طالب السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي في حوار خص به »صوت الأحرار« مجلس الأمن الدولي الذي يجتمع نهاية الشهر الجاري بتغيير أسلوب التعامل مع المغرب عبر فرض عقوبات اقتصادية عليه من أجل الانصياع للقرارات الأممية التي تنص على حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، وأكد متحديا أن استقلال الصحراء الغربية آت لا محالة ، مستشهدا بزوال نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا رغم الحلف الذي كان يتمتع به آنذاك، مرحبا في سياق آخر بزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين من طرف مجلس حقوق الإنسان الدولي قائلا »ليس لدينا شيئا نخفيه عن العالم«. حوار سهام بلوصيف 1-كيف تقيمون الزيارة الأخيرة لمبعوث الأممالمتحدة كريستوفر روس إلى المنطقة؟ * أولا شكري لصحيفة »صوت الأحرار« على اهتمامها الدائم والمثابر للقضية الصحراوية وتطوراتها، فيما يتعلق بالجولة نعتبرها ايجابية من حيث أن المبعوث الشخصي تمكن من تحديث معلوماته والوقوف عن كثب على الطرف المتعاون والمعرقل، من هو الطرف المستعد لتطبيق المشروعية الدولية ومن هو الطرف المعرقل لهذه المشروعية ، اعتقد أن الهدف الأساسي من الجولة كان الوقوف بصفة مباشرة وعلى أعلى مستوى على درجة التعاون معه ومع الأممالمتحدة من أجل التقدم في المفاوضات، الموقف المغربي والمعبر عنه بعد الزيارة مباشرة أظهر بصفة جلية يؤكد عدم استعداده وتعاونه لإيجاد حل عادل ونهائي للنزاع على أساس المشروعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلاله، في اعتقادي هذا الموقف يتطلب من المبعوث الشخصي كريستوفر روس أن يبرزه في تقريره القادم وأن يطلب من مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية حتى ينصاع المغرب للوائح الأممية، الموقف المعبر عنه من طرف الرسميين المغاربة لا يظهر إرادة سياسية وشجاعة أدبية على أساس أن يتقدم المغرب نحو حل للنزاع الصحراوي. 2 – ما هي قراءتكم للتصريحات التي أدلى بها روس في كل من المغرب ومخيمات اللاجئين الصحراويين وموريتانيا والجزائر؟ على العموم تصريحاته كثير من الحالات تلتقي، في بعض هذه المحطات عبر بصراحة بعد مقابلة الرسميين المغاربة عن صعاب تتعرض لمجهودات الأممالمتحدة وتحت عبارات عدم توفر الإرادة أو المساعدة أو التعاون لكن أعتقد أن المعني بغياب الإرادة السياسية الطرف المتعاون معروف لان آخر جولة من المفاوضات ظهر الطرف المتعاون و الطرف المعرقل و جبهة البوليساريو أعربت عن استعدادها للدخول في مفاوضات حقيقية وجدية لكن الطرف المغربي عجز عن التعاون وأظهر غياب الإرادة السياسية، في اعتقادي أن كل التصريحات ترجمت غياب الإرادة السياسية لدى الطرف المغربي وأعتقد أنه من ذلك يجب أن نستخلص أنها رسالة موجهة إلى مجلس الأمن حتى يتخذ الإجراءات الكفيلة لدفع المغرب إلى التعاون مع الأممالمتحدة. -3 هل عرض عليكم المبعوث الاممي تاريخا معينا لاستئناف المفاوضات؟ *لا يمكن أن يقوم بذلك، وأمامه تقرير واجتماع مجلس الأمن، الجولة ضمن أولوياتها تحضير التقرير القادم لتقديمه للأمين العام الذي يقدمه بدوره لمجلس الأمن، لأن عهدة المينورسو تنتهي مع نهاية شهر أفريل وعلى مجلس الأمن أن يمدد العهدة وأن يعطي توجيهات بناء على التقرير للامين العام ولمبعوثه الشخصي من أجل أن يكسر الجمود في التماطل الذي يسجله الموقف المغربي. 4- بعد ثلاث زيارات قام بها المبعوث الأممي للمنطقة، منذ تعيينه في جانفي 2009، و بعد عقد جولتين من المفاوضات غير الرسمية، ما هو تصوركم لمسار هذه المفاوضات؟ *المسار مرتبط بمدى تحمل الأممالمتحدة لمسؤولياتها ومرتبط بسهر مجلس الأمن و الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس عن تطبيق الشرعية الدولية مثلما سهروا على تطبيقه في كثير من المناطق من العالم، برز بصفة جلية عدم تعاون الطرف المغربي وعرقلته لهذا المجهود الأممي منذ أن دخل حيز التنفيذ يوم 6 سبتمبر 1991 حتى اليوم، إذن حان الوقت لكي تتحمل الأممالمتحدة مسؤولياتها في دفع الطرف المعرقل إلى الانصياع للمشروعية الدولية مثلما عمل مجلس الأمن مع أطراف وجهات أخرى من العالم ، نتذكرها جيدا إذن مسار المفاوضات لا يرتبط قطعا بإرادة المغرب القائمة على إرادة العرقلة بل هو مرتبط بمدى جدية منظمة الأممالمتحدة مدى جدية مجلس الأمن في البحث عن استتباب الأمن والسلم والاستقرار في شمال غرب إفريقيا من خلال الحل العادل والنهائي لهذا النزاع الذي تتحمل فيه الأممالمتحدة كامل المسؤولية لأننا أمام تصفية استعمار تمت عرقلته من خلال غزو عسكري لأرض شعب له الحق في تقرير المصير والاستقلال، نأمل أن نستخلص العبر من العرقلة التي مافتئ يضعها المغرب أمام عجلة الحل وأن يتحمل المجلس كامل مسؤوليته كما قلت في دفع المفاوضات كي أن تكون المفاوضات مثمرة بناءة حقيقية وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، لأن الحل لا يمكن أن يتحقق مالم يتمكن ممارسة الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية وشفافية. 5 - ألا تعتقدون أن خطة روس القائمة على عقد جولات غير رسمية هي مضيعة للوقت خاصة وأن المغرب يرفض التفاوض خارج ما يسمى بالحكم الذاتي؟ *نحترم لروس طريقته التي اعتبرها صائبة من منظوره ليتمكن من تحضير مفاوضات حقيقية من خلال هذه الجولات التمهيدية والتحضيرية صحيح انه لحد الآن لم يوفق في استدراج المغرب في الدخول في مفاوضات بالشكل الذي يراه مناسبا، كي يحضر لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية، هذه الطريقة إن لم يدخل عليها عامل جديد يفرضه مجلس الأمن أو يفرضه الأمين العام بان كيمون من خلال توصية المجلس تدفع بالطرف المغربي إلى التعاون ستكون بدون شك مضيعة للوقت، عدم توفر الإرادة السياسية لدى المملكة المغربية سيتعب كل الناس من لف ودوران النظام المغربي، لكن الوفد المغربي مازال يراوح مكانه بدون أن يخطو خطوة حقيقية تساعد على التقدم نحو حل، لأن أعيد وأؤكد أن المسؤولية على مجلس الأمن و على الأممالمتحدة وعلى المنتظم الدولي حتى يمارس ما يكفي من الضغوطات والعقوبات الاقتصادية وغيرها على الطرف المغربي، جتى نشهد في الجولات اللاحقة تطور ملحوظ وحقيقي فيما يتعلق بالمفاوضات نحو الحل العادل والنهائي لهذا النزاع. 6 - لماذا لا تزالون متمسكين بخيار التفاوض، رغم أن كل الجولات التي تمت لم تكلل بنتائج ملموسة ولم تحقق أدنى حد مما يطمح إليه الشعب الصحراوي؟ * صحيح أن الشعب الصحراوي عانى كثيرا وخاب أمله خصوصا عندما لاحظ عدم جدية المنتظم الدولي، عدم جدية الأممالمتحدة في الإشراف على تصفية الاستعمار بصفة مسؤولة، طالب ويطالب الأممالمتحدة ويذكرها بمسؤولياتها و يطالبها بتحملها ، الشعب الصحراوي عاش الحرب بصفة مباشرة لا عبر وسائل الإعلام ولا شاشات التلفزيون وإنما في دمه ولحمه ، بالتضحية بخيرة أبنائه، يعني يعرف بصفة مباشرة مامعنى الحرب وتكاليفها وعليه وبناء كذلك على طلب المجتمع الدولي، انضم إلى النداء الدولي من أجل الحل السلمي لهذا النزاع ومن منطلق هذا دخل المسلسل التفاوضي الطويل، المسلسل التفاوضي الذي لم يظهر منه بصيص أمل لحد الآن في انصياع المملكة المغربية للمشروعية الدولية ولإرادة المجتمع الدولي واحترام حق الشعب الصحراوي غير قابل للتصرف في الحرية ، هذه الديناميكية السلمية الذي دخلها الشعب الصحراوي بكل جدية وبتعاون تام، لم ترافقه المملكة المغربية في هذا المسار، ولم تتحمل منظمة الأممالمتحدة مسؤولياتها حتى اليوم، لكن رغم خيبة الأمل و ورغم طول المسار التفاوضي ، لازلنا متمسكين بالحل السلمي حتى نتأكد وبصفة نهائية أن منظمة الأممالمتحدة لن تتحمل مسؤولياتها وأن المجتمع الدولي سيبقى موقفه يراوح مكانه وتبقى المملكة المغربية تتلاعب بالقرارات الدولية وبصبر الصحراويين، عندها بدون شك الشعب الصحراوي سيختار السبيل الأمثل الذي يمكنه من قطع الطريق وتقصير الطريق نحو ممارسته لحقه في تقرير المصير في المستقبل. أقصد أن الشعب الصحراوي ملزم بأن يراجع بعد تحليل وتقييم للأوضاع ما هي أفضل السبل التي تمنه من ممارسه حقه في تقرير المصير مستقبلا. 8-وما هي هذه السبل؟ هذا خاضع لاختيارات الصحراويين، وأنا لا أستطيع أن أحل محل الشعب الصحراوي في تحديد ما هي السبل التي سيسلكها في المستقبل. 9-تطالبون بتسليط عقوبات اقتصادية على المغرب قصد الامتثال للوائح الأممية مع أنكم تعرفون جيدا من هم حلفاءه، هل تظنون أن مطلبكم سيكون لها صدى؟ *أعتقد أنه في العالم يوجد كثير ضمائر حية، كثير من الدول التي تعرف أن الموقف المغربي موقف ظالم واحتلال غير شرعي، وان القانون الدولي والمشروعية الدولية و الميثاق الأممي وكل قرارات الأممالمتحدة تطالب بتمكين ممارسة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، كثير من الضمائر الحية اليوم تندد بالانتهاكات السافرة وممارسات النظام المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة ضد المواطنين الصحراويين، نحن متيقنون رغم معرفة لحلفاء المغرب أن هناك ضمن حلفائه ومن غير حلفائه من سيرى أن طلب الصحراويين مشروع وأن المغرب لا يمكن أن يكون استثناء في هذا العالم ولن يكون أكثر تحالف وأكثر تقرب من نظام الأبارتيد الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا الذي سلطت عليه عقوبات حتى انصاع للمشروعية الدولية، نظام الأبارتيد كان أقوى وأكثر تحالف من حلفاء النظام المغربي الذي يعيش اليوم عالة على حلفائه نتيجة مواقفه المتعنتة وعدم انصياعه للمشروعية الدولية وانتهاكاته السافرة لحقوق الإنسان وهذا بشهادة العالم أجمع، إذن مع الوقت ومع تعالي الأصوات المنددة بذلك نحن نأمل في أن يتحول هذا في يوم ما إلى حقيقة معاشة تفرض على المملكة المغربية ونظامها إلى الإذعان إلى المشروعية الدولية ولحق شعبنا في تقرير مصيره. 10- إلى أي مدى يمكن القول إن نضال الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنيتو حيدار قد ساهم في توسيع دائرة التضامن الدولي مع القضية الصحراوية؟ *هذه حقيقة لنضال الأخت أمينتو حيدار البطلة، ساهم في أن تدخل القضية الصحراوية بيوتا لم تسمع عنها من قبل وأن تتكلم أفواه كانت تتجاهلها أو تجهلها وأن تظهر في شاشات تلفزيونية كانت توليها الظهر ودخلت عواصم وإدارات على أعلى المستويات، إذن نضالها أعطى زخما كبيرا حقيقة للقضية الصحراوية عبر القارات الخمس، ويجب أن نعترف بذلك و نشد على أيديها ونتضامن معها نقول لها إلى الأمام واصلي نضالك السلمي ودفاعك على حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، أنت تعرفين أكثر من غيرك ما هي معاناة المواطن والمواطنة الصحراوية تحت الاحتلال. 11-ما هو تفسيركم لتصريحات المغرب حول تعاونه مع منظمة الأممالمتحدة لإيجاد حل للنزاع الصحراوي في وقت تلجأ فيه إلى قمع الصحراويين في الأراضي المحتلة؟ *نفسر ذلك بأنه يعتمد كما أسلفنا على حلفاء يحاولون الدفاع عن ما لا يمكن الدفاع عنه وتغطية الشمس بالغربال، الأممالمتحدة بكل هيئاتها تدرك أكثر من غيرها أن تصريحات المغرب الرسمية واهية لا يصدقها أحد لأنه تتناقض والممارسات التي تقوم بها المملكة المغربية، للأسف بعض الجهات وخصوصا فرنسا الرسمية، فرنسا المدافعة عن الظلم في الصحراء الغربية، المدافعة عن انتهاكات حقوق الإنسان، الصامتة عما يجري من انتهاكات تتناقض وقيم الفرنسيين والثورة الفرنسية والشعب الفرنسي، هذه المواقف هي التي تدفع بالمغاربة إلى الاستهزاء بالعالم، الاستهزاء بالأممالمتحدة بصفة خاصة عندما نقول قولا يتناقض مع الفعل، أنا متيقن أن الكل يعرف أن تصريحات الرسميين المغاربة لا تمت بالحقيقة بصلة ، هم مضطرين لمحاولة أن يتجاهلوا مايقال من تصريحات تتناقض والفعل لكن، أعتقد أنه للكذب حدود والتلاعب بالآخرين لن يطول والحقيقة ستنكشف، الأصوات المتعالية من هن وهناك والمطالبة بحماية حقوق الإنسان وبتطبيق الشرعية الدولية دليل قاطع على أن العالم سئم من الأكاذيب والتضليل المغربي، ويطالب بعمل جدي من أجل حلحلة النزاع الصحراوي باتجاه تمكين الصحراويين من تقرير مصيرهم بأنفسهم. 12-رغم مراسلة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز للأمين العام للأمم المتحدة لوضح حد للممارسات المغربية التعسفية ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين إلا أن لا شيء تغير، ما ردكم؟ *في اعتقادي لحد الآن لم يعامل المغرب من طرف منظمة الأممالمتحدة بالشكل المطلوب ولم يعامل كما يجب خصوصا وأنه محتل يحتل احتلال غير شرعي ويتمرد على الشرعية الدولية، ينتهك حقوق الإنسان، يمارس ممارسات تتناقض حتى مع التزاماته الدولية في كثير من الأحيان ومع المواثيق التي وقعها، هذا يتطلب من الأممالمتحدة تغيير أسلوب التعامل مع المغرب، قلت من خلال الإدانة والعقوبات الاقتصادية والسياسية والثقافية، ومطلوب من الأممالمتحدة أن توجه تعليمات إلى مختلف لهيئاتها المتفرعة عنها لتبني موقف يضع حد للتعاون، يضع حد للصمت، والنظر إلى كل الممارسات القمعية والتعسفية التي تمارسها المملكة المغربية ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين وكذا الانتهاكات التي تقوم بها السلطات المغربية في حق السكان المدنيين في الأراضي الصحراوية والمحتلةوجنوب المغرب. 13- ما هي قراءتكم لمطلب الجزائر من مجلس حقوق الإنسان الاممي بجنيف الذي نادى بتحقيق حول وضعية الصحراويين في الصحراء الغربيةالمحتلة ومخيمات اللاجئين مع رفع السرية عنه؟ *هذا أضعف الإيمان، مما يجب أن يقوم به مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، كما أعربت الجزائر وجبهة البوليساريو التي طالبت بذلك باستمرار، هذه المرة مطالبة الجزائر بنشر نتيجة العمل الذي يجب أن يقوم به المجلس انطلاقا من تجربة الماضي لأنه المفوضية السامية لحقوق الإنسان قامت بزيارة للمناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين وتقريرها لازال سجين رفوف المنظمة الأممية حتى اليوم لأن فرنسا استعملت أو هددت باستعمال حق الفيتو ومنعته من أن ينشر، نحن نخاف أن يقوم مجلس حقوق الإنسان بجولة إلى المنطقة والاطلاع عن كثب في عين المكان عما يجري من انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية ، طالبنا بزيارة مخيمات اللاجئين لأننا لا نخفي شيئا والعالم بأسره يزور هذه المخيمات، طالبنا بهذه الزيارة ونطالب بأن تنشر نتائجها وان لا يكون مصيرها تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان. 14-متى ستقتنع أو تكف المملكة المغربية عن اتهام الجزائر والزعم بافتعال النزاع الصحراوي؟ عندما يتمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير مصيره واستقلاله، ربما ينتهي اتهام المملكة المغربية للجزائر لأنه لا يوجد حجة للملكة تقنع بها أو تضلل الرأي المغربي إلا باتهام الجزائر، هي المادة الوحيدة المتوفرة لدى النظام المغربي من أجل أن يواصل زرع الشوفينية في المنطقة وخلق العداء بين شعوبها خصوصا بين الشعب الجزائري والمغربي، لا أعتقد أن الموضوع سينتهي إلا مع نهاية النزاع الصحراوي. 15-بعد شهر من الآن سيناقش مجلس الأمن من جديد تطورات القضية الصحراوية، هل تتوقعون تحركا جديا للمنظمة الأممية هذه المرة؟ *إذا كانت موضوعية وجدية في استخلاص العبر واستخراج الدروس ومتحملة لمسؤولياتها الموضوعة على عاتقها، فيما يتعلق بمسلسل تصفية الاستعمار وممارسة شعب في تقرير مصيره، حان الوقت لكي تخرج توصيات واضحة وجريئة يبنى عليها تحركها المستقبلي الذي يجب أن يرسخ مصداقية الأممالمتحدة في دفاعها عن الحق وغيرتها عن تطبيق قراراتها واحترام ميثاقها وكل اللوائح الصادرة حول الصحراء الغربية التي تنص كلها سواء كانت صادرة عن اللجنة الرابعة لجنة تصفية الاستعمار أو الجمعية العامة أو مجلس الأمن والتي كلها تجمع على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير واستقلاله غير قابل للتصرف، من هذا المنطلق، نأمل أن يكون التحرك المستقبلي يلزم الطرف المعرقل المملكة المغربية بتغيير طريقتها في التعامل مع مجلس الأمن ومع المبعوث الشخصي للتقدم نحو الحل العادل والنهائي لنمكن المنطقة من تحقيق الأمن والسلم والاستقرار والتعاون المبني على الاحترام المتبادل من مغرب عربي لا يقصى منه أي مكون من مكوناته ونذكر أولئك الذي يرون المغرب العربي بخمسة أن المغرب العربي يتكون من ست دول. 16-حظي حضور الأمين العام لجبهة البوليساريو وكذا الخطاب الذي ألقاه في المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني بتجاوب كبير من المناضلين، ما تعليقكم؟ هذا لا يفاجئنا، فموقف حزب جبهة التحرير الوطني ومناضليه منذ اندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية موقف ثابت، موقف تتوارثه الأجيال جيل بعد جيل، موقف منطلق من ثورة الفاتح من نوفمبر ومن قيمها ومن مبادئها ومن وفاء الجزائريين لهذه المقدسات وللشهداء، لا غرابة في أن يحظى الأمين العام لجبهة البوليساريو باستقبال وترحاب من هذا القبيل . 17-كيف تنظرون إلى ما جاء في خطاب الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم خلال المؤتمر حول القضية الصحراوية ؟ نفس الجواب ينسجم موقف الأفلان من القضية الصحراوية ومن حق الشعب الصحراوي من تقرير المصير ونظرة حزب جبهة التحرير للمغرب العربي والتعاون المغاربي و مكونات المغرب العربي، بناء المغرب العربي على أنقاض الشعب الصحراوي لن يكون أبدا وهذا المكون سيكون عامل ايجابي في خلق ديناميكية للتعاون وللاستقرار في المنطقة ، وسيكون شريكا فعالا وحيويا في منطقتنا مع تكتلات جهوية ودولية أخرى أخرى ، دون تمكين ممارسة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، دون حضور هذا المكون سيبقى المغرب العربي يرواح مكانه لأنه حاولوا القفز على حقيقة قائمة وتجاهلها لا يمكن من التقدم أو البناء الصحيح والنهائي لهذا الصرح المغاربي.