حسب رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى العمال في عيدهم العالمي، والتي قرأها ممثله الشخصي، المستشار الدكتور بوغازي محمد، أمس أمام أزيد من 4 آلاف عامل بجيجل، خلال الاحتفالات الرسمية التي احتضنتها هذه السنة ولاية جيجل، عقد الرئيس العزم على إشراك العمال من خلال التنظيمات النقابية خلال المرحلة المقبلة وبصفة أشمل وأكثر انتظاما في إعداد كافة القرارات التي قد يكون لها أثر بطريقة أو بأخرى على عالم الشغل• وجاء في الرسالة أن ''العمال الجزائريين، رجالا ونساء، كانوا في السنوات الماضية سندا لسياستنا المتوخية أساسا استرجاع السلم المدني والاستقرار، فبفضل نضجهم وحسّهم المدني استطعنا استعادة التوافق الوطني على أوسع نطاق وتجديد العهد بالتوازنات المالية الكبرى وتنفيذ برامج ضخمة''• وتطرق رئيس الجمهورية في رسالته إلى مسألة حماية العمال، والتي قال بأن الدولة ستخصها بعناية كاملة، بحيث أن العمل المأجور غير المصرح به الذي يلحق ضررا كبيرا بآلاف العمال المحرومين بالخصوص من حقهم في الحماية الاجتماعية والتقاعد والذين لا يستفيدون في بعض الأحيان من تغطية الضمانات القانونية الخاصة بصون سلامتهم البدنية، يشكل ممارسة ستتولى الدولة محاربتها بلا هوادة، مضيفا أن مقتضيات التأقلم مع الظروف الجديدة التي طرأت على الاقتصاد العالمي أدت إلى بعض المرونة في قانون العمل، تهدف بالخصوص إلى تخفيف القيود على المؤسسات، لكن ذلك لا ينبغي أن يعني تراجع الدولة عن دورها في حماية العمال وسيتم تعزيز مصالح الدولة المختصة حتى يتسنى لها تولي مهمة السهر على ذلك بكل صرامة• كما ثمن رئيس الجمهورية العمل، موضحا مسعاه إلى تكريس الجهد والاستحقاق وحدهما للترقية الاجتماعية، كما توعد بالقضاء على كل أساليب المحاباة والتجاوزات التي غالبا ما تسهم في تثبيط الهمم على المستوى المهني، وفي إشاعة الإحباط الاجتماعي، إضافة إلى القضاء على آفات المضاربة والتطفل الاجتماعي• وأكد على أن ''تحسين القدرة الشرائية يشكل بعدا أساسيا لظروف العمل وسيكون مبعثا للانشغال الدائم في نشاطنا العمومي''• وتقدم رئيس الجمهورية بتهانيه للعمال في عيدهم، لا سيما وأن عمال الجزائر، كما قال، كانوا دوما على درجة عالية من الوعي بالرهانات الوطنية ووقفوا دائما في التجند ورص الصفوف استجابة للواجب الوطني كلما دعاهم، على الرغم مما كابدوه من صعوبات وعوائق في المحطات التي تخللت تاريخنا، وأنهم يقدرون أهمية دورهم في المرحلة المقبلة التي قد تصبح مرحلة التقدم الحاسم على نهج تنميتنا•