اعتبر السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي في حوار خص به »صوت الأحرار« أن ادعاءات المغرب بإرسال جبهة البوليساريو مرتزقة للقتال بجانب قوات القذافي في ليبيا، نوعا من التودد إلى الغرب وإلى فرنسا على وجه الخصوص وسعيا من النظام المغربي لتشويه صورة الجبهة، وفي سياق آخر قال إن الجولات التمهيدية مكنت المبعوث الأممي كريستوفر روس من معرفة من هو الطرف المتعاون ومن هو الطرف المعرقل، مؤكدا أن خيار الكفاح المسلح يبقى مطروحا ما دام هناك احتلال جاثم فوق الأراضي الصحراوية وما لم نوقع اتفاقية سلام دائمة. *كالعادة يستغل المغرب كل ظرف تمر به المنطقة، وها هو اليوم يتهم جبهة البوليساريو بإرسال مرتزقة للقتال بجانب قوات القذافي، مستندا في ذلك على ادعاءات المجلس الانتقالي الليبي، ما تعليقكم؟ المغرب يريد إثارة حفيظة الغرب وتشويه صورة جبهة البوليساريو ومن جهة أخرى، كل العالم يشهد لها بالنظافة، الابتعاد عن الإرهاب وعن الارتزاق والتهريب، هذه الشهادة لن تتأثر بالدعاية المغربية، وقد سبق للمغرب أن ورطتها في عدة قضايا، ففي سنوات السبعينيات اتهمتنا بالشيوعية، هذه السياسة المغربية الممنهجة القائمة على تشويه الحقائق ليست جديدة علينا ولا على الرأي العام الدولي، الاتهام لا يستند على أي أساس، نحن لسنا الوحيدين في الاتهام، ندرك من ورائها وما الهدف منها، هذه المزاعم التي يطلقها المغرب لن تنطلي على أحد. صحيح أننا واجهنا الجيش المغربي بشجاعة منقطعة النظير رغم عدم تكافؤ العدد والعتاد الحربي، ولمدة 17 سنة خضنا حربا نظيفة، حاربنا الجيش المغربي وكبدناها خسائر فادحة وأسرنا منهم الكثيرين، الأيام ستفضح المملكة المغربية وأعتبر هذه الادعاءات نوعا من التودد إلى الغرب وإلى فرنسا على وجه الخصوص. نحن نعرف كيف انطلقت هذه الاتهامات، هذا المجلس سقط في فخ ادعاءات المخابرات المغربية والفرنسية، نحن في انتظار دليل واحد على هذه الادعاءات. * تعيش بعض الدول العربية حراكا أدى إلى التغيير لا سيما في تونس ومصر ألا تعتقدون أن جبهة البوليساريو قادرة، خاصة في هذا الظرف، على تغيير مسار النزاع الصحراوي الذي دخل عامه ال36؟ نأمل أن يكون التغيير الذي عرفته بعض الدول العربية والشعارات المرفوعة في هذه الثورات قطيعة مع كل السياسات المخالفة لإرادة الشعوب وخاصة القطيعة مع السياسات الغربية، ندعو هذه الدول إلى تبني مواقف ضد الاضطهاد والحرمان، مواقف مشرفة في القضية الصحراوية لصالح شعب ينادي بحريته وحقه في الحياة. رغم أن الأمور لازالت انتقالية، نحن نأمل أن تكون هذه البلدان تتبنى مواقف منسجمة مع الثورات ضد الحرمان، خصوصا وأن الشعب الصحراوي شعب عربي مسلم تعرض لاحتلال، نحن متفائلون. *في وقت يتهم المغرب جيرانه بالسباق نحو التسلح، يواصل انتهاج هذه السياسة، ما ردكم؟ عندنا مثل، هذا النظام »يشوف العود في عين الآخر والخشبة في عينيه ميشوفهاش«، هذه طبيعة النظام المغربي، يحب أن يرى الآخرين الأضعف وهو المهيمن في شمال غرب إفريقيا ، الدافع من وراء هذا يتمثل في الخلفية عدوانية النظام فهو مبني على التوسع والعدوانية، طبيعته لن تتغير، تدفعه إلى البحث عن البقاء القوة الأولى المهيمنة حتى يتمادى في تطبيق مخططاته التوسعية، لم ينجو منها احد باستثناء اسبانيا وربما يأتي دورها. *بعد أسبوع تجتمعون مجددا مع المغرب في جولات الحوار، ما هي الأوراق التي ستطرحونها هذه المرة؟ لو تفحصنا بإمعان التقرير الأممي الأخير في نهاية أفريل الفارط من خلال المصطلحات وبعض الأفكار الجديدة مقارنة مع التقارير السابقة نستنتج أن التقرير الجديد جاء مغايرا خصوصا عندما ربط الإسراع في إيجاد حل للنزاع الصحراوي مع الحراك العربي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، الاستخلاص الثاني من التصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والذي قال إن أي حل لا يأخذ في الحسبان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير سيؤدي حتما عكس ما نصبو إليه، إذن الحل يكمن في احترام حق المصير واستشارة الشعب الصحراوي عبر استفتاء، انطلاقا من هذا فان أهمية التوصية الأممية وتبني محتوى تقرير بان كي مون والإلحاح على تسريع وتيرة المفاوضات يدفعنا إلى التفاؤل، من هذه النظرة المبعوث الاممي كريستوفر روس يكون منسجما في تسييره للجلسات بأسلوب مغاير وبإلحاح أكثر خصوصا على الطرف المعرقل. نحن أبدينا تعاوننا ومستعدون للتعاون مع منظمة الأممالمتحدة لتطبيق الشرعية الدولية والدفع باتجاه تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية، هذه الورقة ورقة أساسية يجب أن تثمن. من جهة أخرى، سنة من الحراك في المناطق الصحراوية المحتلة وإلحاح دولي على احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والمطالبة باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من طرف منظمات دولية وجهوية، لا يمكن التكلم عن احترام حقوق الإنسان مادام الشعب الصحراوي لم يمارس حقه الذي يعتبر حجر الزاوية في حقوق الإنسان. شعب تحت الاحتلال يعني أن انتهاكات حقوق الإنسان ستبقى متواصلة، إذن هذه مطالبة أخرى، أما النقطة الأخرى التي سنتطرق إليها خلال الجولة القادمة فهي الحراك الذي يعيشه المغرب هذه الأيام، بان كي مون وكريستوفر روس يجب أن يأخذوه بعين الاعتبار، لابد من البحث عن أنجع الأساليب، على المغرب أن يهتم بحل القضية الصحراوية حتى يفسح المجال لنفسه لمعالجة وإيجاد حل لمشاكله ق الداخلية. *قررتم التفاوض مع المغرب من جهة، وانتقدتم في بيان إثر اجتماع الأمانة الصحراوية الجمعة الفارط مواصلة الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، ألا تعتقدون أن هذه الأجواء لا تفضي إلى نتائج ملموسة؟ إذا كانت النتائج يتم الحصول عليها فقط بالسكوت عن ما يعانيه المواطن الصحراوي من تنكيل وبطش وتعذيب وحرمان من حقوقه، فلن نرحب بهذه النتائج، من أولى النتائج أن يكف النظام المغربي عن بطشه الممنهج الموجه للصحراويين في الأراضي الصحراوية المحتلة، بيان جبهة البوليساريو ليس عرقلة، العرقلة تأتي من الممارسات ، الفعل في حد ذاته، ما يواجهه المواطن من تسلط وكبت للحريات ومن الاحتلال الجاثم على ترابه الوطني، نحن نسعى لخلق الأجواء والنتائج تأتي باحترام الأساس. *ألا ترون أن الصيغة التي طرحها المبعوث الأممي كريستوفر روس القائمة على الجولات التمهيدية لم تؤد إلى النتائج المتوخاة، حيث بعد كل هذه المدة، لم تنعقد الجولة الخامسة المباشرة التي جرت في ربيع 2008؟ صحيح أنه طال الوقت، في الجولات غير الرسمية لكن أعتقد أن هذه الجولات مكنت المبعوث الأممي كريستوفر روس من الاطلاع عن عمق وكثب عن مواقف الطرفين وعلى خلفيات كل طرف، مكنته أن يكتشف بصفة جلية من هو الطرف المتعاون ومن هو الطرف المعرقل، مكنته من اكتشاف حقائق ربما لم يكن يعرفها، وأعتقد أن محتوى التقرير الأممي الأخير بالإضافة إلى القول إن المينورسو مقيدة بالتمام من قبل المغرب حتى أصبحت عاجزة عن تأدية مهامها خاصة في أحداث مخيم »أكديم أكزيك«. أرى أن الأفكار الجديدة الواردة في التقرير جاءت نتيجة المعرفة الدقيقة خاصة فيما يتعلق بأهمية مواصلة المجهودات من اجل استكمال منظمة الأممالمتحدة لعملها. نأمل أن يمكن التقرير في الدخول بعمق في الجولات التمهيدية لنصل إلى استئناف المفاوضات المباشرة، غياب الإرادة السياسية للمغرب للدخول في مفاوضات جادة صادقة انطلاقا من قرارات المشروعية الدولية. *لماذا تلوحون في كل مرة بالعودة إلى الكفاح المسلح، مع أنكم اخترتم الطريق السلمي لانتزاع حقوقكم؟ نحن نقول وهذه من ثوابت كفاحنا، أنه ما دام الاحتلال جاثما فإن خيار المقاومة المسلحة سيبقى مطروحا، نحن لم نغز المغرب ولم نقم بهجوم ضده، بل قمنا بعملية دفاعية، دافعنا عن أرضنا، كافحنا حتى وضع المجتمع الدولي مخططا لتسوية النزاع، لم نوقع لحد الساعة اتفاقية سلام بصفة دائمة، هناك فقط وقف لإطلاق النار، ولهذا فالصحراويون سيلجؤون إلى حمل السلاح مجددا في حال فشل الخيار السلمي في تسوية النزاع.