ردت حركة المقاومة الإسلامية حماس على قرار إسرائيل بإرجاء فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة، في حين واصل جيش الاحتلال اعتداءاته على القطاع. واعتبر المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في أول ردّ على معاودة إغلاق المعابر أن الخطوة "انتهاك لاتفاق التهدئة" الذي رعته الحكومة المصرية بين فصائل المقاومة وحماس ودخل في التنفيذ قبل ستة أيام. وكرر المتحدث باسم الحكومة المقالة موقف برهوم، ودعا مصر إلى التدخل مؤكدا أن الحكومة "لن تقبل بإبقاء سكان القطاع رهينة لسياسات إسرائيل". وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أمرت أمس رسميا بإرجاء فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة متذرعة بمعاودة إطلاق الصواريخ على مستوطنة سديروت القريبة من حدود القطاع الشمالية. وذكرت إذاعة صوت إسرائيل أن إيعازا من وزير الدفاع إيهود باراك صدر أول أمس بإغلاق المعابر "ردا سقوط ثلاثة صواريخ "من غزة. وجاء القرار إثر مشاورات عاجلة أجراها رئيس الحكومة إيهود أولمرت مع باراك. وقال المسؤول في مكتب الاتصال العسكري في وزارة الدفاع الإسرائيلية بيتر ليرنر أمس إن المعابر الحدودية أغلقت "حتى إشعار آخر" مضيفا أن معبر إيريز (المنطار) سيستثنى وحده من الإجراء. وذهب ليرنر إلى حد القول إن "أي إعادة لفتح المعابر ستتم وفقا لاعتبارات الأمن". وكان من المقرر أن تفتح المعابر في الثامنة من صباح أمس أمام الواردات إلى القطاع من المواد الغذائية والوقود عملا باتفاق للتهدئة رعته الحكومة المصرية وبدأ سريانه صباح يوم الخميس الماضي. غير أن قوات الاحتلال أقدمت أول أمس على اغتيال قائد سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في جنين طارق أبوغالية وإياد خنفر من حركة المقاومة الفلسطينية حماس أثناء وجودهما في شقة بنابلس. فما كان من حركة الجهاد إلا أن أعلنت إصرارها على الثأر لشهيدها فقصفت سديروت مما أدى إلى جرح إسرائيليين في حين أكدت حماس مواصلة التزامها بالتهدئة. وكان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية توم ريغيف قد أشار أول أمس إلى أن إطلاق الصواريخ يعد انتهاكا خطيرا للتهدئة مضيفا أن ترتيباتها "تشمل قطاع غزة فقط وليس الضفة الغربية وهي تعني كل المجموعات الفلسطينية المسلحة". ومن جهة أخرى أصيب مدني فلسطيني أمس برصاص الجيش الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة ليكون بذلك أول جريح منذ بدء تطبيق التهدئة في 19 جوان الجاري. وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة في قطاع غزة الطبيب معاوية حسنين إن المزارع المسن سالم أحمد أبوريدة (80 عاما) أصيب بعدة عيارات نارية في أعلى الكتف واليد أطلقها الجيش الإسرائيلي عليه عندما كان في أرضه ببلدة خزاعة شرق خان يونس المحاذية للحدود مع إسرائيل.