أكد مختصون في الأرشيف الجزائري أن الجزائر تمكنت بعد سنوات من المساعي والتفاوض من إقناع السلطات التركية بضرورة تسليمها أرشيف الفترة العثمانية. جميلة بلقاسم وبموجب الاتفاق الذي سيتم توقيعه بين البلدين لاحقا حسب نفس المصادر فإن الجزائر ستستعيد الأرشيف المتعلق بأهم حقبة من المراحل التاريخية للجزائر والمرتبطة بالعهد العثماني خلال الفترة الممتدة بين القرنين16 و19 الميلادي، وذلك بالاطلاع ونسخ جميع الوثائق والمستندات بدون استثناء. وتبدي الجزائر في السنوات الأخيرة اهتماما بالغا بملف استعادة أرشيفها المتواجد في عدد من الدول الأوروبية والذي تحتفظ كل من فرنسا وتركيا بجزء مهم منه لحد الآن وذلك لاعتبارات تاريخية بحتة، بحيث قامت الدولتان الأوروبيتان عند خروجها من الجزائر بأخذ أهم الوثائق التي تؤرخ للفترتين العثمانية والفرنسية. ويتعلق الأمر، حسب المدير العام للمكتبة الوطنية، بكل المستندات العثمانية التي تمتلكها تركيا حول الفترة الممتدة ما بين القرن السادس عشر والتاسع عشر للميلاد والمقدر عددها بحوالي 150 مليون وثيقة تاريخية ومليون دفتر تتعلق بالدول العربية، وتشكل هذه الفترة أهم المراحل التاريخية للجزائر. وتأتي هذه الخطوة في إطار المشاورات التي تمت بين وزارة الثقافة الجزائرية ونظيرتها التركية والتى أدت إلى اتفاق بين دار الأرشيف الجزائرية والتركية تحت إشراف الوزارتين. ووصف الزاوي الأرشيف العثماني بالإرث التاريخي لكل الدول العربية كون أن 50 بالمائة تتعلق بالدول العربية، علما أن الامبراطورية العثمانية حكمت الجزائر منذ عام 1280، بعد أن أسقطت الإمبراطورية البيزنطية وفتحت القسطنطينية عام 1453 على يد محمد الفاتح واتخذتها عاصمة لها وأطلقت عليها اسم "اسلامبول" التي عرفت لاحقاً باسطنبول، وسقطت الدولة العثمانية في الجزائر بتاريخ 1827 على يد القوات الفرنسية التي اجتاحت الجزائر. حكمت الإمبراطورية العثمانية وسط آسيا وجنوب شرقي أوروبا والبلقان ومصر وبلاد الشام والعراق ودول المغرب العربي ما عدا مراكش، وحكمت أيضاً أجزاء من شبه الجزيرة العربية، ما عدا الكويت وسلطنة عمان.