تنتشر المشاتل عبر ولاية البليدة على نطاق واسع حيث يعتبر نشاطها عريقا ومصدر قوت لدى كثير من العائلات البليدية التي تتفنن في إنتاج مختلف أصناف الأشجار المثمرة و النباتات التزيينية و التي ذاع صيتها عبر الوطن. ويتوزع أصحاب المشاتل بولاية البليدة خاصة بكل من حلوية وبوينان والصومعة بين صنفين الأول معتمد لدى مديرية المصالح الفلاحية فيما ينشط الصنف الثاني بصفة منفردة و بالاعتماد على الخبرة التي اكتسبها طيلة فترة ممارسة هذه الحرفة. وقد بلغ عدد أصحاب المشاتل الذين يملكون الاعتماد حسب مسؤولي مكتب الإنتاج النباتي بمديرية المصالح الفلاحية 42 فلاحا يستفيدون من الخرجات الميدانية لمهندسي الفلاحة الذين يقومون بمراقبة الحالة الصحية للنباتات و مكافحة الأمراض التي تصيبها حتى تكون ذات نوعية جيدة و مردودية إنتاج رفيعة. و في هذا الإطار و بالتنسيق مع المحطة الجهوية ببوفاريك للمعهد الوطني للإنتاج النباتي الكائن مقره بالحراش تقوم المصالح الفلاحية بأخذ عينات من المشاتل من أجل التحاليل الإجبارية و ذلك للكشف عن مرض "سي تي في" بالنسبة للحمضيات و الحشرات القرمزية من نوع "سان جوزي" بالنسبة لباقي الفواكه. و في حالة اكتشاف أية اصابة يتم حرق العينة على الفور. و تتم هذه الخرجات الميدانية في فترة الغرس في أكتوبر نوفمبر و ديسمبر حسب نوع الشتلة المراد غرسها و كذا بعد نمو الشتلة أين يتم إجراء تحاليل مخبرية لها ابتداء من فترة النمو التي تبدأ عادة مع نهاية ديسمبر و ذلك للتأكد من صلاحيتها للغرس. و صرح ذات المسؤول أن شروط الحصول على الاعتماد واضحة منها ضرورة أن تكون مساحة المشتلة 9 هكتارات و تحتوي على مصدر للسقي و يسهل الوصول إليها من طرف أعوان مديرية المصالح الفلاحية بالإضافة إلى وجود إطار متخصص في الفلاحة (مهندس أو تقني) و كذا حيازة صاحب المشتلة على بطاقة الفلاح. أما الصنف الثاني من أصحاب المشاتل الخاصة و الذين التقت بهم واج على هامش معرض الزهور المنظم في إطار الربيع البليدي فقد كانت لهم هم أيضا انشغالات أرادوا إيصالها إلى مختلف المسؤولين حيث يأتي على رأسها مشكل تسويق المنتوج المشتلي كون الفضاء الوحيد الذي يتمكنون فيه من البيع المباشر للمواطنين هو شارع العيشي و الذي يتم فقط في إطار الربيع البليدي المنظم مرة كل سنة و إن كانت البلدية قد مددت لهم من فترة العرض التي كانت 15 يوما ثم أصبحت الآن لمدة شهر كامل. و بخصوص عدم حصولهم على الاعتماد من المصالح الفلاحية يرى أحد المشتليين أن شرط مساحة 9 هكتارات هو العائق الكبير أمامهم لأن معظمهم لا يملكون سوى قطعا أرضية لا تتجاوز هكتارا واحدا في أحسن الأحوال لذا فقد قامت جمعية "اليخضور" بهيكلتهم عبر فرعها "أصحاب المشاتل" الذي يضم معظم المشتليين و منهم عميد أصحاب المشاتل "عمي حسين" الذي تجاوزت خبرته في المجال 50 سنة.و أكد السيد سيد أحمد شلحة رئيس ذات الجمعية بأنه قد تم أخذ انشغالات المشتليين على عاتق الجمعية و منها مشكل فضاءات التسويق حيث اقترحت الجمعية في هذا الإطار حيين بعاصمة الولاية و هما إما حي "سيدي يعقوب" أو حي "جيلالي بونعامة". وتطمح الجمعية إلى جعلهما فضاء لترويج المنتوج المشتلي من جهة و كذا فضاء معرفيا موجها للأطفال عبر البطاقات التقنية التي سيتم إعدادها عن كل صنف نباتي بالإضافة إلى دورات تدريبية في كيفية غرس الأشجار و الاعتناء بها. من جهته اعتبر السيد شفيق دحمان صاحب مشتلة خاصة بالنباتات الشوكية أن النشاط المشتلي بحاجة إلى عناية و تدعيم من السلطات لأن البليدة تأتي في طليعة الولايات في هذا النشاط إذ تعتبر البليدة منطقة عبور و مقصد للسياح الأجانب الذين يقتنون بعضا من هذه النباتات خاصة في فصل الصيف. وقد تمكن هذا المهندس الشاب و هو مهندس دولة في تهيئة الإقليم (تخصص حماية البيئة) وعضو في جمعية اليخضور من الحفاظ على أصناف نادرة من النباتات الشوكية التزيينية في مشتلته الخاصة من بينها شوكية فاليريا شوكية اشبيليا رأس الكتكوت رأس العجوز وردة الرخام و الشوكية اللحمية اللولبية بالإضافة إلى تجارب ناجحة في تلقيم بعض الأصناف الشوكية التي هي للعرض فقط نظرا لنقص الوسائل لإنتاج المزيد منها. و أضاف السيد دحمان أن هناك من المواطنين من لديه هواية جمع النباتات النادرة و عليه فان تدعيم المشاتل هو تشجيع للمواطنين على إنشاء المساحات الخضراء أمام