وافقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس على هدنة لمدة عام مع إسرائيل، لكن شريطة رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ قرابة العامين وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس "إننا مع مبدإ التوصل إلى هدنة لمدة عام بعد أن اقترح الوسطاء المصريين تهدئة لمدة عام ونصف ولكننا لم نغلق الباب نهائيا أمام هذا المسعى" . وأضاف أن "ما يتعلق بمدة التهدئة إن كانت عاما أو عاما ونصفا فهذا الأمر مرهون بفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح ورفع الحصار". يذكر أن فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر يتطلب تواجد السلطة الفلسطينية وفقا لاتفاقية المعابر الموقعة عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي ومصر وهي الاتفاقية التي ترفضها حركة حماس وأكدت مرارا أن فتح المعبر يجب أن يتم بالتنسيق بين الجانبين المصري والفلسطيني ولا علاقة لإدارة الاحتلال بذلك. وفي سياق استمرار المساعي المصرية للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة حل أمس بالعاصمة المصرية القاهرة وفد عن حركة حماس لإبلاغ الجانب المصري برد الحركة على المقترحات المصرية. وضم الوفد مسؤولين عن حركة حماس في غزة ومكتبها السياسي في دمشق ويتعلق الأمر بصلاح البردويل وأيمن طه وجمال أبو هاشم. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أشار الأسبوع الماضي إلى إمكانية التوصل إلى تهدئة دائمة في قطاع غزة في الأسبوع الأول من الشهر الجاري. ويأتي إعلان حركة حماس على موافقتها التوقيع على هدنة مع الطرف الإسرائيلي في وقت صعد فيه هذا الأخير من لهجة التهديد والوعيد ضد المقاومة الفلسطينية من جهة وتنفيذه لسلسلة عمليات قصف في قطاع غزة بدعوى الرد على استمرار إطلاق صواريخ القسام ضد المستوطنات الإسرائيلية المجاورة في خرق واضح لوقف إطلاق النار الذي كانت إسرائيل قد أقرته من جانب واحد ووافقت عليه الفصائل الفلسطينية. فقد استشهد أمس فلسطيني واحد وأصيب أربعة آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة كانت تقل ناشطين فلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة في حين قتل جنود الاحتلال فلسطينيا جنوب الضفة الغربية. ويواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته منذ أزيد من أسبوع في خرق واضح لوقف إطلاق النار الذي سبق لإسرائيل أن أقرته في ال 18 جانفي الماضي بعد حربها التي دامت أزيد من ثلاثة أسابيع على قطاع غزة وخلفت استشهاد حوالي 1350 فلسطينيا وآلاف الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء. وفي سياق هذا التصعيد العسكري شنت طائرة حربية إسرائيلية، مساء أول أمس، غارة وسط قطاع غزة استهدفت موقعا للشرطة التابعة لحركة حماس لم تسفر عن وقوع ضحايا كونه كان خاليا من العاملين فيه. كما قامت بعمليات قنبلة عبر الشريط الحدودي بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية بدعوى تدمير ما تعتبره أنفاق سرية لتهريب الأسلحة من سناء المصرية إلى قطاع غزة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت توعد بالرد بالقوة المفرطة وبطريقة غير متكافئة على استمرار عمليات إطلاق الصواريخ انطلاقا من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية المجاورة.