قال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إن على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح البدء الآن في عملية انتقال سلمي للسلطة وفق جدول زمني، وهو ما كان صالح قد أشار إلى أنه لا يعارضه. ويأتي ذلك في حين نقلت »نيويورك تايمز« عن مسؤولين أمريكيين وآخرين يمنيين أن الولاياتالمتحدة غيرت موقفها »المحابي« للرئيس اليمني. وعبر كارني عن قلق بلاده من أنه »خلال فترة الاضطرابات السياسية قد تحاول القاعدة وجماعات أخرى استغلال فراغ السلطة«. وأضاف »لهذا السبب نحث الرئيس صالح على تطبيق ما تحدث عنه سابقا والبدء الآن بالحوار السياسي لنقل السلطة وفق جدول زمني«. وحسب المسؤول الأمريكي فإن التعاون على محاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لم يكن يوما يتركز على شخص الرئيس اليمني. وفي وقت سابق من يوم الاثنين نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين أن الولاياتالمتحدة -التي طالما أيدت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حتى في وجه الاحتجاجات الأخيرة التي عمت البلاد- غيرت موقفها بهدوء وتوصلت إلى أنه من غير المحتمل أن يقوم صالح بإحداث الإصلاحات المطلوبة في اليمن، وأنه يجب تسهيل خروجه من السلطة. وحسب أولئك المسؤولين فإن إدارة أوباما حافظت على تأييدها للرئيس صالح سرا وأحجمت عن انتقاده مباشرة في العلن، حتى بعد قيام مؤيديه بإطلاق النار على المتظاهرين المسالمين لأنه كان يعتبر حليفا مهما في التصدي لفرع تنظيم القاعدة الموجود في اليمن. ووفق الصحيفة فإن هذا الموقف أثار انتقادات للولايات المتحدة في بعض الأماكن ووصف بالنفاق »على خلفية ضغطها من أجل طرد حاكم ليبيا المستبد بينما لم تفعل شيئا مع حلفائها الإستراتيجيين مثل اليمن والبحرين« حسب تعبير الصحيفة. لكن هذا الموقف بدأ بالتغير الأسبوع الماضي كما قال مسؤولون بالإدارة الأميركية. ورغم أن المسؤولين الأمريكيين لم يضغطوا علنا من أجل رحيل صالح فإنهم أبلغوا الحلفاء بأنهم يرون الآن تمسكه بالسلطة أصبح واهيا وأنه ينبغي أن يرحل. وقال مسؤول يمني إن الموقف الأمريكي تغير عندما بدأت المفاوضات مع صالح على شروط رحيله المحتمل قبل أسبوع ولم تعلن لأن المفاوضات كانت ما زالت مستمرة. وتتركز تلك المفاوضات الآن على مقترح لصالح بتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية يقودها نائبه حتى انعقاد انتخابات جديدة. وقال المسؤول اليمني إن هذا المبدأ متفق عليه لكن الأمر يتوقف على التوقيت والآلية التي سيرحل بها. لكن الأمر يظل محل نزاع، كما قالت الصحيفة، بين المحتجين الذين رفضوا أي اقتراح يمنح سلطة لمسؤول قيادي في حكومة صالح. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أنه من غير الواضح كون الولاياتالمتحدة تناقش حاليا خروجا آمنا لصالح وأسرته إلى بلد آخر. لكن يبدو أن هذا هو توجه المباحثات في العاصمة صنعاء. وبالنسبة لواشنطن فإن مفتاح رحيله سيكون بتنظيم نقل السلطة بطريقة تمكن من استمرار عملية مكافحة الإرهاب في اليمن. وأشار مسؤول في الإدراة الأمريكية إلى هذا الأمر الأسبوع الماضي بقوله إن المواجهة بين الرئيس صالح والمحتجين كان لها تأثير عكسي مباشر على الموقف الأمني في أنحاء البلد. وقال إن »جماعات من أطياف مختلفة -القاعدة والحوثيين وعناصر قبلية وانفصاليين- يستغلون الاضطراب السياسي الحالي والانشقاقات البارزة داخل الجيش والأمن لتحقيق مآربهم« على حد تعبير المسؤول الأمريكي.