تواصلت أمس بالقاعة الزرقاء لدار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي بمستغانم فعاليات المنافسة الرسمية لعروض الطبعة41 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة حيث استمتع الجمهور بعرضين هما "الأحسن قادم " لفرقة تاشميلت" لتيزي وزو ومسرحية "شباب قف" لفرقة الصخرة السوداء لبومرداس التي اقتبسها عمر فطموش وذلك في حصتين زمنيتين مختلفتين . قدمت في الفترة المسائية مسرحية "الأحسن قادم" التي اقتبسها الكاتب آيت سليمان نور الدين عن نص الفنان والمؤلف الراحل موحيا وأخرجها آبت سليمان حميد وتتناول المسرحية يوميات 5 فنانين يمثلون مختلف فئات الإبداع الإنساني يروون معاناتهم وآلامهم داخل منظومة اجتماعية لا تفقه معنى الإبداع وجدواه في التغيير. وفيما يخص العروض المسرحية خارج إطار المنافسة الرسمية لإفتكاك الجوائز تحتضن يوميا فضاءات الإقامة الحامعية جمعيتي "الإشارة" و" الموجة " عروض متنوعة و في التفاتة نادرة ارتأى منظموا المهرجان الوطني لمسرح الهواة في دورته 41 تكريم الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني بمناسبة الذكرى 50 لتأسيسها إلى جانب فرقة عرائس القراقوز لمستغانم يوم 26جوان الجاري لدورهم في بناء المسرح الجزائري و انتبهت القيادة السياسية والعسكرية أثناء الثورة لدور الفن فعمدت إلى تأسيس فرقة هذه الأخيرة التي لعبت دورا هاما في النضال والتوعية،الفنانين الذين لبوا نداء الوطن كرجل واحد وبدون تردد منذ أن جاءهم أمر الثورة للالتحاق بالتراب التونسي مارس 1958وتكوين فرقة فنية على غرار فريق جبهة التحرير الوطني الذي أدى دورا لا يستهان به في التعريف بالثورة التحريرية. بلغ عدد أعضاء الفرقة 50 عضوا توفي منهم 30 وممن بقوا على قيد الحياة منهم الفنان القدير طه العامري (عبد الرحمان بسطنجي)، مصطفى سحنون وطاهر بن أحمد. مهمة الفرقة كانت الدعاية والتعريف بالقضية الجزائرية في جميع الدول من خلال التأكيد على الثقافة الوطنية التي لا تمت بصلة لثقافة المستعمر وللرد على مزاعم فرنسا بأن الجزائر جزء من ترابها وبأن سكانها فرنسيون.تتكون هذه الفرقة من مجموعتين، مجموعة المسرح ومجموعة الغناء والموسيقى والرقص، وقدمت عروضا لاقت إعجاب الجماهير عبر العالم حتى أن الزعيم الصيني ماو قال عنها »بأنها أدت دورا كبيرا في التعريف بالثورة وأثرت على الشعوب وهذا ما كان يصعب على الدبلوماسيين أن يقوموا بمثله في فترة وجيزة«. الفرقة قدمت أول عرض مسرحي لها "نحو النور" في ماي 1958 بتونس،و شرعت الفرقة في شهري جوان وجويلية سنة 1958 في جولة عبر التراب التونسي، ثم جاءت رائعة "أولاد القصبة" في 10 ماي 1959 ،ثم جاءت مسرحية "الخالدون" في 12 أفريل 1960 التي رحلت رفقة مسرحيات أخرى إلى الصين، ثم الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا، وغيرها من الأعمال الفنية التي ساهمت في كسب المزيد من التأييد الدبلوماسي للقضية الجزائرية في العديد من البلدان الشقية والصديقة إن الاعتراف لهؤلاء الفنانين ما هو إلا واجب وطني وإنساني حتى لا تمحى أسماءهم من الذاكرة.. فشكرا لمنظمي المهرجان