تحدّث الدكتور جمال حود مويسة مدير جامعة التكوين المتواصل، عن إصلاحات جوهرية جاري اعتمادها لتحديث وعصرنة الجامعة والتي قال إنها ستتعزز قريبا، بوثيقة نهائية وتصوّر يحدد شكلها الجديد، من المقرر أن يكون على مكتب وزير التعليم العالي والبحث العلمي شهر أكتوبر الداخل على أقصى تقدير، واسترسل الدكتور حود مويسة في هذا الحوار الذي أجرته معه »صوت الأحرار«، في التنويه بنوعية التكوين الذي يوفره أساتذة وإطارات الجامعة للطلبة، والذي أكد أنه يزيد من فرص حصولهم على مناصب شغل مباشرة بعد التخرج، كاشفا عن إحصاء عدد هام من خريجي الجامعة الكلاسيكية الذين لجؤوا لجامعة التكوين المتواصل بالنظر إلى التسهيلات الممنوحة لخريجيها من أجل ولوج عالم الشغل. بداية كيف تقيمون أداء جامعة التكوين المتواصل وهل تعتقدون أنها تؤدي الدور الذي استحدث لأجله؟ عند الحديث عن جامعة التكوين المتواصل التي أنشئت في سنة 1990، يعني لديها 26 سنة من الوجود، لا بد على القارئ أن يعرف أن هذه الجامعة لديها عدة مهام بيداغوجية لتحصيل الطلبة الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على شهادة البكالوريا والذين يلجؤون إلى هذه الجامعة للدراسة بها والحصول على شهادة الدخول لجامعة التكوين المتواصل وبعدها يكون في أقسام التدرج للحصول على شهادة العلوم الجامعية التطبيقية في مجموعة من التخصصات المتنوعة، بالإضافة إلى ذلك، تقوم الجامعة بدورات تكوينية لفائدة المؤسسات العمومية والخاصة ورسكلة في عدة مجالات لإطارات المؤسسات والهيئات التابعة للدولة، إذن عندما نرى هذا التنوع في المهام نجد أن هذه الجامعة لها خصوصية تختلف عن الجامعات الكلاسيكية، بالإضافة إلى كونها متواجدة في كامل التراب الوطني أي في 48 ولاية، إذن نعتبر أن هذه المهام التي تقوم بها جامعة التكوين المتواصل مهاما جديرة بالتنويه والذكر لكي يعرف المواطن ما تقوم به الجامعة من تكوينات، وجامعة التكوين المتواصل تقوم بهذه المهام، ولقد غيرنا من أنماط التكوين والدراسة عبر استحداث وسائل تكنولوجية للتحصيل العلمي وبالنسبة لفائدة الطلبة لسنة 2016، قارب 120 ألف طالب على المستوى الوطني يتلقون تكوين دراسي للحصول على شهادات الجامعية للدراسات التطبيقية، بالإضافة إلى المهام الأخرى المتمثلة في التكوين لفائدة المؤسسات العمومية، وكانت لجامعة التكوين المتواصل عدة اتفاقيات مع عدة هيئات رسمية ومؤسسات وطنية. هل تربطكم اتفاقيات تعاون مع مؤسسات وهيئات أخرى في مجال التكوين؟ أبرمت جامعة التكوين المتواصل عدة اتفاقيات تقضي بتكوين إطارات في هيئات حكومية ومؤسسات عمومية وخاصة، فمثلا لو نتحدث عن قطاع التربية، هناك اتفاقية لتكوين الأساتذة والمعلمين في قطاع التربية منذ 2008 إلى غاية يومنا هذا بدفعات، ولقد قمنا بتكوين عدد هائل من الأساتذة والمعلمين من اجل ترقيتهم في قطاع التربية، بالإضافة إلى اتفاقيات تربطنا بوزارة المالية، العدل، ومصالح رئاسة الجمهورية، وكذا لجأت مؤخرا وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى الجامعة من أجل تكوين الأئمة في اللغة الفرنسية، أما بالنسبة لعدد الاتفاقيات المبرمة لا يمكننا حصرها لأن عددها هائل جدا، وهي تتم بشكل دوري فحتى الاتفاقية التي تم توقيعها مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتكوين رؤساء المجالس الشعبية البلدية والموظفين التابعين للبلديات، معناه نستطيع أن نقول إن جامعة التكوين المتواصل مست جل الهيئات والمؤسسات العمومية لما فيها من عدة مزايا، أولا كما قلت إن الجامعة متواجدة في كامل التراب الوطني، وبعد فرض الحكومة سياسة ترشيد النفقات على الهيئات والمؤسسات التابعة للدولة، فإن الاستفادة من تكوين بجامعة التكوين المتواصل يخدمها اقتصاديا فهي توفر على المؤسسات والهيئات مصاريف الإيواء والنقل وحتى الإطعام بالنسبة لإطاراتها المكونين بحكم أنهم يتلقون التكوين بولايات إقامتهم. *أبرمنا مؤخرا اتفاقية مع وكالة الأنباء الجزائرية، من اجل عمل مشترك نقوم به لفائدة أولا موظفي القطاع الإعلامي لجامعة التكوين المتواصل من اجل إدراجهم في التكوين الذي توفره وكالة الأنباء الجزائرية مع قطاعات أخرى، بالإضافة إلى أننا نستفيد كذلك من بعض الخبرات في الجوانب التقنية من أجل إنجاز برامج ودروس تعليمة لفائدة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، أي أن عمال موظفي القطاع الإعلامي لجامعة التكوين المتواصل يستفيدون من الدورات التكوينية التي تخص صحفيي وتقنيي وكالة الأنباء الجزائرية، أما وزارة الاتصال فلحد الآن لا تجمعنا بها اتفاقية لتكوين الصحفيين ونحن نأمل في أن يتم ذلك مستقبلا. قلتم إن عدد الاتفاقيات المبرمة مع المؤسسات العمومية لا يمكن حصرها، ماذا بشأن المؤسسات الخاصة؟ بالنسبة للمؤسسات الخاصة ولو أن عدد الاتفاقيات المبرمة معها يتزايد كثيرا في الآونة الأخيرة، غير أننا نأمل في أن يزداد هذا التكوين ليشمل المؤسسات الخاصة التي لم تلجأ بعد إلى جامعة التكوين المتواصل، لكن العدد بين المؤسسات الخاصة والعمومية أستطيع أن أأكد أنه في تزايد مستمر ولقد أبرمنا عددا هائلا من الاتفاقيات مع هذه المؤسسات. كيف تقيمون الدخول الجديد خاصة وأن عدد المسجلين في الجامعة قد فاق هذه السنة 71 ألف مسجل؟ العدد الهائل من المسجلين الذي وصلنا إليه والذي يعد سابقة منذ تأسيس الجامعة بعد إحصاء أزيد من 71 ألف مسجل، أكيد يرجع إلى عدة عوامل أهمها أن الجامعة لها تاريخ وعمر طويل فبعد 26 سنة من الوجود أكيد أنها وضعت بصمتها لدى كل شرائح المجتمع في القطر الجزائري ولو أنني أود أذكر بأننا تلقينا طلبات من مواطنين خارج التراب الوطني في دول مجاورة لكن للأسف خصوصية جامعة التكوين المتواصل لا تسمح بمنح تكوين لطلبة غير جزائريين، وبالتالي فإن سمعة جامعة التكوين المتواصل تعدت التراب الوطني، إلى جانب عامل آخر وهو أن لها إطارات وأساتذة أكفاء من مختلف الجهات الذين يقومون بتأطير الطلبة وحتى في إطار نشاطهم التكويني لفائدة المؤسسات والهيئات العمومية، إلى جانب عامل آخر وهو استحداث نمط جديد من الأبواب المفتوحة ويتعلق الأمر بتنظيم هذه الأبواب بالفضاءات المفتوحة، من ساحات عمومية وشواطئ وغيرها حتى نقوم بتقريب الجامعة من المواطن وهذا أكيد سوف يعطي نتائج جد إيجابية فيما يتعلق بالإقبال والطلب للحصول على تكوين بالجامعة. توليتم هذه السنة رئاسة جامعة التكوين المتواصل، ما هو الجديد الذي أتيتم به؟ عدد التخصصات يقارب 125 تخصص في جل المراكز البالغ عددها 53 مركز تابع لجامعة التكوين المتواصل إلى جانب 11 ملحقة، وبالتالي التخصصات متنوعة من مركز لغيره فقط نحن نأمل أن تكون لنا في المستقبل تخصصات أخرى في قطاع السياحة أو الفلاحة لما تتوجه له الحكومة من هذه القطاعات حتى نمكن طلبتنا من الولوج إلى هذه التخصصات التي تساهم في تنمية البلاد، وأود أن أشير إلى أنه ومنذ توليّ لرئاسة الجامعة وفيما يتعلق بالتوظيف داخل الجامعة، تم اتخاذ عدة إجراءات جديدة فبعد أن كنا في السابق نستدعي المترشحين من مختلف الولايات للتنقل إلى العاصمة، مما كان يدفع بالكثيرين إلى العزوف عن الالتحاق بعملهم تجنبا لمصاريف النقل والإيواء، لكن قمنا هذه السنة بنقل مراكز الامتحان إلى المواطن واستحدثنا مراكز جهوية في الشرق والغرب وكذا الوسط وتنقلنا في الجنوب إلى الولايات البعيدة، لأننا نؤمن بضرورة تقرب الإدارة من المواطن، وهذه السنة كل من طالب بالمشاركة في المسابقة حضروا لغياب مبرر للغياب. هل من شرح مختصر لعملية التسجيل وأنماط التدريس التي توفرها الجامعة؟ هناك فئتان تلجآن إلى جامعة التكوين المتواصل ويتعلق الأمر بالناجحين في البكالوريا النظامي للتحصل على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية، أما النمط الآخر يخص الطلبة الذين يجب عليهم اجتياز الامتحان الخاص بالدخول إلى جامعة التكوين المتواصل والشرط الأساسي في هذا النمط هو أن يكون الطالب متحصلا على شهادة السنة الثالثة ثانوي كاملة يعني يجتاز الفصول الثلاثة، فعادة نقوم بإجراء امتحان بعد التقييم المستمر وذلك غالبا ما يكون شهر ماي وبداية جوان، وعندما يحصل على هذه الشهادة يدخل إلى جامعة التكوين المتواصل للالتحاق بقسم التدرج، وحول هذا الأخير لدينا أيضا نطين أولهما حضوري، من الخامسة إلى التاسعة مساء ونمط التعليم عن بعد الذي يوفر للطالب دراسة عن طريق الأرضيات التعليمية التابعة لجامعة التكوين المتواصل بالإضافة إلى تجمعات نقوم بها يومين في الأسبوع حتى يتمكن الطالب من التقرب من الأستاذ لشرح بعض المفاهيم التي لم يفهمها، ليحصل على شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية ما هو عدد المساجين الذين يتابعون دراستهم ويتلقون تكوينا لديكم؟ هذه السنة وصلنا إلى 800 نزيل اجتازوا الامتحان الخاص عبر عدة مناطق بالوطن، وهذا التكوين نوفره منذ زمان، وهم يتلقون تكوينا فهناك أساتذة يتنقلون إلى المؤسسات العقابية لمنح تكوين لهؤلاء النزلاء. كيف تقيمون هذه النسبة مقارنة بالسنوات الماضية؟ في السنة الماضية حققنا نسبة نجاح ب47 بالمائة وهذه السنة 50.88 بالمائة نعتبرها نسبة معتبرة، هذا ما يزيد من إرادتنا في المساهمة في تغطية كل المواطنين الذين يلجؤون إلى جامعة التكوين المتواصل، فحتى مستوى التكوين وبشهادة الجميع ولدينا وثائق من الاتحاد الأوروبي تثبت بأن جامعة التكوين المتواصل هي جامعة مميزة وتفاجؤوا بمستوى التكوين الذي توفره الجامعة، لأننا لدينا بعض الجامعات الأوروبية وحتى في المشرق العربي التي تؤدي نفس المهام التي توفرها جامعة التكوين المتواصل، ولها نفس الخصوصية غير أنها لا تغطي كل التراب الوطني في بلدانها على عكس جامعتنا المتواجدة بكل ولايات الوطن، إضافة إلى كونها كانت نواة لاستحداث جامعات ببعض الولايات على غرار كل من غرداية وإيليزي، أين كانت متواجدة قبل الجامعة، وحتى في بعض الدول الأجنبية كمدريد فهي لا تغطي كل التراب الاسباني، يعني يمكننا القول أن جامعة التكوين المتواصل تعد الجامعة الوحيدة التي توفر تغطية كاملة للتراب الوطني مقارنة بأغلب مثيلاتها في العالم، خاصة وأن تغطية بلد في شساعة الجزائر أمر يستحق التنويه. هل يمكننا إذن القول بأن كل خريجي جامعتكم لديهم حظوظ في ولوج عالم الشغل وأن شبح البطالة لا يلاحقهم؟ أنا أقول في هذه النقطة أن هناك طلبة درسوا في جامعات وتحصلوا على شهادة ليسانس وأنا لا أقول بأن شهادة الليسانس ليس لها وزن، لكن أشير إلى أن هؤلاء الطلبة لجؤوا مرة أخرى إلى جامعة التكوين المتواصل لما لقوه من تسهيلات في الولوج إلى عالم الشغل ونستطيع أن أأكد أنه عندما نقوم بجولة حول أهم المؤسسات الوطنية نلاحظ وجود موظفين كان لهم مسار في جامعة التكوين المتواصل، وهذا الأمر لا بد من تأكيده أي أن خريجي جامعة التكوين المتواصل بشهادة الدراسات الجامعية التطبيقية، لديهم فرصة اكبر في الولوج إلى عالم الشغل، ونقول ذلك استنادا إلى أرقام رسمية بحوزتنا تؤكد أن معظم أو جل المؤسسات الموجود في التراب الوطني تضم مجموعة من العمال الذين تلقوا تكوينا بجامعة التكوين المتواصل. ما الجديد حول ملف مطابقة شهادة جامعة التكوين المتواصل؟ لا بد من أن نشير إلى أن شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية التي تمنحها الجامعة الكلاسيكية تختلف عن تلك التي تمنحها جامعة التكوين المتواصل والتي تعد من أسس ونظم الجامعة، فنحن نأمل في المستقبل أن تكون لنا ليسانس مهني عن بعد ونأمل أن تكون جامعة التكوين المتواصل، نذهب بها إلى آفاق أخرى، وهنا أفتح قوس وأنوه بالاهتمام الذي يوليه معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذ توليه مهامه، وأنه يريد أن يجعل لهذه الجامعة مكانة أعلى مما هي عليه، ونحن نقدم له كل الشكر على ذلك، وحتى نوضح ذلك أكثر الوزير قام بإحداث نمط جديد من الماستر الأكاديمي بالجامعات، وذلك بإطلاق ماستر عن بعد فأدرج جامعة التكوين المتواصل كمرافق لهذه العملية، وبالتالي عندما أعطى هذه المرافقة إلا انه يريد أن يعطي لهذه الجامعة أهمية كبيرة، وإن شاء الله نحن بصدد إعداد وثيقة وتصور جديد لجامعة التكوين المتواصل أطلقنا عليها اسم "وثيقة الشكل الجديد لجامعة التكوين المتواصل"، ستكون على طاولة الوزير عند الانتهاء من إعدادها وذلك قبل شهر أكتوبر على أقصى تقدير، وأملنا كبير في أن تصبح الجامعة مكانة أعلى وتكون رائد فعلا في مجال التكوين والتعليم خدمة للبلاد.