عقب البيان الصادر عن بعض المجاهدين تعيش القاعدة النضالية لحزب جبهة التحرير الوطني، هذه الأيام حالة من الاستياء الممزوج بالاستغراب من الدوافع التي جعلت مجموعة من المجاهدين يصدرون بيانا ينتقدون فيه قيادة الحزب، وتحول الحدث إلى مناسبة عبرت فيها محافظات الحزب وقسماته عن التفافهم حول الأمين العام عمار سعداني، مؤكدين تمسكهم بالقيادة الشرعية المنبثقة عن المؤتمر العاشر . تتولى بيانات التأييد والمساندة للامين العام لحزب جبهة التحرير الوطنين عقب الرسالة التي كتبها بعض المجاهدين المعروفين على الساحة الوطنية، ولم تتسع هذه المساحة لنقل كل مضامين البيانات التي وردت إلى قاعة التحرير، والتي صبت في مجملها حول دعمها لقيادة الحزب وتمسكها بالقانون الأساسي والنظام الداخلي وبمخرجات المؤتمر الشرعي الذي زكى سعداني أمينا عاما للأفلان . وأعلن المناضلون في بياناتهم عن دعمهم المطلق للمبادرة الوطنية »الجدار الوطني« التي بادر بها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والتي تهدف إلى تقوية الجبهة الداخلية، زيادة على » دعمهم اللامشروط ومساندتهم المطلقة للمجاهد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية ورئيس الحزب في برنامجه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وقالت القاعدة النضالية للأفلان »إن المكتسبات التي تحققت تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لهذا الحزب والمتمثلة في الأمين العام عمار سعداني جعلته يكون هدفا لهؤلاء المغرضين الغرباء عنه«، وعبروا من واقعهم كمناضلين ومنتخبين في هذا الحزب عن تنديد شديد بمطالب هؤلاء المجاهدين . وحسب قسط كبير من المناضلين فقد أثارت هذه الرسالة »الدهشة لأنه من غير المتوقع أن يصدر ذلك من طرف هؤلاء، الذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير بالنظر إلى ما قدموه بالأمس لوطن حررته جبهة التحرير الوطني«، هذا الاستنكار يعود إلى أن هؤلاء المجاهدين لا يمتون بصلة للعلاقات العضوية والنظامية للحزب وفق تعبيرهم. وأعرب المناضلون عن أسفهم لتدخل »لهذه المجموعة على حزبنا العتيد وقيادته الرشيدة الشرعية«، كما أعرب أعضاء المحافظات واللجان الانتقالية، على تمسكهم بالقيادة الحالية الشرعية وعلى رأسها الأمين العام للحزب البار عمار سعداني، مثمنين في نفس الوقت جهوده المبذولة والمثمرة في الارتقاء بالحزب وإعلاء سمعته وتعزيز قوته . وندد إطارات الأفلان ومنتخبوه بكل المحاولات الخفية والظاهرة خارج الأطر القانونية والنظامية للحزب وهياكله، معلنين مساندتهم المطلقة للقيادة السياسية الحالية للحزب وعلى رأسها الأمين العام للحزب عمار سعداني، وأكدوا أن الحزب ملك لمناضليه ولا يحق لأي كان التدخل في شؤونه الداخلية والنظامية المنبثقة عن المؤتمر العاشر للحزب، مؤتمر التجديد والتشبيب« . وعجت قاعة التحرير ببيانات التأييد والمساندة من مختلف مناحي الجزائر، جاء فيها كل عبارات للتأكيد بأن مناضلي الأفلان مع الشرعية الحزبية ومع أمينه العام عمار سعداني والتي استمدت من المؤتمر العاشر وأن »كل هذه التجاوزات والخزعبلات ما هي إلا ضريبة النجاح التي حققها الحزب في الآونة الأخيرة«، معتبرين هذه التحركات والتصرفات ما هي إلا سيناريوهات تغذيها أطماع انتخابية مع اقتراب موعد الاستحقاقات العام المقبل .