اتّهم أبو عبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، نقابات التربية بالتخاذل عن أداء مسؤولياتها أثناء الاحتجاجات التي شهدتها بعض مناطق الوطن، مضيفا أنها تهتم بتسيير أموال الخدمات الاجتماعية أكثر من أي شيء آخر، عوض أن تلعب دور تعقيل الأولياء والمعلمين ومن ثمّ الشباب، قبل أن يُحيي دور الإمام في إطفاء نار الفتنة طيلة الأيام الماضية. حمّل غلام الله خلال المداخلة التي ألقاها بدار الإمام أمس، بمناسبة تنظيم الندوة الشهرية للأئمة والتي خصصت لموضوع »نبذ العنف وحق المواطنة«، عدة أطراف ساهمت في تأجيج الوضع بطريقة أو بأخرى، حيث أكد أن نقابات التربية مثلا قصرت بدرجة كبيرة في إخماد نار الشغب التي تأججت الأسبوع المنصرم وتركت الإمام وحده يتحمل تلك الضغوط، قبل أن يضيف »نقابات التربية تخاذلت فعلا عن تعقيل الأولياء والمعلمين والشباب«، وتابع بقوله »ولا نقابة تحدثت عن الإنتاج العلمي، وكلهم يُضاربون بأموال الخدمات الاجتماعية ومن يُسيرها..؟«، متسائلا عن دور الطلبة في إيقاف هذه الأحداث باعتبارهم نخبة المجتمع. وتساءل الوزير عن الدافع الذي حرّك الشباب ودفعهم إلى الخروج للشارع وحرق الممتلكات العمومية، قبل أن يشير إلى أن أغلب المتورطين في أعمال الشغب لم تبد عليهم ملامح الفقر، وقال »ماذا يعرف الطفل عن غلاء المعيشة، وعن أسعار الزيت والسكر، ولو كان مشكل زيادة الأسعار لكانت النساء أولى بالخروج للشارع من أجل التظاهر«، حيث وصف الأحداث التي عرفتها الجزائر مؤخرا بالحالة المرضية التي ينبغي معالجتها بطرق حضارية، لاسيما أن الشباب معرض للاستغلال من تجار المخدرات وأولئك الذين يتصيدون الفرص لقضاء مآرب أخرى، مضيفا »الجزائر تعرضت لعدوان صارخ من جهات مختلفة، وهو ما يعجل بالتعمق في دراسة أسباب الأحداث بسرعة«. كما ناشد الأئمة المشاركون في اللقاء، جميع المواطنين بالعمل على محاربة ظواهر الفساد والرشوة والمحسوبية ونهب المال العام، موجهين نداءهم لكل الشباب بالعودة إلى جادة الصواب وعدم الانسياق وراء حلول وهمية تأزم الأوضاع أكثر، مؤكدين حرمة التعرض ونهب المال أو الاختلاس أو التحويل غير المشروع للممتلكات العامة، قبل أن يثمنوا إجراءات تخفيض أسعار المواد الأساسية حماية للقدرة الشرائية للمواطن، حيث جددوا دعوتهم إلى الاستمرار في التواصل مع الشباب بالأحياء وبأوليائهم وبمختلف مصالح الدولة لمعالجة بقية أثار هذه الأحداث. وحول دعوة أئمة المساجد للجهات الأمنية والقضائية بالصفح عن القصر المتورطين في الأحداث الأخيرة، رد الوزير أن العقاب لا يعالج المشاكل، حيث استدل بما حققه ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في معالجة آثار الأزمة التي عاشتها الجزائر سنوات التسعينات، من جهته كشف مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر أن المسروقات وجدت مكانا آمنا في المساجد، وقال »الأئمة تحصلوا على مسروقات أرجعها عدة مراهقين، وهي داخل المساجد في كل من الدرارية، الشراربة، زرالدة، اسطاوالي، البريجة«.