استطاعت لجنة تحضير مؤتمر نصرة الأسرى في سجون الاحتلال التي أشرف عليها عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي، المكلف بأمانة العلاقات الخارجية والجالية في المهجر بحزب جبهة التحرير الوطني، أن تضمن نجاح هذه التظاهرة التي احتضنتها الجزائر وتبناها الأفلان وكانت بصمة قوية سمحت بتجنيد القوى الفاعلة على المستوى الوطني والدولي لنصرة القضية الفلسطينية، لفتح النقاش حول ملف يعد الأكثر تعقيدا من نوعه في العلاقات الدولية، يرتبط أساسا بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. خلال إشرافه على انطلاق فعاليات ملتقى الأسرى في سجون الاحتلال أول أمس، أكد سي عفيف، أن هذا المؤتمر ينعقد حول قضية تتعلق بوجود وحرية الإنسان، وبموضوع يهم أحرار العالم جميعا واعتبر أن الحضور المتميز والجمع المجتمع من مختلف مناطق العالم ما هو إلا دليل على ذلك، وقال إن ما يضفي على هذا اللقاء الكبير أهميته هي رعايته من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رعاية نابعة من القيم الإنسانية المثلى والمبادئ الوطنية السامية والمنجزات والمكاسب التحررية الكبرى للجزائر، أرض المليون ونصف المليون شهيد. وقال عضو المكتب السياسي الذي اشتغل على الملف منذ شهور في إطار التحضير للملتقى »إنها المناسبة، إنها فلسطين السجينة، إنها القضية الفلسطينية المقدسة، إنه الشعب الفلسطيني الأسير بأرضه، إنها الإنسانية جمعاء، إنه القهر والقمع والتدمير لإنسانية الفلسطيني لا لسبب إلا لكونه طلب أن يعيش حرا على أرضه ووطنه«. وفي سياق متصل، أكد سي عفيف الذي تابع كل مجريات المؤتمر، وساهم بقوة في إنجاحها، من حيث الجانب التنظيمي واللوجيستيكي والإعداد الجيد، أن هذا الملتقى ينعقد في مناخ وتصعيد خطير للجور والإجحاف والخرق الفاضح لحقوق الإنسان الأساسية من قبل الاحتلال الصهيوني، مما يدعو كما قال، الجميع إلى رفع الصوت عاليا واستنكار كل أنواع الهمجية والوحشية التي يمارسها الصهاينة على الشعب الفلسطيني. ومن هذا المنطلق، أوضح المتحدث أنه رغم التصعيد المتزايد في القمع وانتهاك حقوق الإنسان من طرف قوى الاحتلال، فإن الأمل في مثل هذه المبادرات واللقاءات عبر العالم وخاصة بهذا الحجم والكم المتنوع، سيكشف للإنسانية جمعاء الوجه الحقيقي لجرائم الاحتلال ويدفع أحرار العالم بقوة أكثر وعزيمة أقوى لنصرة الشعوب المحتلة لاسترجاع حريتها وحقها في تقرير مصيرها. المؤتمر الذي أراد له منظموه أن يكون رسالة قوية من الشعب الفلسطيني إلى أحرار العالم ليتحركوا ضد الكيان الصهيوني، كما قال سي عفيف، سبقته مراحل تحضيرية جد مهمة، بما سمح بمشاركة أزيد من 1300 شخصية وطنية وإعلامية، من سياسيين وإعلاميين وحقوقيين وشخصيات تنتمي إلى المجتمع المدني بمختلف توجهاتها ناهيك عن الحضور القوي لعدد كبير من الأحزاب السياسية ممثلة عن مختلف التيارات والطوائف، فحتى الفصائل الفلسطينية اجتمعت تحت ظل الأفلان. مواضيع المؤتمر التي اختارتها اللجنة التحضيرية، كانت بدورها مميزة، وأسهمت في تحقيق هذا النجاح الذي انتهى ب»إعلان الجزائر« ومجموعة من التوصيات التي ستسمح بإدانة الكيان الصهيوني وإضافة خطوة كبيرة في مسار الوحدة الوطنية الفلسطينية، حيث تطرق المشاركون وفق البرنامج الذي تم إعداده إلى البعد التاريخي والنضالي، القانوني والإعلامي للقضية، بالإضافة إلى الحديث عن التجربة الجزائرية، مداخلات عديدة ومتنوعة تم اختيارها وزادت نجاعتها شهادات العديد من الأسرى الفلسطينيين وغير الفلسطينيين المحررين الذين عانوا من ويلات الاحتلال. ملتقى الأسرى تواصل على مدار يومين كاملين ببرنامج مكثف، أراد له أصحابه أن يكشف الوجه الحقيقي لجرائم الكيان الصهيوني كما قال سي عفيف، الذي جدد موقف الأفلان والجزائر من هذه الممارسات قائلا »إنه مؤتمر أريد له أن يكون صوتا عاليا وقوة إنسانية ضاربة للوقوف بجانب شعب يعيش سجينا في وطنه، ليختتم الملتقى ويبقى النقاش حول موضع الأسرى مفتوحا من خلال الموقع الذي سعى إلى إعداده رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر وهو موقع خاص بالأسرى.