حث الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي، في تصريح خص به »صوت الأحرار«، البنوك على تخفيف إجراءاتها والعمل بمرونة لمساعدة الشباب البطالين في إنشاء مؤسساتهم المصغرة، معتبرا أن مشكل التشغيل في الجزائر أساسه القاعدة، حيث أن الدولة قامت بوضع آليات مختلفة لتشغيل الشباب، فيما أكد أن تفشي البيروقراطية والرشوة ساهما بشكل كبير في عرقلة تنفيذ هذه الإجراءات. أشار سراي أن حوالي 280 ألف شاب يتقدمون سنويا إلى سوق العمل، من بينهم 50 بالمائة من ذوي الشهادات، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تقديم البنوك تسهيلات لفائدة الشباب، قائلا إن »القضية المطروحة هي ضرورة ضبط الأمور على مستوى القاعدة، أي على مستوى البلديات والدوائر وكذا الولايات، وليس على مستوى القمة«. وأوضح سراي أن هناك إرادة سياسية في دعم تشغيل الشباب من خلال مختلف الصيغ وآليات التشغيل كالوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة، معتبرا أن مكمن الخلل هو في تطبيق هذه الآليات، قائلا إن »الشباب الراغبين في الحصول على قروض بنكية غالبا ما يصطدمون بعراقيل عدة«. وفي ذات السياق تساءل سراي »كيف نطلب من شاب متخرج حديثا من الجامعة إثبات خبرة سنوات من العمل في المنصب المتاح؟«، حيث طالب المتحدث بضرورة الأخذ بيد الشباب من خلال فتح قنوات الحوار وتسهيل ظروف استقبالهم، لأن هذه الشريحة حسب سراي يمكن أن تكون قنبلة موقوتة في أي وقت، إذا لم نعطها فرصة إثبات الذات، وتمكينها من الحصول على فرصة عمل، بعيدا عن العراقيل البيروقراطية. وفي تقديره يرى الخبير سراي أن قطاعات البترول والغاز غير قادرة على احتواء آلاف طلبات العمل، معتبرا أن الاهتمامات بقطاعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والزراعة من شأنه خلق آلاف مناصب الشغل الجديدة، فيما أشار إلى أن برنامج المخطط الخماسي رغم أهميته في بناء الهياكل القاعدية في بلادنا إلا أنه ينشئ مناصب شغل غير دائمة. من جهة أخرى، شدد سراي على أهمية مكافحة الفساد ومختلف الآفات التي تنخر جسد الإدارة، معتبرا أن قضية البيروقراطية أكبر مشكل ورثته الجزائر عن فرنسا الاستعمارية.