بالرغم من الزيارات المفاجئة التي استحدثها مؤخرا ولد عباس للمؤسسات الاستشفائية لمعاينة القطاع عن كثب بعيدا عن سياسة" البريكولاج "و الترقيع الممارسين قبيل زيارة المسؤولين بهدف تلميع الصورة لازال المواطن يعاني من سوء التسيير على مستوى الكثير من العيادات و المستشفيات يدفع ثمن الإهمال و التسيب من صحته و في كثير من الأحيان من حياته. و لعل ما حدث منذ أيام قليلة بعيادة نعيمة ببلكور-الجزائر العاصمة- و يبدو انه لم يصل بعد إلى مسامع الوزير اصدق مثال على ما يمكن أن يطلق عليه تلاعب و استهتار بأرواح الناس في مهنة يبقى هامش الأخطاء مهما كان ضئيلا فيها لا يمكن أن يغتفر لأنه قد يتسبب في هلاك الأشخاص . خمس نساء يعانين حاليا بعيادة نعيمة من مضاعفات خطا طبي لا يمكن أن يصفه أهل الاختصاص لو وصل إلى مسامعهم الا بالعذر أقبح من ذنب فبسبب عدم تعقيم التجهيزات المستعملة في عملية التوليد ترقد خمس أمهات حديثة الولادة بآسرة العيادة أزيد من 20 يوما بعد ولادة قيصرية تمت في ظروف جد عادية. إحدى الضحايا التي رفضت الكشف عن اسمها خوفا من غضب المشرفين على العيادة أكدت لنا أن ولادتها التي تمت عن طريق عملية قيصرية تمت في ظروف جد عادية مما سمح لها بالخروج بعد أربعة أيام من تواجدها بالعيادة خضعت لمراقبة طبية مقربة لكن بعد يوم واحد من خروجي اعترفت هذه السيدة نزفت كثيرا مما استدعى إرجاعها لذات العيادة للتأكد من المشكل لتتفاجىء هي و عائلتها التي اصطحبتها أن كل النساء اللائي ولدن معها في ذات العيادة و في ذات الفترة عدن يعانين من نفس أعراض النزيف الحاد و ذهلن و هن يسمعن من أفواه الطاقم شبه الطبي أنهن يعانين من التهاب بسبب عدم تعقيم الأدوات المستعملة أثناء العمليات القيصرية التي خضعن لها. و اضطر الطاقم الطبي إبقائهن في العيادة منذ قرابة ال15 يوما لمتابعة حالتهن الصحية ليضيع أزواجهن بين الزيارات اليومية لهن بينما اضطررن لتشريد أولادهن و قطعهن عن الدراسة في انتظار عودتهن إلى البيت سالمات معافات. كل ما حدث لهؤلاء النسوة الخمس و قد يكن أكثر عددا كان بالإمكان تفاديه قالت إحداهن لو حرص العاملون بذات العيادة على تعقيم التجهيزات الطبية مبدية تخوفها من مضاعفات الالتهاب الذي أصابهن بسبب خطا طبي. و يبدو أن هفوات العاملين بذات العيادة لم تتوقف عند هذه الحادثة العرضية إذ خضعت إحدى المريضات مؤخرا لعملية قيصرية لاستئصال الورم الليفي بينما كانت غرفة العمليات تعوم جراء تكسر قنوات صرف المياه . إحدى ضحايا التعقيم تساءلت عن مصير المتسببين في هذا الإهمال و التسيب في غياب عيون المتابعة و المراقبة التي من شانها معاقبة هذا النوع من أنواع الهفوات سواء المتعمدة أو غير المتعمدة مؤكدة أن مثل هذه العيادة و ما أكثرها تحتاج إلى عين وزير لا تنام لتفضح أمام الملء ما يحدث في الخفاء و لكن في انتظار حدوث المعجزة قالت هذه السيدة لا نملك أنا و زميلاتي المتضررات من مشكل التعقيم التجهيزات سوى الاستغاثة" واو زيراه" لعل صرختنا تصل إليه فيأتي فجأة كما تعود أن يفعل ليرى ما يحدث بهذه العيادة و لعل ما خفي أضافت هذه السيدة كان أعظم.