تعكف المديرية العامة للأرشيف الوطني على تكوين إطارات ستوكل إليهم مهمة دراسة الأرشيف المرتبط بالوجود العثماني بالجزائر الذي شرع في تحصيل جزء منه حسب ما أعلن أول أمس بوهران المدير العام لهذه الهيئة.وذكر شيخي عبد المجيد في تصريح له على هامش ندوة علمية نظمها الأرشيف الوطني حول ''العهد العثماني بالجزائر'' بالتنسيق مع سفارة تركيا بالجزائر بمتحف المجاهد بوهران أن هذه المبادرة تأتي في ''ظل انعدام المختصين في قراءة الأرشيف الجزائري المكتوب باللغة التركية القديمة، مما سيتيح فرصة استغلاله في إطار دراسات وأبحاث موضوعية''. كما جدد نفس المتحدث تأكيده على أن هذا الأرشيف يعد ''ثمينا'' خاصة بالنسبة للجانب الأكاديمي الذي يحاول إماطة اللثام عن الكثير من الجوانب المجهولة أثناء حقبة الدولة العثمانية بالجزائر، مضيفا أنه ''سيكون باحثونا في غنى عن المراجع الأخرى التي تتناول العهد العثماني بالجزائر خاصة تلك التي دأبت على تشويه تاريخ الجزائر''.وأشار أيضا إلى أن هذا الأرشيف يخص مسائل الدولة العثمانية بالجزائر والحياة السياسية والإدارية والاجتماعية على غرار مختلف المراسلات التي كانت توجه من الجزائر آنذاك نحو مقر الدولة العثمانية بتركيا والتي تتوفر هذه الأخيرة على أصولها. وأبرز شيخي ''أن التعاطي مع مسألة استرداد الأرشيف تتطلب نفسا طويلا'' مذكرا بأن ''الجزائر تلقت وعدا من السلطات التركية بتسليمها الأرشيف الجزائري الخاص بالفترة العثمانية مرقمنا''. ومن جهته قال مدير معهد التاريخ بجامعة مرمارا باسطنبول (تركيا) زكرياء كورسون خلال أشغال هذه الندوة، إن أرشيف بلاده يتوفر على 150 مليون وثيقة تتعلق بالعهد العثماني لكامل البلاد العربية والإسلامية، منها جزء مكتوب باللغة العربية. وقال في نفس السياق إن ملايين الوثائق تخص بلدان المغرب العربي في الفترة ذاتها، مبينا أن مركز الأرشيف التركي بصدد تصنيف هذا الأرشيف الذي يتعلق بمجالات سياسية واجتماعية وإدارية، وقد شهدت الندوة العلمية التاريخية حول العهد العثماني بوهران سلسلة من المداخلات لباحثين في التاريخ المشترك الجزائري والعثماني من جامعتي وهران واسطنبول وهذا بحضور مستشار سفارة تركيا بالجزائر دوان دوفار. كما عرف هذا اللقاء الذي ''يهدف إلى إعادة تقييم فترة تاريخية للجزائر دامت ثلاثة قرون'' حسب السيد شيخي عبد المجيد تنظيم معرض للصور والوثائق التاريخية ذات الصلة بالحقبة العثمانية بالجزائر، وكذا عن الإخوة بارباروس عروج وخير الدين، فضلا عن أشهر البحارة بالسواحل الجزائرية إبان العهد العثماني.