دعا عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى توخي مزيد من الحذر في التعامل ما يأتي من الخارج، في وقت تنظر فيه بعض الدول إلى ما يحدث في العالم العربي على أساس أنها مختبرات تسعى من خلالها إلى وضع نماذج من الديمقراطية يرونها مناسبة لهم، فيما أشار إلى أهمية تجذير الممارسة الديمقراطية في الجزائر ودعم البناء المؤسساتي بما يضمن الاستقرار ويستجيب للمطالب الشعبية. اغتنم عبد العزيز بلخادم إحياء الذكرى السابعة للتحالف الرئاسي الذي أنشئ سنة 2004، للحديث عن عديد القضايا التي تحتل الصدارة على الساحة السياسية على غرار ما يحدث في عدد من دول العالم العربي، والمسيرات غير المرخصة بالجزائر، وغيرها من القضايا المطروحة بقوة في الفترة الراهنة. ومن هذا المنطلق ذكر بلخادم، بالظروف التي أنشئ فيها التحالف الرئاسي، حيث كان الهدف الرئيسي العمل على تطبيق برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ليوضح أن ما تحقق ليس بالأمر الهين، لأن التحالف في رأيه يكون قد ساعد على إيجاد أرضية وانسجام بين منتخبي الأحزاب الثلاثة على جميع المستويات الانتخابية، مما مكن من تمرير مجموعة من القوانين ساعدت على تقوية دولة المؤسسات، بالإضافة إلى اقتراحات لتجذير الممارسة الديمقراطية في الجزائر ودعم البناء المؤسساتي للدولة. وفي سياق متصل، قال بلخادم، »إننا ومن خلال ما نمثله نعبر عن رفضنا للتدخل الأجنبي في الشأن الجزائري وفي شؤون كل الدول، في وقت نجد فيه كثيرا من الدول تنظر إلى ما يحدث في العالم العربي وأكنها مختبرات تريد وضع نماذج من الديمقراطية يرونها مناسبة لهم ومن خلال الأساليب المستعملة يريدون من مجتمعاتنا أن تتخذ مواقف، يسمونها ديمقراطية«. ودعا بلخادم إلى توخي المزيد من الحذر في التعامل مع كل ما يأتي من الخارج، وذلك موازاة مع العمل على تجذير الديمقراطية والإنصات لمتطلبات الشعب والتفاعل الإيجابي مع متطلباته من إنجاز ما يكفي من السكن وتوفير ما يجب من مناصب العمل، وأكد أهمية انتهاج السبل السلمية للتعبير عن كل المطالب التي تبقى مشروعة بعيدا عن التخريب وفي إطار لقاءات مرخص بها انطلاقا من القوانين التي تبنتها الدولة، ليذكر بأن ما تم اتخاذه من إجراءات في الفترة الأخيرة على مستوى الحكومة دليل على أن رئيس الجمهورية في إنصات مستمر لمتطلبات المواطنين، ناهيك عن الإجراءات التي ستتخذ في الأيام القليلة القادمة. واعتبر بلخادم أن الرهان الحقيقي الذي ينتظر الجزائر في المرحلة المقبلة هو الحفاظ على أمنها واستقرارها، وقال في هذا الصدد »أيدينا على قلوبنا لكي لا تعود الجزائر إلى حالة اللاأمن التي عرفتها في التسعينات، وعليه يجب أن تحل كل المشاكل بالإنصات للشباب، بما يزرع الأمل ويبعد من يريد أن ييئس الشباب الجزائري.