تبادلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاتهامات مع كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بالعمل ضد مصلحة الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة. وجاءت هذه الاتهامات المتبادلة على خلفية إطلاق كتائب الأقصى أول أمس صاروخا من القطاع الذي تسيطر عليه حماس على جنوب إسرائيل، مما شكل خرقا جديدا لتهدئة توصلت إليها حماس مع إسرائيل بوساطة مصرية بهدف فك الحصار المفروض منذ أكثر من عام على نحو 5.1مليون فلسطيني يعيشون بالقطاع. وقالت حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن "تجاوزات المجموعة المسماة كتائب الأقصى للإجماع الوطني تمثل محاولة لا تخدم إلا الاحتلال لتبرير حصاره المستمر وهي تهدف إلى تحقيق أهداف حزبية على حساب المصلحة الوطنية العليا". وردا على اتهامات من كتائب شهداء الأقصى لحماس بمحاولة فرض التهدئة على باقي الفصائل واعتبار ذلك "خيانة وطنية" قال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو في بيان صحفي إن "التهدئة مصلحة وطنية وجاءت نتاج إجماع وطني، وإن الحكومة لن تسمح لمن يطلق عبارات التخوين وفقا لمزاجه الحزبي بالتحكم في مصلحة شعبنا". ومن جانبه دعا عضو المجلس الثوري لحركة فتح جبريل الرجوب إلى وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل والالتزام بالتهدئة، واعتبر أن ذلك "خطأ يجب أن يتوقف" داعيا إلى ضرورة سحب الذرائع من إسرائيل والتوقف عن كيل الاتهامات بين الفصائل الفلسطينية. وكانت حماس قد نجحت ظهر أول أمس بإقناع حركة الجهاد الإسلامي بالعودة للالتزام بالتهدئة، بعد أن أطلقت الأخيرة ثلاثة صورايخ من القطاع باتجاه إسرائيل، احتجاجا على قيام تل أبيب باغتيال اثنين من كوادر الجهاد بالضفة أحدهم قيادي فيها. واتفقت حماس مع فصائل المقاومة في القطاع على تشكيل لجنة خماسية مهمتها رصد ومتابعة الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحديد طبيعة الرد عليها. ونقل أمس عن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن ناشطين في قطاع غزة، أطلقوا قذيفتي مورتر على جنوب إسرائيل، فيما واصلت السلطات الإسرائيلية إغلاقها معابر غزة أمام البضائع المتوجهة للقطاع، احتجاجا على سقوط أربعة صواريخ على أراضيها منذ الثلاثاء الماضي، رغم سريان التهدئة بين تل أبيب والفلسطينيين بالقطاع منذ الخميس الماضي. وقال المتحدث باسم الشرطة إن القذيفتين سقطتا بمنطقة مزارع بالقرب من الحدود مع القطاع دون أن تتسببا بأية خسائر، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها حتى الآن. وفيما لو ثبت صدق تصريحات الشرطة الإسرائيلية، فإن قذيفتي المورتر، تكونان قد أطلقتا في الوقت الذي تصاعدت التهامات المتبادلة بين حماس وكتائب شهداء الأقصى بالعمل ضد المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني. ومن جانبها واصلت إسرائيل إغلاق المعابر التي تمر خلالها البضائع للقطاع لليوم الثالث على التوالي، فيما سمحت فقط بعبور الوقود إلى محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عن طريق معبر ناحال عوز الخاص بنقل الوقود. وقال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي إن شحنة تقدر بنحو ستمائة ألف لتر من الوقود الصناعي، سيتم نقلها عبر نقطة ناحال عوز الحدودية إلى محطة كهرباء غزة حتى يستمر تشغيل المحطة عدة أيام. وقال مسؤول الاتصال العسكري الإسرائيلي بيتر ليرنر إن معبر المنطار (كارني) وصوفا اللذين يستخدمان لمرور البضائع سيبقيان مغلقين، مؤكدا أن موعد فتحهما "يرتبط بالوضع على الصعيد الأمني".