عمدت بعض التشكيلات السياسية، خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، إلى تنصيب ما أسمته »لجان يقظة« على مستوى مكاتبها بالعاصمة، تحسبا لأي انزلاق كان محتملا في حال نجاح مسعى رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي في تنظيم مسيرته الاحتجاجية التي فشلت. لحقت بعد الأحزاب السياسية بركب الاتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي نصّب لجان حيطة استعدادا للمسيرة التي نادى إليها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، حيث قامت أحزاب سياسية خلال الأيام الأخيرة بتنصيب لجان خاصة على مستوى مكاتبها بالعاصمة، تحسبا لأي طارئ كان قد يحدث خلال مسيرة الأرسيدي. وكان الاتحاد العام للعمال الجزائريين قام مطلع الأسبوع المنصرم بتنصيب ما أسماه »لجان حيطة ويقظة« على مستوى 48 ولاية، هدف من خلالها إلى »الحفاظ على استقرار البلاد وعدم الانسياق وراء الدعوات التي تهدد أمن المواطنين من خلال احتجاجات تغذيها أطراف لا تريد استقرار البلاد«، في رد ضمني على المسيرة الاحتجاجية التي حاول الأرسيدي تنظيمها أمس والتي لم تلق أي صدى لدى المواطنين الذي امتنعوا على المشاركة في مسعى سعيد سعدي. وفي اتصال ب»صوت الأحرار«، كانت مختلف التشكيلات السياسية الوطنية نددت بالمسيرة الاحتجاجية التي نادى إليها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، واعتبرتها محاولة لاستغلال الاحتجاجات التي عرفتها الجزائر مؤخرا وتحريفها عن مسارها، والعمل على ضرب الاستقرار والأمن بالجزائر، حيث أكد حزب جبهة التحرير الوطني »وجود أطراف تحاول استغلال الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر في الآونة الأخيرة والاصطياد في المياه العكرة«. من جهته ندد التجمع الوطني الديمقراطي ب»المزايدات السياسية ومحاولة استغلال الأوضاع التي لا تخدم مصلحة الجزائر«، كما أكدت حركة مجتمع السلم رفضها للتأجيج واستغلال بعض الأطراف للأوضاع التي عاشتها البلاد خاصة مع استرجاع الجزائر سلمها واستقرارها، فيما اتهم مندوب حركة العروش مصطفى معزوزي، حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بتحريض الشباب على العنف والتمرد على السلطة تحت غطاء المطالبة بتحقيق مطالب اجتماعية، من خلال تنظيم مسيرة احتجاجية، مستغلا بذلك الظروف التي تمر بها البلاد في ظل ما أسماه ب»الضغط الاجتماعي« لخلق الفوضى والتمرد على القانون.