أكدت مصادر دبلوماسية تونسية أمس إجراء تعديل حكومي جزئي أقيل بموجبه وزير الخارجية الحالي أحمد ونيس على خلفية التصريحات التي أدلى بها والتي اعتبرت تمجيدا لحقبة نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، واستدعي سفير تونس في لبنان محمد سمير عبد الله لتولي حقيبة الشؤون الخارجية في حكومة تونس الانتقالية. حسب ما كشف عنه مصدر دبلوماسي أمس فإن استهجان الرأي العام التونسي للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية في حكومة الغنوشي أحمد ونيس على قناة نسمة والتي اعتبرت تمجيدا لحقبة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تكون وراء قرار إقالته من على رأس وزارة الخارجية بموجب تعديل وزاري جزئي بادر به الوزير الأول محمد الغنوشي لاحتواء غضب الشارع التونسي. ومعلوم أن تصريحات وزير الخارجية التونسي لم تتوقف عند تمجيد حقبة النظام المخلوع بل ذهب إلى حد التعبير صراحة عن إعجابه بوزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري والقول إنه كان يحلم بمقابلتها. ومعلوم أن أليو ماري كانت تحسب على الرئيس المخلوع وأنها كانت تربطها به علاقة صداقة وكانت تقضي عطلتها في تونس عند بداية الاحتجاجات في سيدي بوزيد، وهو ما أثار حول بعض الجدل في الوسط السياسي الفرنسي حيث طالبته بعض أصوات المعارضة بالاستقالة على خلفية استعمالها للطائرة التي يملكها أقارب للرئيس زين العابدين بن علي في تنقلاتها بين المدن التونسية. ويأتي قرار إقالة وزير الخارجية في حكومة تونس الانتقالية أحمد ونيس الذي يبلغ من العمر 75 عاما، بعد الانتقادات التي وجهت للوزير الأول محمد الغنوشي بهذا الخصوص إلى جانب إضراب موظفي الوزارة واعتصامهم أمام مقرّها وعدم السماح للوزير بالدخول إليها، وبسبب هذه التطورات وموجة الاحتقان التي يشهدها الشارع التونسي قرّر الغنوشي الاستغناء عن خدمات أحمد ونيس واستدعاء سفير تونس في لبنان محمد سمير عبد الله لتولي حقيبة الشؤون الخارجية. وما يزال قرار إقالة أحمد ونيس محل تكتم على مستوى الحكومة التونسية إلى غاية عودة محمد سمير عبد الله من بيروت وتوليه المنصب، ومن المنتظر الإعلان عن القرار في غضون اليومين المقبلين.