شارك أمس آلاف الأطباء المقيمين في »اعتصام الحداد«، الصامت، الذي نظموه أمام المدخل الرئيسي لمقر وزارة الصحة، وهم يرتدون مآزرهم البيضاء، وعلى سواعدهم شارات سوداء، تعني مثلما فسرها أحد ممثليهم وفاة القطاع، واستمرار حالة السخط والغضب والتذمّر، التي هم عليها، ويأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه الوزير أمس عن تقاضي الأطباء المختصين الجدد المُعينين بالهضاب، وبالجنوب والمناطق المعزولة لمبلغ شهري يفوق 80 ألف دينار. نظّم أمس الأطباء المقيمون اعتصاما وطنيا أمام المدخل الرئيسي لوزارة الصحة، أطلقوا عليه اسم »اعتصام الحداد«، شارك فيه آلاف الأطباء، الذين قدموا من مختلف الولايات، وهم يرتدون المآزر البيضاء، وعلى سواعدهم الشارات السوداء، تعبيرا منهم مثلما قال أحد ممثليهم عن الحالة المأساوية التي يعيشها القطاع منذ سنوات، وتواصل حالة الغضب والسخط والتذمّر التي هم عليها. ويأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه أمس وزير الصحة الدكتور جمال ولد عن الراتب الشهري الذي أقرّته وزارة الصحة للأطباء المختصين الجدد، الذين سيمارسون عملهم بالهضاب العليا، والمناطق المعزولة، ومناطق الجنوب، وهو وفق ما قال يقدر بمبلغ يفوق 80 ألف دينار شهريا. وخلال إشرافه أمس على عملية تعيين الأخصائيين، التي قال عنها أنها جرت في شفافية تامة واختيار ديمقراطي حسب الترتيب، وبطاقة الاختيار، واحتياجات كل منطقة، أوضح الوزير أكثر، وقال: أن الراتب الجديد للأخصائيين الجدد يصل إلى 84 ألف دينار، مقابل 44 ألف دينار سابقا، وتُضاف حسب ما أضاف له إجراءات تحفيزية مالية هامة، إلى جانب توفير المصالح التقنية بالمؤسسات الاستشفائية، لتسهيل المهمة على هؤلاء الأخصائيين، حتى يقدموا خدمات ذات نوعية للمواطنين. ونشير إلى أن وزارة الصحة قدمت أمس للدفعة الجديدة من الأخصائيين، البالغ عددهم 1126 أخصائي التزامات قوية بتوفير السكنات الوظيفية، وقالت أن هذا يتمّ بعد الاتفاق مع رؤساء الدوائر والولاة، ويُشكل هؤلاء الأخصائيون الجدد فرقا طبية متعددة الاختصاصات بالمناطق التي سيوفدون إليها. وحسب وزارة الصحة دائما، فإن هناك دفعة أخرى من 850 أخصائي هي في طريقها إلى التخرج شهر جويلية القادم. وحسب الدكتور رضوان بن عمر أحد المتحدثين باسم التكتل المستقل للأطباء المقيمين، فإن الأخصائيون الجدد اُلزموا أمس بالتوقيع على تعييناتهم هذه، واكتملت التمثيلية بحضور التلفزيون وتصوير الحدث للتفاخر به، وهذا الاعتصام هو أيضا رد صريح مثلما قال على الفشل الذي أنتجته اللجنة التي نصبها وزير الصحة، لدراسة مطلب إلغاء إلزامية الخدمة المدنية، والتي أطلق عليها اسم » لجنة العقلاء«،وقال الدكتور رضوان أن أعضاء هذه اللجنة أحضرتهم الوزارة على مقاسها، و كلفتهم بتحقيق هدفين اثنين، أولهما التهديد والترهيب، وثانيهما تسييس الحركة الاحتجاجية. واستغرب رضوان من تصريحات نواب برلمانيين عن تمنراست والمنيعة أعضاء في اللجنة، واعتبرها خطيرة وفيها مزايدات، وألفاظ تهدد السيادة الوطنية، حين قالوا: أن إلغاء الخدمة المدنية يعني تهديد الجزائر بسيناريُو ما وقع في السودان، وأنهم على استعداد لجلب الأطباء من مالي والنيجر بأموال البترول في حال تلقيهم الضوء الأخضر من السلطات العمومية ، وعن هذه التصريحات قال الدكتور رضوان: هذا يؤكد بوضوح أن هؤلاء الأعضاء لم تأت بهم وزارة الصحة من أجل إيجاد حل للتكفل بالمريض في المناطق الصحراوية والنائية، وإنما من أجل إرضاء سياسة الأرقام التي تنتهجها ،. وحسب محدثنا، فإن ممثلي الأطباء المقيمين في المجلس المستقل سيجتمعون نهاية الأسبوع الجاري في مدينة تلمسان لإقرار شكل الحركة الاحتجاجية المقبلة، واستفتاء البت في مسألة الخدمة المدنية.