في إطار النشاط الاجتماعي الذي تقوم به جمعية الإعلام والاتصال في الوسط الشبابي، أطلقت هذه الأخيرة نهاية الأسبوع المنصرم حملتها التحسيسية المتمثلة في الإعلام على الشواطئ للوقاية و التحصين من مخاطر المخدرات عبر مختلف شواطئ الوطن وستدوم هذه الحملة إلى غاية 30 اوت الجاري، وتدخل هذه الخطوة التي بادرت إليها جمعية الإعلام والاتصال في الوسط الشباني في البرنامج الوطني الذي يمس 14 ولاية ساحلية هذه السنة من بينها شواطئ العاصمة بدءا من شاطئ زرالدة بالعاصمة، شرعت جمعية الإعلام والاتصال في تطبيق حملتها الوقائية للحد من مخاطر المخدرات وفقا لإستراتيجية التحسيس وتوعية الشباب والعائلات من جهة والتكفل ومد يد المساعدة للشباب الذين يتعاطون المخدرات من جهة أخرى ويهدف من وراء ذلك إلى غرس مبادئ تحسيس وإعلام الناس بالمخاطر التي تنجم من وراء تعاطي السموم البيضاء سواء كانت اجتماعية أو صحية، وفي هذا الإطار يقول السيد سعادنا سمير رئيس جمعية الإعلام والاتصال لولاية الجزائر إن التسطير لهذا البرنامج الوطني الإعلامي جاء لتوعية وتقديم المعلومات والتوجيهات اللازمة للناس حتى نساهم من خلال هذا البرنامج في تغير السلوكيات غير مرغوب فيها في مجتمعنا الجزائر وتفادي الكوارث التي تنجم عن هذه المادة التي تفتك بأجساد أبناء المجتمع الجزائري يوما بعد يوم. وبذلك قد تساهم في تقويم السلوكيات المنحرفة إلى سوية. وكذا استبدال الاعتقاد الحالي للناس الذين يتصرفون بمنطق عزل الشاب المدمن عن المجتمع وتحسيس المواطنين بالمسؤولية والتعامل مع مشكل المخدرات بعقلانية أكثر بدل تهميش الأفراد المتعاطين للمخدرات والنظر إليهم بعين اللوم والاحتقار. وأضاف السيد سعادنا أن سبب اختيار موسم الاصطياف جاء لسبب كون الصيف فصل العطل والخرجات إلى الشواطئ أين يلتقي أفراد العائلة الواحدة كما يتميز بإقبال المصطافين من الولايات التي لا تتوفر على شواطئ لتمضية العطلة الصيفية زيادة إلى دخول المغتربين إلى أرض الوطن وهو بذلك الوقت المناسب لاستهداف عدد كبير من المواطنين لتمرير الرسالة التي جاءت بها الحملة إلى الأولياء والشباب على حد سواء وبهذا تكون هذه المبادرة فرصة سانحة لتعليم الأولياء الإصغاء والاستماع لأبنائهم و الاهتمام بهم ذلك لأن الأسرة تلعب دورا جوهريا في حماية أبنائها من الوصول إلى تعاطي المخدرات من خلال الاستماع لمشاكلهم وحسن الاتصال معهم داخل البناء الأسري الواحد، موضحا أن المخدرات آفة خطيرة يستحيل علاجها دون تضافر جهود عدة أطراف وإعطاء الفرصة لشباب التعبير عن نفسهم و إثبات وجودهم، ------------------------------------------------------------------------ ''سعادنا يطالب بالإعدام لتجار المخدرات '' ------------------------------------------------------------------------ وفي سياق متصل أرجع السيد سعادنا سبب تفاقم الظاهرة في بلدنا إلى تغير الجزائر من نقطة عبور لهذه السموم إلى مستهلكة لها وكذا إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية لدى شريحة الشباب الذين يحاولون إيجاد حلول لمشاكلهم التي يتخبطون فيها وأثقلت كاهلهم، وجمعية الإعلام والاتصال كمجتمع مدني تعمل على تربية وتعزيز دور الوقاية من الوقوع في فخ هذه السموم التي تضر بالفرد في ظرف قياسي، ولهذا تعمل الجمعية على طرق جميع الأبواب التي بإمكانها إنقاذ الشباب من الانحرافات مع تجنيد كل الأطراف التي يمكن أن تكشف عن الشباب المتعاطي للمخدرات، من بينها الملاهي الليلية والبؤر الأخرى التي تتواجد فيها العاهرات لانقاذ الشباب من المهالك عن طريق بعث الأمل فيهم مجددا للشفاء مع العمل على انتشالهم من حالة اليأس التي يعيشونها نتيجة قسوة الظروف عليهم. مضيفا أن المجرم الرئيسي في قضية المخدرات ليس من يتعاطاها وإنما من يبيع هذه السموم إلى الناس باغوائهم بلحظات النشوة و الراحة التي توفرها لهم هذه المادة. وفي هذا السياق يقول السيد سعادنا ''أنا ممن يطلبون الإعدام لبائع المخدرات'' ومنح الفرصة للشباب الذين يتعاطون هذه السموم بدل الحكم عليهم وتهميشهم في مجتمع يملكون حق العيش فيه لأن كل شخص ألقت به الظروف في أحضان المخدرات والمهلوسات فلم يتغلب على عجزه وواجهها بالهروب من المشاكل. ------------------------------------------------------------------------ ''المدمن بحاجة إلى تعاون المجتمع '' ------------------------------------------------------------------------ ولهذه الأسباب بات من الضروري أن يدخل المجتمع الجزائري في روح الجمعيات ذات الاهتمام بالقضايا الاجتماعية حتى يتجاوز الاعتقاد الخاطئ عن الشباب المنحرف. من جهتها اعتبرت السيدة حارك كلثوم مربية وعضوة في جمعية الإعلام والاتصال في أوساط الشباب أن التوعية لابد أن تبدأ من المرحلة الابتدائية وصولا إلى المتوسطة وبذلك يكون لدى الطفل دراية ومخزون علمي حول أخطار المخدرات حتى لا ينصاع وراء إغرائها الزائف وبهذا تكون هذه المهمة مسؤولية الجميع للحد من هذا الخطر الذي بات يهدد كيان الأسرة الجزائرية والمجتمع ككل. وأضافت حارك أنه للوصول إلى نتائج فعلية وجب تكاثف الجهود والعمل بشكل متناسق ومتكامل بين المدرسة الأسرة والجمعيات بحيث تقوم كل جهة بدورها في تحسيس وتعليم الطفل كيفية حمايته من هذه السموم حتى لا تتكون لديه شخصية هشة تتأثر بكل ما تصادفه في حياتها وتنبيهه قبل وقوعه في خطر الإدمان الذي يجعله مريضا وجبت معالجته.