أكد عبد الحميد سي عفيف، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني مكلف بأمانة العلاقات الخارجية والجالية، أن الأفلان يواجه في هذه المرحلة تحديين أساسيين، وهما المشاركة الفعلية والقوية في المشاورات السياسية التي باشرتها هيئة عبد القادر بن صالح بأمر من رئيس الجمهورية من خلال تقديم مقترحات واضحة تسهم في إنجاح وتفعيل الإصلاحات، أما التحدي الثاني فهو الاستعداد للاستحقاقات السياسية المنتظرة في سنة 2012، لتكريس قوة وتموقع الحزب وتعزيز مكانته كقوة سياسية أولى في البلاد. وأضاف سي عفيف خلال لقاء تحسيسي، جمعه بعدد كبير من مناضلي الحزب بالبليدة مساء أمس بقاعة المتيجة ببلدية بوفاريك، بحضور عضوي اللجنة المركزية محمد يسعد وقسوم رابح، ورئيس المجلس الشعبي الولائي رابح طايبي، أن الأفلان ذي التاريخ والتجربة والتجذر الجماهيري، هو صاحب الفعل السياسي الحقيقي في البلاد، وأن الموعد سيكون في الانتخابات المحلية والولائية والبرلمانية المقبلة. وتحدث في السياق ذاته على اهتمام القيادة السياسية لحزب جبهة التحريرالوطني بفئتي الشباب والمرأة، ودليل ذلك- كما قال- تواجدهما القوي في العديد من مكاتب قسمات الحزب التي تم تجديدها في الآونة الأخيرة، وكذا تواجدهما في مكاتب المحافظات التي جرت في أجواء ديمقراطية وفي شفافية تامة، احتراما لإرادة القواعد النضالية وتجسيدا للتوصيات التي صدرت عن المؤتمر التاسع للحزب. وفي الإطار ذاته تحدث عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني عن رؤية الأفلان للإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية في خطابه الأخير للأمة، وما تلاها من قرارات خلال مجلس الوزراء الأخير، كما شرح رؤية الحزب لمشاريع القوانين قيد الإعداد، سيما قانون الجمعيات والأحزاب، وقانون الانتخابات وقانون الإعلام وغيرها من الآليات التي تهدف إلى إصلاح سياسي فعلي وعميق، يسهم في تعزيز الممارسة الديمقراطية وتكريس الإرادة الشعبية. وفي سياق ذي صلة، أكد عضو المكتب السياسي إن الأفلان كان سباق إلى الدعوة إلى الإصلاح، تجاوبا منه مع مطالب الشعب، ويكفي للتدليل على ذلك دعوة الحزب إلى تعديل شامل ومعمق للدستور وكذا تنصيب أفواج العمل التي قدمت مساهمات ملموسة بالنسبة إلى قوانين الانتخابات والأحزاب والبلدية والولاية، وهو ما يؤكد حرص الأفلان على التكيف مع الحراك الاجتماعي والسياي الذي تعيشه البلاد. يرفض الحوار في الشارع وأنه يعمل وفق الطرق القانونية والشرعية، طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، مشددا في هذا السياق على أن اللجنة المركزية هي الإطار الشرعي والقانوني لكل حوار بين قياديي الحزب، وعلى الذين يروون أن لديهم ما يقولونه أن يعلموا بأن دورة اللجنة المركزية مفتوحة أمامهم، لإبداء آرائهم واعتراضاتهم وكذا كل ما يتصورونه لمستقبل الحزب، بكل حرية. وندد سي عفيف بالممارسات التي تحاول الإساءة للحزب والمساس بصورته وتقسيم صفوفه، واصفا إياها بالعمل المذموم الذي لا يخدم الأفلان ولا يشرف القائمين به، الذين يعمدون إلى ضرب وحدة الحزب واستقراره. وفي سياق متصل، أكد سي عفيف ضرورة تجند مناضلي الحزب، باعتباره الحزب الأقوى على الساحة السياسية، خاصة في ظل مباشرة المشاورات حول الإصلاحات التي أعلنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فيما يتصل بتعديل الدستور، بالإضافة إلى قوانين الانتخابات والأحزاب وقانون الإعلام، حيث ينبغي أن تتركز الجهود في هذا الظرف بالذات على إنجاح تلك الاصلاحات وتفويت الفرصة على كل الذين يريدون أن يزجوا بالبلاد في متاهات الفوضى والعنف، متسائلا بقوله إننا ندرك أهداف الذين جعلوا أيام السبت مواعيد لهم وكذا الذين يسايرونهم في هذا المنوال. وبعد أن نوه عبد الحميد سي عفيف بكل المجهودات التي يقوم بها الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم فيما يتعلق بإرادته في دمقرطة الحزب وتفعيل دوره في الساحة السياسية وحرصه الكبير على تثمين إرادة المناضلين، أكد أن كل المناضلين يقفون وراء حزبهم ويلتفون وراء قيادتهم المنبثقة عن المؤتمر التاسع، الذي وصفه بالمؤتمر الناجع بكل المقاييس، إذ أسس لمرحلة جديدة، قوامها وحدة المناضلين وشرعية الهياكل القاعدية. وفي الأخير دعا عضو المكتب السياسي مناضلي محافظة البليدة، ومن خلالهم كل المناضلين، إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود لإنجاح الإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية والاستعداد للاستحقاقات المقبلة التي محكوم على الأفلان أن يكسبها عن جدارة واستحقاق.