صنف تقرير حديث للوكالة البريطانية لتطوير التجارة الخارجية والاستثمار، الجزائر في المرتبة الثانية بعد ليبيا ضمن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الممونين للمملكة البريطانية المتحدة، وقدر التقرير القيمة الإجمالية الناتجة عن العملية التجارية بأكثر من 599 مليون جنيه إسترليني. حسب تقرير وكالة تطوير التجارة الخارجية والاستثمار» يوكاي ترايد انفستمنت«، وهي هيئة عمومية بريطانية تعنى بالبحث عن بدائل لتطوير الاستثمارات والبحث عن الأسواق الأكثر جاذبية، الصادر أمس الأول، فإن الجزائر أصبحت ضمن صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الممونة للمملكة المتحدة البريطانية، حيث احتلت هذه المرتبة في إحصائيات شهر سبتمبر الماضي، بعد الجماهيرية الليبية التي احتلت المرتبة الأولى في المنطقة. وتتمثل الواردات البريطانية من الجزائر أساسا في المواد النفطية ومشتقاتها وكذلك الغاز الطبيعي والمواد الكيمياوية. ويعكس تقرير الوكالة البريطانية، التطور الملحوظ في العلاقات التجارية بين البلدين، التي عرفت نموا في السنوات الخمس الأخيرة، حيث نجد بالمقابل ارتفاع الصادرات البريطانية نحو الجزائر عام 2009 بنسبة 22 بالمائة مقاربة بعام 2008 وهو ما يمثل 327 مليون جنيه إسترليني، اي385 مليون أورو حسب إحصائيات رسمية صادرة عن البلدين، هذا في الوقت الذي سجل فيه الميزان التجاري بين البلدين نموا معتبرا بلغ1.4 مليار جنيه لسنة 2008. ويأتي هذا التطور المسجل في العلاقات التجارية بين البلدين، على خلفية المجهودات التي بذلتها الحكومتان في السنوات الأخيرة، والتي ترجمت إلى خطوات عملية من خلال الآليات التي يتوفر عليها البلدين، حيث لعبت الغرفة الجزائرية البريطانية للتجارة دورا هاما في هذا المجال، حيث كان للملتقى الذي احتضنته لندن عام 2007 حول الاستثمار في الجزائر والفرص التي توفرها السوق الجزائرية، نتائج ايجابية أدت إلى إحداث قفزة نوعية في حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وبريطانيا. غير أن الجزائر ما تزال تتطلع لانخراط بريطانيا في مشاريع استثمارية خارج المحروقات ، لاسيما في قطاعي الفلاحة والاتصالات والتكنولوجيات الحديثة وغيرها من القطاعات المنتجة. وترى الجزائر أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين يجب أن ترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية والأمنية التي توصف بالجيدة مثلما صرح بذلك الوزير البريطاني اليستر بارث المكلف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا عقب زيارته إلى الجزائر في الثاني عشر من الشهر الجاري، وهي الزيارة توجت بتأسيس لجنة جزائرية بريطانية لتبادل المعلومات وتحليلها في مجال مكافحة الإرهاب.