو لعدم إنجابها، قضايا الفتيات المراهقات، وضع المرأة في النزاعات المسلحة. وفيما اعتذرت خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية عن الحضور في آخر لحظة، حسب ما أكدته لنا مصادر منظمة، ألقت بدلا عنها وزيرة الثقافة بالمملكة الأردنية نانسي باكير، كلمة أشادت فيها بالدور الفعال الذي لعبته المرأة ولا تزال في كل الميادين، هي التي وقفت جنبا الى جنب مع أخيها الرجل، فكافحت وناضلت في سبيل الرقي وإعالة أسرتها... وفي كلمة ألقاها عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية تطرق إلى التحول الايجابي في حياة المرأة وذلك بانتقالها من كونها مجرد شريكة تتعامل معها السياسات إلى مرحلة تقوم فيها المرأة بدور فعال في صياغة وتنفيذ تلك السياسات.. بعد ذلك تم الاعلان عن نتائج المسابقة وتتويج ثلاتة فائزين في كل مجال من المجالات الأربعة:الصحافة، التلفزيون، الإذاعة، والقصة القصيرة، وهم ينتمون لكل من مصر، الجزائر، السعودية، البحرين، سوريا وتونس، سلمت لهم أظرفة مالية وتماثيل، بالاضافة الى درع المؤسسة، وقد كان نصيب الجزائر ثلاث جوائز في الصحافة " جريدة صوت الأحرار"، القصة القصيرة والإذاعة الوطنية. كما تم تكريم شخصيات نسائية لعبن دورا في مجال الإعلام في قضايا المرأة على غرار الممثلة يسرا، الدكتورة عواطف عبد الرحمان مديرة مركز التراث الصحفي بجامعة القاهرة، والاعلامية الكبيرة أروى رافع الزغبي من الأردن، وكذا رؤساء وأعضاء لجان التحكيم الذين شاركوا في تقييم الأعمال المقدمة في كافة فصول المسابقة، إذ ساهم في التحكيم نخبة من المختصين وكبار الاعلاميين في الوطن العربي، وترأس لجنة تحكيم الأعمال الأستاذ أمين بسيوني رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي، أما لجان تحكيم فصول المسابقة، فآلت رئاستها إلى الدكتور حسين أمين رئيس قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية بالنسبة إلى الأعمال التلفزيونية والتي بلغ عددها 34 عملا، والسيد إبراهيم العقباوي رئيس مجلس إدارة " صوت القاهرة" بالنسبة الى الأعمال الإذاعية التي بلغ عدد الأعمال المقدمة فيها 27 عملا، والأستاذ صلاح الدين حافظ أمين عام إتحاد الصحافيين العرب بالنسبة الى الأعمال الصحفية التي بلغ عددها 103 عملا، ومحمد سلماوي أمين عام اتحاد الكتاب العرب بالنسبة الى الأعمال المقدمة في القصة القصيرة والبالغ عددها 41 عملا. وفي هذا الإطار صرحت المستشارة هناء سرور مدير إدارة المرأة بالجامعة العربية، بأن الأمانة العامة قد حرصت على تشكيل لجان التحكيم في المجالات الأربعة للمسابقة من شخصيات عربية تتمتع بقدرة علمية وخبرة متميزة في هذا المجال، كما تم مراعاة انضمام متخصصي النوع الاجتماعي والأكادميين والممارسين في مجالات الاعلام المختلفة. هذا وسجلت مصر أكبر مشاركة في المسابقة ب 115 عملا، حصدت 5 جوائز،فيما شاركت الجزائر ب 19 عملا، وحصدت ثلاث جوائز، الجائزة الأولى في مجال القصة القصيرة وعادت ل"نادية تياز" الجائزة الثانية في مجال الصحافة ل" حسناء بوروبي" من جريدة " صوت الأحرار"، والجائزة الثالثة في مجال الإذاعة ل " سعيدة ترحاس" من الإذاعة الوطنية...بينما غابت المشاركة التلفزيونية الوطنية. ليختم الحفل بمأدبة عشاء أقيمت على شرف الفائزين والضيوف بمأدبة عشاء تخللتها مقطوعة موسيقية عربية، على أمل أن يتكرر خلال العام المقبل. أصداء من الحفل: أمين عام جامعة الدول العربية/ : إن تحولا هاما جرى بالفعل في دور المرأة في عالمنا العربي، حيث انتقلت خلال السنوات الماضية من كونها مجرد شريكة تتعامل معها السياسات إلى مرحلة تقوم فيها المرأة بدور فعال في صياغة وتنفيذ تلك السياسات، ولا أعتقد أننا بسبيل إنكار أن التقدم الذي حققته المنطقة العربية في الدفع قدما نحو تعزيز دور المرأة والتأكيد على حقوقها ومشاركتها لم يصل بعد إلى المستويات المتوخاة، فالحاجة مازالت ملحة لتحسين حظوظ المرأة من التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية وسنستمر في جهودنا لتحقيق هذه الأهداف. الدكتورة إيمان بيبرس: رئيسة جمعية نهوض وتنمية المرأة/ : بدأت فكرة المسابقة منذ أربعة أعوام انطلاقا من إيمان الجمعية بأهمية دور الإعلام في إخراج المرأة من القالب النمطي وغير الحقيقي الذي اعتاده المجتمع، وخلق صورة حقيقية لها في ظل التغيرات المجتمعية المتلاحقة. وقامت الجمعية بتنظيم المسابقة على مدار ثلاثة أعوام متتالية، وذلك على مستوى الإعلاميين المصريين في مجال الأعمال الصحفية، والتلفزيونية، والإذاعية والقصة القصيرة، وقد حظيت المسابقة باهتمام الكثير من المؤسسات والجهات. ونتيجة لهذا النجاح، فكرنا هذا العام أن تشمل المسابقة الأعمال الإعلامية التي تتناول المرأة العربية أيضا، وذلك من واقع التشابه الكبير في قضايا المرأة العربية بوجه عام، ومن هذا المنطلق، كان التعاون مع جامعة الدول العربية التي رعت المسابقة ومنحتها ثقلا وأهمية كبيرين، باعتبار أنها المظلة العربية الأكبر، حيث كان للأمانة العامة" قطاعي المرأة والإعلام" أكبر الأثر في إنجاح وتميز المسابقة هذا العام. أمين بسيوني: رئيس اللجنة الدائمة للإعلام العربي، رئيس لجان التحكيم بالمسابقة / : إن إقامة هذه المسابقة بين الأعمال الإعلامية المتميزة في تناول قضايا المرأة مبادرة طيبة، على المستويين الاجتماعي والإعلامي، وهو تأكيد على أهمية المرأة في المجتمع من ناحية، وتأكيد أيضا على أهمية دور الإعلام في تناول قضايا المرأة من ناحية أخرى، وما يميز هذه المبادرة أنها تتعامل مع المرأة العربية على اتساع الوطن العربي كله، ويتجلى ذلك في احتضان الجامعة العربية لها، وتحت رعاية الأمين العام للجامعة عمرو موسى، ومن موقعي هذا أشيد بالأعمال التي تقدمت للمسابقة وأهنئ من فاز فيها بجوائز، وأتمنى أن تكون الدورات القادمة أكثر تطورا في الموضوع وفي الشكل الفني كذلك، وذلك بأن تأخذ الدورات القادمة البرامج التي تنتج خصيصا لهذه المسابقة لتكون في كل عام حافزا على الإبداع والتفوق في المضمون والشكل الفني على السواء. د. هيفاء أبو غزالة: المدير الإقليمي، صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة إن موضوع الإعلام والمرأة وعلاقته بالتنمية، من المواضيع التي تحتاج مزيدا من الاهتمام، وذلك لأهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة، ومدى تأثيرها الايجابي والسلبي على المسيرة التنموية للمرأة، إذ تواجه المرأة العربية مجموعة من التحديات لمشاركتها الكاملة في هذا المجال. وعلى جميع الجهات المختصة أن تعمل على إبراز دور المرأة الهام من خلال وسائل الإعلام، وذلك لعكس صورة ايجابية عن المرأة وأهمية دورها داخل منزلها وفي مجتمعها. ولا نستطيع أن ننكر مدى تأثير هذه الأداة في عملية تمكين المرأة وتعزيز حقوقها والنهوض بها وبقضاياها، فمع أن الإعلام في السابق لم يكن يلعب دورا رياديا في حركة التنمية والنهوض بالمرأة، إذا ما قورن باهتمام الناشطين آنذاك وتركيزهم على مشاكل وقضايا أخرى لها الأولوية، حيث انصب انشغال أغلب المنظمات الدولية على قضايا الفقر والصحة وتعليم المرأة، فإن مع الثورة التكنولوجية الهائلة أصبح محسوسا مدى علاقة وسائل الإعلام بالمرأة، ودورها الفاعل في برامج وأهداف الجهات المختلفة المعنية بتعزيز حقوق المرأة الإنسانية، ومن هنا جاء الاهتمام والتركيز في هذه الوسائل باعتبار انتشارها وإسهامها في التأثير في جميع مجتمعات العالم، وتماشيا مع قناعتنا بضرورة إحداث تغيير جذري في هذا المجال، وإيمانا منا بأهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة ومدى تأثيرها السلبي والايجابي على المسيرة التنموية للمرأة، فقد تعاون صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة مع مركز البحوث "كوثر" ومقره تونس في تنفيذ مشروع متكامل يحمل عنوان برنامج " النوع الاجتماعي والإعلام".