اتفق أعضاء جامعة الدول العربية، أمس، على الدعوة لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا لحقن الدماء في ظل القتال الذي تقوده القوات الموالية للزعيم معمر القذافي ضد معارضيه. قال دبلوماسيون مشاركون في اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إن الوزراء اتفقوا على دعوة مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته بفرض الحظر الجوي، وذكر الدبلوماسيون أن الوزراء اتفقوا كذلك على فتح قنوات اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا لمساعدة الشعب الليبي. وقبل الاجتماع، دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، وأعرب عن أمله في أن تلعب الجامعة العربية دورا في إقامتها، وقال موسى في مقابلة مع مجلة دير شبيجل الألمانية »لا أعرف كيف ستفرض المنطقة أو ما الجهة التي ستفرضها، هذا يبقى قيد النظر. الجامعة العربية بوسعها كذلك أن تلعب دورا، وهذا ما سوف أوصي به«. وقال إنه يتحدث عن تحرك إنساني، يتعلق، بالإضافة إلى منطقة الحظر الجوي، بدعم الشعب الليبي في معركته من أجل الحرية في مواجهة نظام يزداد تغطرسه. وقبل الاجتماع كذلك، طالب المجلس الوطني الانتقالي المعارض الجامعة العربية بفرض منطقة حظر جوي في ليبيا من أجل وضع حد لإراقة الدماء هناك. وجاء المطلب في رسالة سلمتها بعثة من المعارضة الليبية للأمين العام للجامعة. وكانت الجزائر قد دعت إلى وقف فوري للعنف في ليبيا وفسح المجال أمام حوار وطني مفتوح وبدون شروط يسمح للشعب الليبي بالبحث عن الحلول التي تتماشى مع تطلعاته وطموحاته وتضمن سلامته ووحدته الترابية. وأعرب وزير الخارجية مراد مدلسي في تدخله خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية عن انشغال الجزائر العميق إزاء ما يجري في ليبيا من »تصاعد حدة التوتر وانسداد سبل الحوار«. وقال مدلسي إن »الوضع لخطير، وما يحدث في ليبيا يتجاوز المأساة التي يكابدها الأشقاء في ليبيا من قتل ودمار إلى تدفق أعداد هائلة من النازحين على الحدود مع الجزائر وكافة دول الجوار وما ترتب عنها من معاناة«. وأكد أن الانفلات الخطير الذي تشهده ليبيا والذي يتميز بتداول غير مسبوق للأسلحة يمثل »تهديدا مباشرا للسلم والأمن في المنطقة« مذكرا أن الجزائر تنضم إلى المجهودات المبذولة من قبل المجتمع الدولي والتي ترمي إلى وقف فوري للعنف بما يضمن عودة الأمن والاستقرار لهذا البلد. وأشار مدلسي في هذا الصدد إلى نتائج اجتماع 2 مارس الذي عبّر فيه وزراء الخارجية العرب عن الرفض القاطع لكل أشكال التدخل الأجنبي وضرورة التنسيق المستمر والمتواصل مع الهيئات المختصة للاتحاد الإفريقي وخاصة في ضوء الموقف البناء الذي اتخذه هذا الاتحاد في اجتماعه أول أمس. وحول موضوع »فرض حظر جوي على ليبيا« الذي هو بصدد المناقشة لأول مرة على مستوى مجلس الجامعة العربية قال وزير الخارجية أن هذا الأجراء »يعد من اختصاصات مجلس الأمن الدولي وحده دون غيره ولا يمكن أن يتم بأي حال من الأحوال خارج هذا الإطار ووفقا للآليات والإجراءات التي أقرها ميثاق الأممالمتحدة«، مشيرا إلى »أن مجلس الأمن قد أكد في لائحته رقم 1970 الصادرة تحت الفصل السابع بتاريخ 26 فيفري 2011 إدراكه لمسؤوليته الرئيسية في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين«. وأكد مدلسي على ضرورة أن يتوج هذا الاجتماع بموقف مناسب مع تطور الأوضاع التي تشهدها ليبيا. ولهذا الغرض يضيف الوزير »يتعين على مجلسنا أن يوجه دعوة لليبيين سلطة ومعارضة للوقف الفوري للعنف وتغليب لغة الحوار لحل مشاكلهم فيما بينهم من أجل عودة الاستقرار والأمن والاستجابة إلى التطلعات المشروعة للشعب الليبي«. كما أضاف الوزير أنه »يتعين على اجتماع اليوم أيضا تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق والاطلاع على الأوضاع في ليبيا وتقديم تقرير شامل لاجتماع وزراء الخارجية القادم«.