لأن شباب اليوم هم رجال الغد و بحاجة للتوجيه و العناية أخذت جمعية "أس أو أس باب الواد" على عاتقها مسؤولية التكفل بهم والعمل على غرس مبادئ المواطنة والالتزام فيهم ،حيث يتمثل دورها يقول رئيسها مراد مغنين في تقديم تكوينات في عدة مجالات كالموسيقى و المسرح و السينما تحميهم من الانحراف و تملئ أوقات فراغهم ، ناهيك عن بعث روح المواطنة فيهم و التضحية من أجل الوطن دون انتظار المقابل،بالإضافة إلى ذلك فهي تمنح التلاميذ فرصة للحصول على دروس تدعيمية ،فيما تعتزم –يضيف-الاحتفال بالفاتح من نوفمبر بطريقتها الخاصة من خلال جمع جيل الثورة بجيل اليوم حتى يدركوا التضحيات التي قام بها هؤلاء و يتحلوا بنفس صفاتهم . تأسست جمعية " sos باب الواد " يقول مراد مغنين رئيس الجمعية سنة 1997 على خلفية الأحداث الأليمة التي عاشتها الجزائر،حيث دفعت تلك المآسي التي كان يعاني منها الشعب بأعضاء الجمعية إلى الثورة على تلك الأوضاع بطريقتهم الخاصة و ذلك عن طريق بعت الفرحة و البسمة في قلوب هؤلاء والتخفيف عنهم من خلال إحياء حفلات شعبية ،مضيفا أنهم أيضا كانوا ضحايا للعشرية السوداء حيث فقدوا أحباب لهم ،لذا رفضوا الاستسلام للواقع المرو نبذوا فكرة الهروب كما فعل البعض فكانت المقاومة و تعبئة جميع فئات المجتمع سبيلهم الوحيد لاسترجاع الوطن الذي كان بحاجة لهم . جمعية ولدت من رحم المعاناة كان نشاط الجمعية في البداية –يقول مراد مغنين- مقتصرا على الموسيقى كوسيلة لنزع الخوف الذي كان يخيم على البلاد حيث استطاعت إعادة بعث الثقة في قلوب الناس ورغم الصعوبات التي كانت تواجهها كعدم امتلاكها لمقر إلا ذلك لم يقف في وجه أهدافها المسطرة آنذاك حيث نظمت الحفلات والأفراح و تم تزويج 20 شابا من الجمعية الأمر الذي دفع بسكان الحي الشعبي على الخروج من القوقعة التي فرضت عليهم . وبفضل ذلك تمكنت "أس أو أس باب الواد" من اكتساب الخبرة الكافية وهو ما زاد من احتياجاتها و اهتماماتها من سنة إلى أخرى ورغم ما قدمته من مساعدات و ختان للأطفال و توزيع للهبات على الفقراء و المعوزين إلا أن شريحة كبيرة من الناس لم تكن تؤمن بها غير أن العمل الجمعوي المستمروالالتزام بمبادئها و أهدافها جعل العديد منهم يغيرون تلك الرؤية و التفوا حولها لإدراكهم بنبل المهمة التي تقوم بها. وفي هذا الإطار أكد محدثنا على أهمية النضال في هذا المجال الذي اعتبره التزام و ليس مهنة و هو ما تحلى به أعضاء الجمعية اتجاه الوطن و أبنائه و يعملون اليوم على غرسه في الأجيال القادمة حتى تنشأ محبة للجزائر وتضع مصلحتها فوق كل شيء،وكانت الانتخابات بمختلف أنواعها مناسبة لتعليم تلك المفاهيم فشاركت في الانتخابات التشريعية و المحلية وكذا الرئاسية بهدف تحريك الحياة السياسية و دفع الشباب على المشاركة فيها و عدم التخلي عن حقهم في التصويت باعتبارهم إطارات المستقبل. كما سجلت الجمعية حضورها خلال الحملة التي أصابت حي باب الواد العريق حيث قامت بعمل كبير اتجاه المنكوبين و المتضررين و من خلال هذا العمل استطاعت الحصول على المقر الذي تشغله في الوقت الحالي من طرف الجمعية الفرنسية . ومنذ دلك التاريخ –يقول رئيس الجمعية – بدأت تتضح معالم النشاط الذي تقوم به حيث فتحت المجال أمام التلاميذ هذا الحي الشعبي للحصول على دروس الدعم في جميع المواد في أفواج تضم 15 فردا وهو العدد الذي لا يمكن تجاوزه حتى يستوعب هؤلاء الدروس بشكل أفضل،إضافة إلى تكوينات للشباب في السينما و الموسيقى و كذا في المواطنة و الالتزام وغيرها من النشاطات الثقافية هذا ما جعل العديد من شباب الحي و أحياء أخرى يلتحقون بها ويرغبون في الانخراط فيها ،فيما يشرف على تكوينهم أساتذة يحددون قدرات الشاب للعمل في الجمعية فيما يتم توجيه الآخرين إلى تخصصات أخرى تتماشى و مواهبهم . الجمعيات لا تقوم بواجبها اتجاه الشباب و أعاب مراد مغنين فشل الجمعيات في القيام بمهمتها اتجاه الشباب، مشيرا إلى أن وجودهم يقتصر على تحصيل الإعانات المالية التي تقدمها الدولة فيما يتمثل نشاطها على مناسبة أو اثنين في السنة لتختفي بعدها عن الساحة الجمعوية ،لذا فهو يدعو السلطات المعنية بضرورة وضع سياسة خاصة بالجمعيات كما سبق و أعلن عنه وزير الداخلية السابق يزيد زرهوني،فرغم وجود الكم الهائل لتلك الجمعيات إلا أن ذلك لم يغيرمن واقع الشباب في شيء بل و يزداد تدهورا أمام وقوع العديد منهم ضحية للانحراف و الضياع ،هذا ما يؤكد وجود تقصير من طرف تلك الجهات في أداء مهمتها ،مضيفا أن انعدام المرافق الترفيهية و الفشل المدرسي ساهما بشكل كبيرفي انحرافه مستدلا على فرع الكشافة الإسلامية الذي كان موجودا في فترة الحزب الواحد على مستوى طالب عبد الرحمان وهو اليوم غير موجود . من جهة أخرى أكد محدثنا أن حماية الشباب من مختلف الآفات التي تهددهم ينطلق من التربية و الثقافة و ذلك بدعم هادان المجالان اللذان يمنعان هؤلاء من الانحراف حيث يساهم فتح مراكز ثقافية في الأحياء على تحويل اهتمامات الشباب إلى أشياء مفيدة ، مشيرا إلى أن المشكل المالي غير مطروح البتة لأن الجزائرغنية ،محذرا في ذات السياق من الخطر المنبعث من هذه الشريحة التي يرى فيها "قنبلة موقوتة" يمكن أن تنفجرفي أية لحظة،لأن الحرمان الذي يعانون منه يفتح المجال أمام أصحاب القلوب الدنيئة للتغرير بهم،والجزائر حاليا في غنى عن تجربة قاسية أخرى حيث دعا في هذا الإطار إلى ضرورة إدخال الثقافة إلى المنازل بحيث لا يقتصر الأمر على الحفلات و الأغاني و إنما المسرح و الرقص و السينما وغيرها من الفنون التي تهذب الروح . و تعتبراللجنة الأوروبية- يقول- الممول الوحيد لمشاريع الجمعية بالإضافة إلى الهادي خالدي وزيرالتعليم والتكوين المهنيين الذي كانت له مواقف تشجيعية لها ،وعليه فإن الجمعية تعاني من قلة التمويل، ومن مشاريع الجمعية القريبة–يقول المنسق - الاحتفال بالفاتح نوفمبر عيد الثورة المدثرة الذي سيكون بشكل مختلف عن السنوات الماضية خاصة و أن الفكرة جاءت من الشباب المنخرطين بها فيما سيحتضن المركز الثقافي عزالدين مجوبي هذه التظاهرة الثقافية يوم 30 أكتوبر التي ستكون عبارة عن محاضرات و ندوات حول دور الشباب خلال الثورة والمهام التي يجب أن يقوم بها بعدها ، و ستشهد المناسبة حضور مجاهدين عايشوا الثورة التحريرية للإدلاء بشهاداتهم و من المنتظر أن توجه الدعوة للمجاهدة البطلة جميلة بوحيرد، بالإضافة إلى ذلك ستقام حفلات موسيقية و عروض مسرحية. بالإضافة إلى ذلك تعتزم "أس أو أس باب الواد" في شهر جويلية من السنة المقبلة تنظيم قافلة متوسطية تضم عشرون شابا أوروبيا من مختلف الجنسيات لزيارة الجزائر لمدة 15 يوما سيشاركون في إحياء عدة نشاطات في السينما و المسرح و الموسيقى و تندرج هذه الزيارة في إطارالتبادل الثقافي الذي تعكف عليه الجمعية بين الحين و الآخر لفائدة الشباب.