أبدى وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله، رفضه القاطع لاستمرار الحركات الاحتجاجية والإضرابات بقطاع التربية الوطنية التي شنّها منذ أيام الأساتذة والمعلمين، واعتبر استمرار الإضرابات بأنه سيؤثر سلبا على المتمدرسين ويضعهم أمام مصير مجهول. وأوضح غلام الله، أن المضربين عن العمل مدعوون لوقف إضراباتهم والعودة إلى مناصب عملهم خدمة لمصالح أبنائنا، وقال في هذا الإطار، إنه لا يحق لنا التفريط في حقوق ثمانية ملايين تلميذ، حيث يتوجب على المعنيين سواء السلطات الوطنية، أو النقابات وأولياء التلاميذ العمل على إزالة مسببات هذه الإضرابات ومعالجتها ووضع حقوق أبنائنا المتمدرسين في الحسبان وضمن الأولويات. وأضاف وزير الشؤون الدينية والأوقاف في ندوة صحفية نشطها أمس على هامش ملتقى الوطنية والمواطنة في الإسلام، المنعقد بدار الإمام بالمحمدية، بأنه يؤيد ويدعم حملة مكافحة الفساد، خاصة في شقه المرتبط بنهب وتبديد وتحويل المال العام وتسليط عقوبات قاسية على القائمين على الإجرام الاقتصادي. وفي موضوع آخر قال ذات المسؤول إن الجزائر تجاوزت مرحلة الإرهاب وخرجت سالمة، داعيا الأئمة إلى وجوب تنوير المجتمع وخاصة الفئة الشبانية والعمل على توحيد صفوف أبناء البلد وبناء مستقبل أبنائنا، على اعتبار أن المسجد يكمن دوره في تنوير وتشكيل الرأي العام، وهو ما يستوجب تقديم أفكار جديدة لإثراء موضوع المواطنة وإشاعتها في المجتمع، مذكرا بأن الدين الإسلامي لا يجيز ويحرّم قتل الإنسان، وفي هذا الصدد فإن الأئمة مطالبون ومجبرون على تقديم ثلاث دروس في الأسبوع والتركيز على الآفات الاجتماعية التي تفشت وأصبحت تهدد النسيج الاجتماعي، وأغلب هذه الآفات مستوردة من الغرب عن طريق الهوائيات المقعرة على حد وصف أبو عبد الله غلام الله، الذي قال أن الغرب يسعى إلى محاربتنا بعقر دارنا وبسلاحنا، وهو ما ينبغي علينا التصدي لهذه المساعي وقطع الطريق أمام الراغبين في ذلك، واعتبر السلاح الذي ينبغي استخدامه في وجه الحاقدين والمتآمرين على الجزائر واجب احترام الدولة لحقوق المواطن وصيانتها، بالمقابل، فإن المواطن مطالب بتكريس جهده لخدمة وطنه والالتفاف حول دولته، ومن ثمة إسقاط الأفكار السلبية الغربية وإجهاض ما يحاك هناك ضدنا استنادا للمسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، الذي تحدث عن نسبة 38 بالمائة من المتمدرسين الذين تعرّضوا العام الماضي لاعتداءات جنسية، واصفا هذه النسبة بالمقلقة وفي غاية الخطورة، مما يحتم علينا محاربة هذه السلوكات غير الإيجابية. وحسب الوزير غلام الله، فإن عشرة متفوقين في المسابقة الوطنية لحفظ وتجويد وترتيل القرآن الكريم التي ستجرى في النصف الثاني من هذا الشهر بالجزائر، سيشاركون في المسابقة الدولية التي ستنظم خلال الصيف المقبل ببلد إسلامي لم يتم تحديده بعد، نتيجة إبداء ثلاثة بلدان إسلامية رغبتها في تنظيم المسابقة الدولية في تجويد وحفظ وترتيل القرآن الكريم، وبشأن ملتقى حقوق المواطنة والوطنية في الإسلام، قال أبو عبد الله غلام الله أن الشريعة الإسلامية أقرّت هذه الحقوق وجسدتها، وأن الإسلام كرّس حقوق المواطنة والمساواة دون تمييز، وبالتالي، فإن حقوق الوطنية والمواطنة في الإسلام وثيقة في التاريخ، مشيرا إلى أن ديننا الحنيف يدعوا إلى الوحدة والمصالحة وعدم تقديس الأنماط ورفض ومعارضة الأفكار الهدامة.