عرفت جامعة التكوين المتواصل بعد ربع قرن من نشأتها، وإلى غاية يومنا هذا عديد التطوّرات، وعملت خلال السنوات الأخيرة على خلق آليات جديدة لتطوير وتحسين المستوى الجامعي، عُرفت بما يسمى "جامعة عالم الشغل" والتي يعتمد برنامجها على الجانب التطبيقي أكثر من النظري. وأثمرت هذه الجهود بعدما دخلت تخصّصاتها في مسابقات الوظيف العمومي، وحققت النجاح الأكبر عندما فتحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الماستر عن بعد، وما زالت عديد المؤهلات ستحظى بها هذه الجامعة، ويتحدث عنها رئيسها جمال حود مويسة، في هذا الحوار الذي أجراه مع "الشروق".. شهادة جامعة التكوين المتواصل.. هل هي شهادة معترف بها دوليا وفي إدارات الوظيف العمومي؟؟ نعم، شهادة جامعة التكوين المتواصل، معترف بها وطنيا ودوليا، باعتبارها قطبا رائدا ومتميزا في التعليم العالي والدليل على ذلك سهولة ولوج المتخرجين منها عالم الشغل، وتوظيفهم في مختلف المؤسسات وخاصة الاقتصادية، كما أن معظم إدارات الوظيفة العمومية، تنظم مسابقات تطلب فيها شهادة عن جامعة التكوين المتواصل.. لكن هناك حراك سياسي ينشط عبر "الفايسبوك" يحاول زعزعة استقرار الجامعة.
كيف ذلك؟ هذا الحراك ينشط منذ مدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك"، وينحدر من ولاية الجلفة، أقام علينا وعلى جامعة التكوين المتواصل ككل، حملة شرسة لأسباب ومصالح سياسية، يحاول من خلالها تشويه وتلطيخ صورة الجامعة، فيطلق أحيانا إشاعات مغرضة تمس بسمعة الجامعة، وأحيانا أخرى يطلق تفاهات للعب على أعصاب خريجي جامعة التكوين المتواصل، كأمر إقصائهم من الوظيف العمومي وغيرها من الأمور التي لا تمت بأي صلة للحقيقة.. كما أن التصنيف والتوظيف ليسا من اختصاصنا، وجامعتنا تنتهي مهمتها عندما تمنح شهادات التخرج للطلبة، لتعود مهام التصنيف إلى الوظيف العمومي، ورغم ذلك إلاّ أننا قمنا بمبادرات في عديد المرات، وأرسلنا عديد المراسلات للوظيف العمومي، آخرها كان خلال شهر فيفري المنصرم، حول مصير المتخرجين من جامعتنا في عالم الشغل.. كما أريد أن أوضح أمرا وهو أنه نحو 80 أو 90 من المئة من موظفي الإدارات سواء القطاع العمومي أو الخاص هم من خريجي جامعتنا، والأكثر من هذا أن طلبتنا يجدون سهولة في التوظيف والاندماج في عالم الشغل في القطاعين أحسن من خريجي الجامعات العادية، بدليل الطلبة الذين تحصلوا على شهادات جامعية في تخصّصات كبرى لجأوا إلينا للحصول على وظيفة بعد التخرّج.
هل هناك اتفاقيات تعاون بين جامعتكم وجامعات دولية؟ نعم، لقد أجرينا بعض الاتفاقيات سابقا مع جامعات أوروبية وعربية، من أجل بعث طلبتنا إليهم وإجراء تكوينات وتربّصات، وكانت آخرها الاتفاقية التي تم عقدها في شهر أكتوبر المنصرم، مع رئيس جامعة مدريد، وتهدف إلى تصميم الدروس وإجراء تربّصات ميدانية تساعد طلبتنا على ولوج عالم الشغل.
ما هي الآليات التي تعتمدونها من أجل الرفع من مستوى الجامعة؟ جامعة التكوين المتواصل حققت الكثير في عالم الشغل، خاصة أن معظم تخصصاتها في المجال الاقتصادي، كما نسعى لتطوير الجامعة بطريقة تساير متطلبات العصر كإنشاء مشروع الذكاء الاقتصادي، خاصة وأن جامعتنا هي التي قامت بتنظيم الدورة التكوينية لرؤساء البلديات وهذا راجع لخبرتها في مجال التسيير. وقد عقدنا لقاءات عديدة مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ناقشنا فيها بعض الأمور، وقام الوزير بإعطاء الكثير من الأولويات لجامعة التكوين المتواصل، تتعلق بفتح الماستر عن بعد في 5 ولايات بالنسبة للعام الجاري، وتعميمه على 48 ولاية خلال العام المقبل، مع إمكانية فتح دكتوراه عن بعد، هذا لتكون جامعتنا رائدة في مجال التكوين عن بعد.
جامعة التكوين المتواصل تشتكي عديد النقائص كالنقل والمنحة.. ما هي الحلول المقترحة؟؟ طلبة جامعة التكوين المتواصل يريدون المساواة مع طلبة الجامعات العادية، وهذا ما لا يمكن فعله، صحيح أن جامعتنا أيضا تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لكن منذ نشأتها وُضعت لها شروط أساسية وهي أنها مخصصة للعمال، ناهيك عن شرطي السن والمعدل، لهذا لا يمكن المساواة بينهما، في النقل والمنحة والإطعام وغيرها من الأمور التي تتوفر عليها الجامعة العادية والتي تختلف نصوصها الإدارية عن نصوص جامعة التكوين المتواصل. وفيما يتعلق بالأساتذة فمؤهلاتهم هي نفس مؤهلات أساتذة الجامعة العادية، من راتب ومنح وغيرها من الشروط.
ما هو تعداد طلبة جامعة التكوين المتواصل؟ يبلغ عدد تعداد الطلبة 120 ألف طالب وطالبة، فبالنسبة للطلبة الذين يسجلون حضورهم بشكل منتظم فعددهم يبلغ نحو 80 ألف طالب وهو الرقم الذي سُجل لأول عام منذ نشأة جامعة التكوين المتواصل وإلى غاية يومنا هذا، ويبقى 40 ألف طالب بالنسبة للطلبة الذين يدرسون بشكل غير منتظم.
كلمة أخيرة.. سنواصل مجهوداتنا التي نسعى من خلالها إلى تطوير جامعة التكوين المتواصل المتواجدة عبر 48 ولاية، ودفعها نحو الأحسن، مع محاولة خلق تخصصات أكثر تفيد المتخرجين في عالم الشغل، كما نتمنى من تلك الأيادي التي تحاول زعزعة استقرار الجامعة، أن تشتغل بأمور أخرى تفيد الطلبة وليس أمور تضرب استقرار الجامعة والطلبة معا.