طالب سفير الجزائر بالسعودية لحبيب آدمي وسائل الإعلام الوطنية والسعودية بالتريث في قضية الفتاة الجزائرية سارة، وعدم الانسياق وراء المزايدات أو محاولة التصرف في معلومات أو تصريحات لأي جهة، وترك الفرصة أمام استكمال التحقيق، كما دعا آدمي الأمن السعودي إلى إنهاء التحقيقات في أقرب الآجال لكشف الحقيقة النهائية، مؤكدا أن الجزائر تثق بقدرة الأمن السعودي في كشف ملابسات القضية، بما يُنصف الضحية وأهلها. رفض سفير الجزائر بالسعودية التعليق على آخر مستجدات التحقيقات في قضية الفتاة سارة التي لقيت حتفها الثلاثاء الماضي إثر سقوطها من بناية في مكةالمكرمة، مكتفياً بالقول »عندما يكون التحقيق في بداية الطريق أو وسطه فإن الأمر يبقى بطبيعة الحال في دائرة اختصاص جهات الأمن التي غالباً ما تتحفظ - وهذا من حقها- لضمان سلامة إنهاء التحقيق وإيصاله إلى نهايته المرجوة وليس بالضرورة أن كل ما يتوافر عند الجهات المختصة يعطى ويقدم، مثلها مثل جميع الجهات الأمنية في العالم التي تتحفظ على المعطيات وعلى الأسماء بغية إعانتها على إجراء التحقيق والذهاب به إلى نهايته«. وفي الوقت الذي شرع أمس الطب الشرعي في تشريح جثة الشابةالجزائرية للتأكد من تعرضها للاغتصاب وإنهاء الجدل المثار حول ما تكون قد تعرضت له قبل وفاتها وتحديد أسباب الوفاة، دعا الدكتور لحبيب آدمي وسائل الإعلام السعودية والجزائرية إلى التريث في جوانب القضية التي ما تزال قيد التحقيق، مبديا استياءه مما تثيره الصحف من مزاعم وسرد للروايات والتصريحات المتضاربة حول ملابسات القضية، وقال آدمي أنه »ينبغي ترك الفرصة للجهات الأمنية المختصة كي تضطلع بدورها في كشف الحقيقة الكاملة«، موضحا في تصريح لصحيفة »الحياة« اللندنية أن »تقديم معلومات أو محاولة التصرف في معلومات أو تصريحات لأي جهة، من شأنه أن لا يحقق الهدف المرجو«. وفي رد على تصريحات روجتها بعض الصحف السعودية مؤخرا تسعى لتحويل القضية إلى »عاطفية«، أكد سفير الجزائر أن القضية حاليا بين يدي الأمن والقضاء، مشيراً إلى أنه عندما تكون القضية في هذه المرحلة من التحقيق يصعب التعليق عليها، بل يترك الأمر لأصحاب الاختصاص. وتطرق السفير الجزائري إلى الكيفية التي تتعاطى بها السلطات العمومية مع القضية، في ظل مطالب بعض الجهات الإعلامية بتدخل الجانب الجزائري في التحقيقات مع الجانب السعودي، ونفى السفير أن تكون الجزائر قد تقدمت بهذا المطلب، مؤكدا أن الجزائر تثق في قدرة الجهات الأمنية السعودية على كشف ملابسات القضية التي وصفها »بالغامضة والمأساوية بكل المقاييس«. وفيما يتواصل منذ أسبوع الجدل حول الأسباب الحقيقة لوفاة الشابةالجزائرية، أكد آدمي أن القنصلية الجزائرية العامة في جدة تتولى التنسيق بين الدولتين حول القضية من خلال السفارة الجزائرية والسلطات السعودية المختصة، مؤكدا »أن المسائل تسير في الاتجاه الصحيح بإذن الله وستتضح الحقيقة في القريب العاجل«. ودافع السفير عن العلاقات بين الجزائر والسعودية، مؤكدا أن ما تكتبه الصحف من مزايدات حول قضية سارة »لن يؤثر في علاقة البلدين الشقيقين«، لكنه دعا في الوقت نفسه وسائل الأمن والجهات القضائية المختصة في السعودية إلى ضرورة إنهاء التحقيقات للكشف عن الحقيقة النهائية.