وقعت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراكأ أول أمس، اتفاقات تجارية للتموين بالغاز الطبيعي مع شركائها الإسبان »سيبسا انديسا ايبردرولا« والفرنسي »جي دي اف سويز« تتضمن حجما سنويا إجماليا ب 8 ملايير متر مكعب في العام التي سيتم تسليمها عبر أنبوب ميدغاز، وجرى حفل التوقيع على الاتفاقات التي تغطي مدة عشرين سنة وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي الذي أعلن بالمناسبة عن التشغيل التجاري لأنبوب نقل الغاز ميدغاز ابتداء من أمس. وتقدر تكلفة ميدغاز الرابط بين بني صاف على الساحل الجزائري والميريا باسبانيا بحوالي 900 مليون اورو، كما تملك سوناطراك أسهما بقيمة 36 بالمئة في هذا الأنبوب وسيبسا وايبردرولا 20 بالمئة وانديسا وجي دي اف 12 بالمئة. ويرى يوسفي أن إبرام هذه الاتفاقات يسمح للجزائر بتعزيز دورها كممون قار وجدير بالثقة للغاز الطبيعي نحوأوروبا ،وقال في كلمة ألقاها في حفل التوقيع علي الاتفاقات »إن الجزائر برهنت دائما علي أنها شريك جدير بالثقة وأنها كانت دائما وفية لالتزاماتها«. واعتبر الوزير أن توقيع هذه الاتفاقات يشهد علي عمق العلاقات الاقتصادية والسياسية القائمة بين الجزائروإسبانيا والبلدان الأوروبية الأخرى، كما أبرز يوسفي الأهمية التي يكتسيها الغاز الطبيعي في تلبية احتياجات في مجال الطاقة لاسيما بالنسبة للأجيال الصاعدة مذكرا أن الجزائر فضلت دائما إبرام اتفاقاتها بعقود طويلة الأجل وتامين شركائها من هذه المادة الحيوية. وركز الوزير في هذه السياق على الرهانات التي ينبغي علي الجزائر أن ترفعها والمتمثلة خاصة في مضاعفة احتياطاتها من المحروقات وخاصة الغاز، معتبرا أن البلاد لديها إمكانات ضخمة من هذه المادة. من جهته، أشار الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك نورالدين شرواطي إلى خصوصية هذه الاتفاقات خاصة وان تسويق الغاز الطبيعي سيتم من قبل سوناطراك نفسها في السوق الاسبانية. وأشار المسؤول الأول للشركة الوطنية للمحروقات إلى أن الشركة عززت موقعها كفاعل مباشر في السوق الاسبانية للغاز الطبيعي من خلال التوقيع على الاتفاق التجاري مع فرعها المستقر بإسبانيا سوناطراك غاز كومارثياليثادورا. وأوضح شرواطي أن الجزائر صدرت لحد الآن نحو1000 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المميع أساسا نحو إسبانيا وايطاليا وفرنسا. وأكد يقول أن أنبوب الغاز الذي يربط مباشرة بين الجزائروإسبانيا أنجز في أعماق البحر )أكثر من 2000 م( مما يعد إنجازا تقنيا، معربا لدي ريبيرولييس عن ارتياحه للمساهمة في انجاز هذا المشروع معتبرا أن الغاز الطبيعي يلعب دورا أساسيا في مجال الطاقة. وأشار الرئيس المدير العام لمجمع »جي دي اف سويز« دوجر إلى الأهمية الاستراتيجية لأنبوب الغاز بالنسبة للجزائر وأوروبا مركزا على متانة الشراكات التي تربط بين مجمعه وسوناطراك. وللإشارة، تعد الاتفاقات التجارية المبرمة كتابة جديدة لبروتوكولات الاتفاقات المبرمة بين 2005 و2006 قبل الحكم النهائي للاستثمار المتخذ في ديسمبر 2006 لإنجاز أنبوب غاز ميدغاز، الذي يعد المسلك الثالث لتصدير الغاز الطبيعي الجزائري نحو أوروبا بعد أنبوب غاز ترانسميد الرابط بين الجزائر وإيطاليا و»جي آم آو« مع إسبانيا. ودخل أنبوب الغاز ميدغاز الرابط بين الجزائروإسبانيا عبر حوض المتوسط حيز الخدمة بعد تشغيله التجاري نهار أمس الجمعة. ويأتي ذلك بعد شهر من تشغيل هذا الربط بالغاز الطبيعي أجرته في الفاتح مارس بعين تيموشنت مجموعة سوناطراك بعد مسار طويل من التجارب التقنية والأمنية والبيئية انتهت في نوفمبر 2010.