تواصلت المظاهرات والاعتصامات اليوم الخميس في تونس العاصمة للمطالبة باستقالة حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي تضم في عضويتها وزراء محسوبين على نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. * ولم تكن إجراءات حظر التجول مانعا للمواطنين القادمين من مختلف مناطق تونس لمواصلة اعتصاماتهم ومظاهراتهم كما أن الأمطار الغزيرة ألمت هاطلة على المدينة وأجواء البرد القارس لم تكن أسبابا تمنع مواطني ولاية سيدي بوزيد وولاية القصرين * من المبيت تحت خيم صغيرة نصبت أمام مقر الوزارة الأولى وبالتحديد تحت مكتب الوزير الأول محمد الغنوشي بحي القصبة العتيق بالعاصمة التونسية. * و بسيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات تظاهر آلاف الأشخاص الخميس 27 للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية التونسية، مرددين "لا لسرقة الثورة، نعم لإسقاط الحكومة"، على ما أفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية. وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد دعا إلى الإضراب. * وتترقب تونس اليوم الخميس تعديلاً وزارياً مهماً لتهدئة غضب الشارع التونسي على الحكومة المؤقتة عقب مشاورات مكثفة استمرت يومين، وذلك بعد أن أصدر القضاء التونسي أمس الأربعاء مذكرة جلب دولية بحق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي. * وأعلن الطيب البكوش المتحدث باسم الحكومة المؤقتة مساء أمس الأربعاء أنه "سيتم الإعلان الخميس عن التركيبة الجديدة للحكومة". * وكان إعلان التعديل الوزراي قد تأخر بسبب خلافات داخلية بشأن حجم التعديل، بحسب ما ذكرت مصادر قريبة من المشاورات. * وبحسب أحد هذه المصادر، فإن رئيس الوزراء محمد الغنوشي قد يكون مستعداً للتضحية بوزراء ثلاثة يتولون وزارات سيادية (الدفاع والداخلية والخارجية)، وكانوا ضمن آخر حكومة في عهد بن علي. * غير أنه يبدو أن الاتحاد العام التونسي للشغل يضغط لإخراج وزيرين اثنين آخرين على الأقل، من فريق بن علي، يتوليان وزارتين تقنيتين، بحسب المصدر الذي طلب عدم كشف هويته.