بحث الرئيسان السوري بشار الأسد والفلسطيني محمود عباس مفاوضات السلام في الشرق الأوسط والسبل الكفيلة لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، فيما تضاربت الأنباء إزاء احتمال عقد لقاء بين عباس وقادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق. ولدى وصوله إلى دمشق، أعلن عباس -الذي استقبله وزير الخارجية السوري وليد المعلم- أن "زيارته إلى سوريا تأتي في إطار التشاور والبحث حول القضايا التي تهم الجانبين ومن بينها "القضايا السياسية والمفاوضات والتهدئة في قطاع غزة والمبادرة الفلسطينية من أجل الوحدة الوطنية" بالإضافة إلى العلاقات الثنائية. ورفض أبو ردينة القول ما إن كان الرئيس عباس سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أو أيا من قادة الفصائل الفلسطينية الموجودين في دمشق رغم التكهنات التي أشارت إلى أن عباس قد يلتقي قادة الفصائل مجتمعين أو كلا على حدة. وانتقد مصدر بحماس في العاصمة السورية "رفض" عباس مقابلة قادة الحركة المقيمين في سوريا وخصوصا خالد مشعل. وفي تصريح له أشار الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة إلى أن المعلومات التي نفت احتمال عقد أي لقاء بين قادة الفصائل الفلسطينية والرئيس عباس غير دقيقة. وقال حواتمة إنه سبق له أن التقى قبل أيام الرئيس عباس في العاصمة الأردنية حيث اتفقا على مواصلة الاتصالات واللقاءات مع كافة الفصائل الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة. وألمح حواتمة في حديثه إلى احتمال عقد لقاء جماعي يضم كافة قادة الفصائل الفلسطينية الموجودين في دمشق مع الرئيس عباس بعد انتهائه من المحادثات الرسمية مع الرئيس بشار الأسد. واعترف حواتمة بوجود ما سماه "فيتو" أمريكي وإسرائيلي على عقد مثل هذا اللقاء ملمحا إلى وجود معارضة عربية استنادا إلى حسابات دولية وإقليمية محددة. وتعليقا على التصريحات التي أدلى بها نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس عباس السبت الماضي عندما نفى احتمال عقد أي لقاء بين الرئيس وقادة الفصائل الفلسطينيةبدمشق، عزا حواتمة ذلك إلى ما سماه فوضى التصريحات الإعلامية لبعض قادة الفصائل إزاء لقائه الرئيس عباس. وقال حواتمة إن هذه التصريحات أثارت جوا من البلبلة والفوضى لا ضرورة لها على الإطلاق لا سيما في إطار الجهود المبذولة لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني. وكانت مصادر في دمشق نقلت عن مصادر سورية توقعاتها باحتمال أن يعقد الرئيس عباس لقاءات منفردة مع قادة الفصائل الفلسطينية كل على حدة، أو لقاء عاما يضم جميع القادة. وأضافت نفس المصادر، نقلا عن مراقبين متابعين للزيارة أن الفشل في تحقيق هذا اللقاء سيضع زيارة الرئيس عباس في خانة النتائج المتواضعة لأنها ستعزز الاعتقاد السائد بأن الجهود الرامية لتسوية الانقسام الداخلي الفلسطيني لا تزال متعثرة دون أي تقدم. وكان الرئيس عباس وصل إلى العاصمة السورية أمس على رأس وفد رسمي يضم أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بينهم تيسير خالد عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعبد الرحيم ملوح عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة- إضافة إلى رئيس الوفد المفاوض أحمد قريع.