انتقدت المعارضة الموريتانية مجددا الإستراتيجية المعتمدة من قبل نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز في مكافحة الإرهاب، واعتبرت بأن السماح لقوات أجنبية، وصفتها بالمرتزقة الذين دمروا العراق، بالتمركز فوق التراب الموريتاني، يضع سيادة البلد في مهب الريح، هذا فيما دعا الرئيس الموريتاني إلى التنسيق الأمني بين دول المنطقة لمواجهة الإرهاب، معتبرا من جهة أخرى بأن علاقات بلده مع الجزائر ممتازة. اتهم رئيس تنسيقية المعارضة في موريتانيا، محمد ولد مولود، الرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبد العزيز بتبني إستراتيجية في مجال مكافحة الإرهاب تهدد أمن واستقرار البلد، وتضعه تحت رحمة القوات الأجنبية، وأوضح ولد المولود أن »الزج بالبلاد في حرب مع تنظيم القاعدة عملية بالغة الخطورة على أمن البلاد واستقرار سكانها..«، وعبر عن أسفه لنقل المعارك مع التنظيم إلي دول الجوار، وأوضح لدى تسليمه قيادة تنسيقية المعارضة لرئيس حزب إناد عبد القدوس ولد أعبيدنا »إن المعارضة متفقة على رفض العمليات الخارجية أو السماح للقوات الأجنبية بالتمركز فوق أراضي البلاد..«، مضيفا بأن سيادة البلد، حينها، ستكون في مهب الريح، واتهم ولد المولود النظام في نواكشوط باستقبال الشركات الأمنية الغربية التي وصف المنتسبين لها بمرتزقة الذين دمروا العراق وهددوا ساكنيه وشردوهم من خلال الأعمال الإرهابية التي يقومون بها، داعيا في نفس السياق السلطة في موريتانيا إلى غلق أبواب البلد في وجوههم وعدم السماح لهم بالتواجد فوق التراب الموريتاني. وحسب ولد مولود فإن خيار نواكشوط القاضي بإعلان حرب شاملة على تنظيم عالمي بحجم »القاعدة« تحت ضغط جهات خارجية، في إشارة صريحة إلى فرنسا، »من شأنه إدخال البلاد في مأزق هي في غنى عنه وتعريض للبلد لمخاطر جدية«. وفضلا عن استغرابه رفض الجنرال محمد ولد عبد العزيز الحوار مع المعارضة بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية بحكم قرار المجلس الدستوري وإصراره على تعريض أمن البلاد لمخاطر، وتجاهل المخاطر المحدقة بالبلد، على حد تعبيره، هدد ولد المولود بالقيام بتحرك سياسي لأحزاب المعارضة خلال الفترة القادمة »للحفاظ على أمن البلد وديمقراطيته الناشئة وكبح جماح الفساد ومحاولة العودة إلي العهود القديمة من خلال سياسية تكميم الأفواه«. وشكك الرئيس محمد ولد عبد العزيز، من جهته في حجم الهاجس الإرهابي، مؤكدا بأن ما يقال عن الإرهاب في منطقة الساحل »لا يتناسب وحقيقته«، مفضلا الحديث عما أسماه ب »مجموعات من أشخاص خارجين على القانون يريدون إعطاء أنفسهم أهمية لا يمتلكونها«، مضيفا بأن تلك المجموعات تنتهج أساليب زرع الرعب وتهريب المخدرات والسلاح وكل أنماط التهريب والهجرة السرية بغية اكتساب الاهتمام الدولي، وصرح الجنرال ولد عبد العزيز للمجلة الشهرية الناطقة بالفرنسية » أرابيس « الصادرة في باريس قائلا »مهما بلغت أهمية هؤلاء الإرهابيين، فليس ممكنا على أي نحو مقارنتهم بجيش دولة«، مضيفا في نفس السياق : »لا يمكن القول إن جيشا منظما ولديه الوسائل اللوجستية على المستوى الوطني غير قادر على القضاء على حفنة من الإرهابيين، كما لا يمكن أن تظل أي دولة مهما كان ضعف جيشها مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه العصابات«، وعبر من جهة أخرى عن رغبة بلده في ترقية التنسيق الأمني بين دول الساحل الصحراوي لمواجهة الخطر الإرهابي واعتبر من جهة أخرى أن العلاقات بين موريتانيا والجزائر ممتازة، وهو رد صريح على بعض التحاليل التي راهنت على توتر العلاقات بين البلدين على خلفية المقال الذي نشره وزير الصحة الموريتاني والذي تضمن اتهامات مباشرة ضد الجزائر التي اعتبر بأن مواقفها من مسألة مكافحة الإرهاب لا تزال غامضة.