دخلت المحليات مرحلة الصمت، بعد أن أسدل الستار عن الحملة الانتخابية التي استمرت على مدار الثلاثة أسابيع المنصرمة، حيث رمت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني وعلى رأسها الأمين العام جمال ولد عباس بكامل ثقلها من أجل حشد الدعم لمرشحي الحزب في انتظار موعد الحسم هذا الخميس. "تحقيق الأغلبية المطلقة في الانتخابات المحلية" بهذا الخطاب الطموح والواضح الهدف، شرع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس في حشد الدعم لمرشحي الحزب لمحليات 23 نوفمبر خلال أول أيام الحملة الانتخابية، خاصة بعد العمل الكبير الذي اجتهدت فيه قيادة الحزب من أجل اختيار مرشحين أكفاء قادرين على تسيير المجالس المحلية المنتخبة. حملة ناجحة عبر كل الولايات نشط الأمين العام للأفلان الدكتور جمال ولد عباس العديد من التجمعات الشعبية خلال جولاته التي قادته إلى مختلف الولايات، وهي اللقاءات التي عكست تحذر الأفلان في الأوساط الشعبية لما يمثله من ارث تاريخي وقوة سياسية تعد الأولى في الساحة الوطنية، فكان طبيعيا أن نشهد نجاح هذه التجمعات التي تعد بالدرجة الأولى جسا لنبض المواطنين والناخبين على حد سواء. يرى المتتبعون أن حزب جبهة التحرير الوطني قد عبد الطريق نحو الفوز برهان المحليات بالنظر إلى التجاوب الكبير مع التجمعات الشعبية التي أشرف عليه الأمين العام للحزب الدكتور جمال ولد عباس ومعه قياديون بالحزب، على مستوى جميع الهياكل، خاصة وان الأفلان يعد القوة السياسية الأولى في البلاد ويملك اكبر وعاء انتخابي مع ما يملكه من رصيدين تاريخي ونضالي، تجعل منه المرشح الأول للفوز برهان المحليات. من جهة أخرى أبرزت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني وعلى رأسها الأمين العام جمال ولد عباس، أن الهدف الأساسي للحزب هو تعزيز المكاسب الاجتماعية التي تم تحقيقها لحد الآن، داعين إلى التزام خطاب واقعي بعيدا عن الوعود الخيالية وكل أشكال القذف والسب، حيث أجمعوا على أن المشاركة القوية في الانتخابات المحلية ستعزز الوحدة الوطنية وتضمن السلم والاستقرار، معتبرين أن التصويت على قوائم الأفلان سيضمن استكمال برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وقد حث قياديون بحزب جبهة التحرير الوطني خلال الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر، مرشحو الأفلان على النزول إلى الميدان وتكثيف اللقاءات الجوارية مع المواطنين بالتزام خطابات واقعية بعيدة عن التيئيس، وهو ما أكد عليه الأمين العام للحزب الدكتور جمال ولد عباس خلال تنشيطه تجمعا شعبيا ببلدية جسر قسنطينة بولاية الجزائر العاصمة، حين دعا مترشحي حزب جبهة التحرير الوطني على المستويين البلدي والولائي، بعدم إطلاق وعود كاذبة أو خيالية خلال الحملة الانتخابية وتبنى خطاب واقعي، مبرزا أن الهدف الأساسي للحزب هو التكفل بكل انشغالات المواطنين وتعزيز المكاسب الاجتماعية التي تم تحقيقها لحد الآن بفضل برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. المحليات.. الطريق نحو الرئاسيات أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على أهمية فوز الحزب في المحليات من أجل استكمال برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتجسيده ميدانيا، فيما يرى الأمين العام للأفلان أن أهمية الفوز في هذا الرهان الانتخابي المقرر يوم 23 نوفمبر ترتقي أيضا إلى هدف ثان هام يتمثل في رئاسيات 2019، وقد فصل الدكتور ولد عباس في هذا الأمر في جميع لقاءاته الشعبية تقريبا. وفي هذا الخصوص قال الدكتور جمال ولد عباس في تجمع شعبي نشطه ببلدية باب الواد بالعاصمة خلال الحملة الانتخابية المنقضية الأحد المنصرم إن موعد 23 نوفمبر سيفتح مرحلة جديدة لحزب جبهة التحرير الوطني.. وأن الانتصار في محليات 2017 سيفتح الطريق للفوز برئاسيات 2019«، بعد أن أكد أن الوصول إلى تحقيق هذا الهدف يتطلب تعزيز تموقع الحزب على مستوى البلديات، في وقت شدد فيه المتحدث على أن حزب التحرير الوطني لا ينهي اليوم حملته الانتخابية، بل سيستمر فيها إلى غاية 2019. ومن جانب آخر، كشف ولد عباس في تجمع بسيدي موسى عن طموح حزبه في أن يكون الرئيس القادم من حزب جبهة التحرير الوطني قائلا "نحن قوة سياسية ونملك الأغلبية في المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة وفي البلديات والولايات ونطمح في أن يكون الرئيس المقبل من الحزب والقرار الأخير يبقى للشعب الذي سبق وأن منحنا ثقته". وإن اختلفت التشريعيات عن المحليات، إلا أن الملاحظ من خلال خطابات الأمين العام لحزب جبهة التحرير حفاظه على خط الحزب الأصيل الذي يستمد مبادئه ومواقفه من بيان أول نوفمبر، فالحفاظ على الهوية والوحدة الوطنية ودعم برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خطوط حمراء لا يجب تجاوزها بالنسبة للحزب. ومن هذا المنطلق رافع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلال جميع لقاءاته الجماهيرية بمناسبة الحملة الانتخابية لدعم برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة واعتبر أن برنامج الحزب هو برنامج الرئيس، خاصة وأن هذا البرنامج له صلة مباشرة بالبلديات، التي تعد أهم حلقة لتجسيدها على أرض الواقع، وتكون له تداعيات مباشرة مع الحياة اليومية للمواطنين. شباب الأفلان في الموعد لم تعد مسألة وضع الثقة في الشباب مجرد شعارات وخطابات لدى قيادة حزب جبهة التحرير الوطني بل أضحت واقعا ملموسا، وتجسدت من خلال ما أفرزته قوائم الترشيحات للحزب التي كشفت أن حصة الأسد لمترشحي حزب جبهة التحرير الوطني قد عادت لعنصر الشباب، حيث أن 75 بالمائة من المترشحين تتراوح أعمارهم بين 25 و45 سنة. وتندرج هذه الخطوة من طرف قيادة حزب جبهة التحرير الوطني في إطار تسليم المشعل للشباب وضمان انخراطهم في الحياة السياسية من بوابة المجالس المحلية المنتخبة، ما يعد تجسيدا لشعار المؤتمر العاشر للحزب "التجديد والتشبيب"، فحركة التشبيب التي يقوم بها الدكتور ولد عباس تعبر عن تجذر الأفلان لدى جميع شرائح المجتمع وفئاتهم. وفي هذا الخصوص ذكر الأمين العام للأفلان خلال الحملة الانتخابية أن الأفلان يراهن على الشباب لتعزيز مكانه الأول في البلاد لافتا إلى أن حركة التشبيب التي أجريت داخل الحزب ستكون من بين عوامل نجاحه في محليات 23 نوفمبر، كما كان للشباب اهتمام خاص من لدن الأمين العام للحزب في جميع لقاءاته الشعبية بمناسبة الحملة الانتخابية. من جهة أخرى يسعى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى تعزيز انخراط النسوي في الحياة السياسية، وذلك من بوابة الأفلان، حيث عقد الدكتور جمال ولد عباس لقاءا نسويا خلال الحملة الانتخابية ابرز خلاله المكتسبات التي حققتها المرأة الجزائرية والتي كرسها دستور 2016، داعيا إياها إلى المشاركة بقوة في الاستحقاق المقبل لتعزيز مكانتها السياسية. وأشار إلى أن تشكيلته السياسية تواصل نضالها من أجل الدفاع عن حقوق المرأة لتعزيز مكانتها على مختلف الأصعدة ، مذكرا في هذا المنحى بأن حزبه قدم عدد كبير من المترشحات للمحليات القادمة، وهو الشأن الذي يعكس قناعة الحزب بضرورة تواجد المرأة في المجالس البلدية والولائية من جهة و كذا أهمية الأدوار المحورية التي تؤديها المرأة في هذا المستوى من المسؤولية. قيادة الحزب العتيد في الميدان جند الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جميع إطارات الحزب خلال الحملة الانتخابية التي دخلت أسبوعها الثاني، بهدف تقديم الدعم لمرشحي الحزب لمحليات 2017، وتعبئة المواطنين لإنجاح هذا الحدث الانتخابي الذي توليه قيادة الأفلان أهمية كبيرة بالنظر إلى خصوصيته وصعوبة المرحلة التي تعيشها البلاد، في ظل أزمة مالية وتهديدات أمنية، إلى جانب المؤامرات التي تقودها أطراف من هنا ومن هناك، فيما اعتبر الأمين العام للحزب الدكتور جمال ولد عباس الانتخابات المحلية القادمة بوابة نحو رئاسيات 2019. ولأهمية الانتخابات المحلية دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلال تنصيبه المديرية الوطنية للحملة الانتخابية مؤخرا جميع إطارات الحزب بينهم وزراء سابقون وأعضاء المكتب السياسي وقياديون سابقون بالحزب للإشراف على تجمعات شعبية في إطار الحملة الانتخابية، وهو ما لوحظ من خلال الإنزال الكبير لإطارات الحزب بعدد من الولايات أين اشرف وزراء سابقون وأعضاء بالمكتب السياسي على العديد من النشاطات الجوارية والتجمعات الشعبية. وقد سجل رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة والأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، إلى جانب أعضاء المكتب السياسي ووزراء سابقون وحاليون حضورهم خلال أطوار الحملة الانتخابية، حيث كثفت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني من خرجاتها الميدانية عشية اختتام الحملة الانتخابية، من اجل حشد الدعم لمرشحي الحزب لمحليات 23 نوفمبر، مما يؤكد سعيها لتحقيق الأغلبية المطلقة في هذا الرهان الانتخابي الذي يوليه الأمين العام للحزب الدكتور جمال ولد عباس الأهمية الكبيرة.