جدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لدى توجيهه رسالة لكافة العمال الجزائريين بمناسبة عيدهم العالمي، أمس، خلال الاحتفالات الرسمية التي احتضنتها ولاية سطيف، تعهده بمواصلة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي باشرها منذ توليه الحكم، والقائمة على أساس أن العمل حق أساسي للإنسان ولا يزال الكثير محرومين منه في الجزائر رغم كل المجهودات التي قللت من معدل البطالة إلى أقل من 10 بالمئة والتي تبقى حسب الرئيس معضلة حقيقية لا بد من معالجتها. وقد جاءت كلمة الرئيس التي تلاها بالنيابة عنه محمد بوغازي مستشار لدى رئاسة الجمهورية، بجامعة فرحات عباس بسطيف خلال مراسيم الاحتفال الرسمي بذكرى عيد العمال الذي اختيرت ولاية سطيف لاحتضانه لاعتبارات تاريخية كانت فرصة حسب ممثل الرئيس لاستذكار الأمجاد، وكمنبر قدم من خلاله الرئيس بوتفليقة رسالة تقدير وثقة وتحية لكافة العمال الجزائريين، مشيدا بقيم العمل السامية للرقي الجماعي. وعاد الرئيس خلال كلمته، للتذكير بالإصلاحات الأخيرة التي اتخذها في إطار سياسة دعم الاقتصاد الوطني من خلال تبني منهج اقتصادي قائم على دعم الاستثمار من خلال المساهمة في تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإعطاء الأفضلية للمؤسسات العمومية وتوسيع آليات دعم الشباب، فضلا عن إعادة تقويم الأجور من خلال الارتفاع المحسوس لها والتي جاءت كثمار الريع وتحسن الاقتصاد الوطني والتخلص من المديونية الخارجية. وعن الرهان المستقبلي، أكد رئيس الجمهورية في رسالته، أن الحفاظ على المكتسبات الحالية وتثمينها وتطويرها مرتبط بمدى توفر عنصر الإنصاف ومساهمة الإدارة في محاربة الآفات البيروقراطية والإسراع والتعمق في تنفيذ تلك الإصلاحات ومعالجة المشاكل من خلال آلية تمثيل مهني ونشاط نقابي قائم على مبدأ حب الوطن المشترك، وقد أكد بوتفليقة أن هذه المقتضيات كلها أهداف تشكل المرحلة الجديدة من الإصلاحات والتي عرضها على الأمة من خلال خطابه الأخير، بهدف إعادة تنظيم الحياة السياسية في البلاد، إلى جانب محاربة التجاوزات والفساد وإعادة الاعتبار للعامل، معربا في نهاية رسالته عن يقينه بوعي العمال بالرهانات المستقبلية وحرصهم على المسعى الجماعي وصون الروح الوطنية.