وجه حليم بن عطا الله، كاتب الدولة المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج، تعليمات للقنصل العام للجزائر بجدة للشروع لدى السلطات السعودية في تحديد ملابسات الجريمة، التي اهتز لها الحرم المكي نهاية الأسبوع الأخير وراحت ضحيتها معتمرة جزائرية لم تتجاوز 15 سنة بعد اغتصابها، حسب المعلومات الأولية التي تداولتها مصادر رسمية سعودية، ثم تراجعت عنها فيما بعد لأسباب مجهولة الوافد المتهم: سارة الجزائرية ألقت بنفسها من سطح الفندق بعد تناول العشاء كما طالب بن عطا الله الجالية الجزائرية المقيمة بالعربية السعودية إلى التحلي بالهدوء، مؤكدا من جديد الالتزام الصارم للحكومة ببذل كل الجهود لضمان حماية الرعايا الجزائريين أينما وجدوا. من جهة أخرى، تواصل هيئة التحقيق والادعاء العام بمكة المكرمة ممثلة في إدارة قضايا الاعتداء على النفس، التحقيق مع وافدين من جنسية عربية ممن لهم علاقة بقضية الفتاة الجزائرية، كما أطلقت نفس الهيئات مساء أمس العمال الآسيويين بعد الانتهاء من التحقيق معهم وثبوت عدم صلتهم بالقضية، حسب ما تداولته هذه الأخيرة عبر وسائل إعلام سعودية. ومن جهة أخرى قالت مصادر أمنية مطلعة ل”المدينة”، إن الوافد اليمني المشتبه به في مقتل الفتاة الجزائرية، سارة الخطيب، زعم في التحقيقات أنها طلبت منه تناول العشاء سويا ثم ألقت بنفسها من فوق سطح الفندق دون أن يقدم تبريرات لذلك، فيما واجهه رجال التحقيقات بكيفية حدوث ذلك في ظل عدم إجادتها للحديث باللغة العربية. وأشارت إلى الإفراج عن وافدين بنغلاديشيين كان قد تم القبض عليهما وذلك بعد استجوابهما. وقال والد سارة للجريدة إن ابنته تجيد لعبة الكونغ فو وتستطيع الدفاع عن نفسها جيدا مرجحا أن يكون قد تم دفعها من أعلى أثناء محاولتها الدفاع عن نفسها. من جهة أخرى بدأت إدارة الطب الشرعي بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة أمس في تشريح جثة الفتاة والتي لقيت حتفها إثر سقوطها من أحد الفنادق بحي الغزة بمكة المكرمة فجر يوم الأربعاء الماضي وذلك لتحديد السبب الرئيسي في وفاتها وأسباب سقوطها من الدور 16 بالفندق. من جهة أخرى لا تزال هيئة التحقيق والادعاء العام ممثلة في دائرة النفس تواصل تحقيقاتها مع الوافد الذي يعتقد أن له صلة مباشرة بالحادث، حيث يعمل بالفندق منذ مطلع شهر رمضان وتدور الشكوك حول علاقته بسقوط الفتاة. من جهته طالب رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة سعد بن جميل القرشي بوضع كاميرات مراقبة في كافة الفنادق والدور السكنية بمكة المكرمة وسعودة جميع العاملين في مجال خدمات الحج والعمرة سواء في الفنادق أو الشركات. وقال القرشي ل”المدينة” تعليقا على حادثة الفتاة الجزائرية “هذه الكاميرات لو كانت موجودة لكشفت الكثير من الغموض حيال هذه الحادثة”، وأضاف: سبق وأن طالبنا بوجود هذه الكاميرات في جميع الفنادق لوصول أعداد المعتمرين إلى أكثر من 4 ملايين معتمر سنويا. ولفت إلى أن السعودة الموجودة حاليا بالفنادق لا تتعدى وظائف الاستقبال والكاشير فقط. وقد نشرت الصحف السعودية أمس صورا لوقائع الحادثة في سياق يرفع شبهة القتل ويكرس فرضية الانتحار، نورد بعضها في هذا الحيز.