دعا أمس الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى التعامل بحذر مع الحراك الذي يعرفه الشارع الجزائري، وقال إن عدم التعاطي مع الاحتجاجات المطلبية يقود إلى الاحتقان الذي قد تكون له إسقاطات سياسية، متسائلا عن خلفيات التحرك المفاجئ بعد سبات طويل في المنطقة العربية وانتقال عدوى ما يسمى ثورة أو تمردا، من بلد إلى آخر. ألقى الوضع الإقليمي بضلاله على خطاب الأمين العام للأفلان أمس أمام نواب حزبه، واحتمالات تأثير ما يجري في المنطقة على الوضع في الجزائر، وقال إن اختلاف الوضع في الجزائر التي عرفت خلال الخمسين سنة من عمر الاستقلال 7 رؤساء، أربعة منهم على قيد الحياة ويلتقون فيما بينهم، لا يعني أنها في مأمن مما يجري حولها. وتساءل بلخادم صراحة عن خلفيات ما تعيشه المنطقة العربية وإن كان هذا الغضب الشعبي الذي ينتقل من بلد إلى بلد بعد سبات عميق أمرا عاديا، مشددا على ضرورة البحث عن خلفيات ما يجري من عنف ممنهج بعيدا عن نظرية المؤامرة، ومشيرا إلى أن ما يجري له علاقة بمخابر صناعة الوعي والرأي وما يسوق من أخبار وكذا كيفية تسويقها. وبالعودة إلى ما عرفته المنطقة العربية من حراك سياسي وشعبي، توقف بلخادم عند وصف هذا الحراك إن كان انتفاضة أو ثورة أو تمردا، قائلا »قبل تحديد الوصف يجب العودة إلى مدلول الكلمات« ، وأشار إلى أن مصطلح الثورة في الجزائر يحمل صبغة التقديس لأن المرجعية هي الثورة التحريرية ، ولأن الثورة لها قيادة ومضمون وأهداف، موضحا في المقابل أنه لا يقلل من شأن ما يقوم به الآخرون وهم أسياد في تسميته بما يشاءون، لكن في الجزائر ظل خروج الشباب إلى الشارع في أكتوبر 1988 يحمل مسمى أحداث أكتوبر ولم يصطلح عليها أحد اسم ثورة رغم أنها أخرجت الجزائر من نظام الأحادية الحزبية إلى التعددية ومن الاقتصاد الموجه إلى الاقتصاد الحر وحملت الجزائر من حال إلى حال بعد نزول الشعب إلى الشارع لإحداث التغيير. وعن الوضع الراهن في الجزائر التي تعيش على وقع الاحتجاجات المطلبية، دعا بلخادم إلى التعامل معها بايجابية وعدم الاستخفاف بها لأنها قد تتحول إلى احتقان يقود إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة في ظل اهتمام بعض الجهات بما يجري في الجزائر والتي كانت مرشحة من وجهة نظرها نهاية جانفي الفارط وبداية فيفري لأن تكون على رأس قائمة المعنيين بهذا العنف الممنهج، وظلت غصة في حلقهم أن الجزائر لم تلتحق بالقائمة وظلت محافظة على استقرارها، هذا الاستقرار ربطه المتحدث بمستوى الوعي وسط المواطنين وكذا بالمحن التي عاشها الشعب الجزائري خلال السنوات العجاف.