يجتمع اليوم عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بنواب الكتلة البرلمانية للحزب لفتح النقاش معهم حول الوضع في الولايات والتباحث حول التقارير التي طلبها بلخادم لتحديد أسباب احتقان الشارع والدوافع الحقيقية للاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها بعض الولايات. وكان الأمين العام للأفلان قد شدد على نواب الحزب في آخر لقاء جمعه بهم قبل أسبوعين على ضرورة التوقف عند الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها الجزائر مؤخرا، ومحاولة استخلاص الدروس والعبر مما حدث، بتحليلها والبحث عن أسباب ودوافع الاحتقان وسط المواطنين، لأن السياق الذي حدثت فيه الاحتجاجات الأخيرة من وجهة نظر بلخادم يختلف جملة وتفصيلا عن السياق الذي كانت تعيشه الجزائر عشية أحداث 5 أكتوبر 1988، معتبرا أن التهاب أسعار مادتي السكر والزيت ليست السبب الحقيقي للاحتجاجات. كما استثنى بلخادم في قراءته لما حدث أن تكون عدوى الاحتجاجات انتقلت من الأشقاء في تونس، على اعتبار أن الاحتجاج وقطع الطرقات في الجزائر تكاد تكون ممارسة يومية، وأضاف أن القائلين بنظرية العدوى أثبتوا أنهم لا يعرفون نفسية الشعب الجزائري الذي مرّ بالتجربة قبل 23 سنة . ولقراءة أعمق للاحتجاجات طلب بلخادم من نواب الحزب النزول إلى القواعد وموافاته وعلى وجه السرعة بتقارير معاينة وافية عن الوضع في الولايات والمشاكل والانشغالات التي تعانيها كل فئة سواء الشباب أو النساء أو الفلاحين أو المستثمرين، كما طلب أن تتضمن التقارير مقترحات حول كيفية تسوية ومعالجة المشاكل المطروحة وكذا الممارسات التي يجب محاربتها وتلك التي تثير شغب المواطنين، وقال بلخادم إن قيادة الأفلان وانطلاقا من هذه التقارير ستعد وقد رفع النواب تقاريرهم في غضون الأيام القليلة الماضية لقيادة الأفلان التي ستعتمد عليها لإعداد وثيقة خاصة عن انشغالات المواطنين في الجزائر العميقة والحلول المقترحة سترفع للمسؤولين عن اتخاذ القرار، على أن يفتح اليوم النقاش معهم حول رؤيتهم للأوضاع وطريقة التعامل معها باعتبارهم ممثلي الشعب ويحملون همومه. كما ينتظر أن تكون انتخابات التجديد النصفي لأعضاء المجلس الدستوري المنتظرة بعد غد الثلاثاء بالغرفة البرلمانية السفلى والتي رشح لها الأفلان النائب محمد ضيف، محل نقاش في لقاء اليوم الذي سيجمع بلخادم بالكتلة البرلمانية.