أكد عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني مكلف بالعلاقات الخارجية أن الدورة الرابعة للجنة المركزية للأفلان قد سجلت حضورا قياسيا مقارنة بما سبقها من دورات، مؤكدا أن الحزب العتيد قد سجل الكثير من المكتسبات وخاصة ما تعلق منها بعمليات إعادة الهيكلة التي تجاوزت في سنة واحدة ما تم تحقيقه قبل المؤتمر التاسع خلال 4 سنوات، وأضاف المتحدث أن الحزب بصدد إنهاء عملية إعادة هيكلة مناضليه في المهجر إذا أنها قد تمت بنسبة 90 بالمائة. ** ما هي الأهمية التي تكتسيها الدورة الرابعة للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ؟ أعتقد شخصيا أن الدورة الرابعة لحزب جبهة التحرير الوطني تعتبر مكسبا كبيرا، أولا نظرا لعدد الحضور الذي يعد قياسيا مقارنة بما سبقها من دورات، ونظرا لأنها تنعقد في جو سياسي متميز بأحداث هامة للبلاد، أحيي إخواني المناضلين وأعضاء اللجنة المركزية، لأن حضورهم يدل على تمسكهم بمنصب حزبهم فعندما يتعلق الأمر بالجزائر فإن الإطار الأفلاني يكون حاضرا دائما، إن أهمية هذه الدورة تتمثل في أنها تناقش النقاط المسجلة للإصلاحات السياسية، وأيضا الحالة النظامية والاستحقاقات المستقبلية. ** بعد أكثر من سنة عن المؤتمر، كيف تقيمون الحالة النظامية للحزب؟ إذا قيمنا الحالة النظامية للحزب فإن ما توصلت إليه قيادة الحزب من في عمليات إعادة الهيكلة خلال سنة واحدة يتجاوز ما تم تحقيقه قبل المؤتمر التاسع خلال 4 سنوات، أنتم تعلمون أنه قد تم إلى حد الآن عقد جمعيات عامة لكل القسمات والمحافظات، تمت أكيد ببعض النقائص التي ستعالج، لكن لم يبق سوى 10 جمعيات عامة لانتخاب المحافظات 6 منها جاهزة وستعقد خلال الأسبوع المقبل، لنصل إلى إتمام عملية إعادة الهيكلة قبل نهاية شهر جوان الجاري. لكن ما يمكن أن نشير إليه هو إعادة هيكلة مناضلينا في المهجر تطبيقا لترتيبات النظام الداخلي والقانون الأساسي للمؤتمر التاسع، وإلى حد الآن لم تملك القيادة المركزية تعداد المناضلين المقيمين بالخارج، فبعد المصادقة من طرف المكتب السياسي على الخطة الإستراتيجية من أجل تنظيم جاليتنا بالخارج شرعت مباشرة بتجنيد إطاراتنا منهم أمناء محافظات المقاطعات الستة، أعضاء اللجنة المركزية والنواب، وقد شرعوا في عملهم تطبيقا لهذه الخطة التي تضمنتها التعليمة رقم 3 للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأخ عبد العزيز بلخادم، والتي احتوت على كيفية تطبيق ترتيبات النظام الداخلي والقانون الأساسي فيما يتعلق بهيكلة مناضلي الحزب في الخارج من خلال تنظيم جمعيات عامة انتخابية لأول مرة على مستوى الممثليات المتواجدة على مستوى القنصليات الجزائرية حتى نذهب إلى المرحلة الثانية لتنظيم جمعيات عامة انتخابية على مستوى المقاطعات. ** وكيف تسير هذه العملية؟ إلى حد الآن عملية تعداد مناضلي الأفلان في المهجر تمت بنسبة 90 بالمائة، بحيث لم يتبقى منها سوى منطقة واحدة نصف المشرق العربي ونصف من كندا والولايات المتحدةالأمريكية، وبعد اختتام الدورة الرابعة للجنة المركزية سنقوم بجمع كافة إطاراتنا في المهجر ونضع رزنامة لعقد جمعيات عامة حيث ستنتهي هذه العملية في 15 جوان الجاري وسنحرج بمكاتب على مستوى الممثليات خلال النصف الثاني من نفس الشهر. **ما هي المكتسبات التي حققها حزب جبهة التحرير الوطني بعد مرور 14 شهرا من عقد مؤتمره التاسع؟ في المجالات التنظيمية وصلنا إلى نتائج ملموسة بعد سنة عن المؤتمر التاسع، وقد حققت القيادة عمليات إعادة الهيكلة، ثم أوصى الأمين العام للحزب بعد ذلك بتشكيل لجان وورشات تعمل على قضايا سياسية حساسة في البلاد، وقد عرف الحزب أيضا نشاطا سياسيا مكثفا شاركت فيه كل إطارات الحزب. وبما أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد فتح ورشات حول عدد من المواضيع التي تهم النشاط السياسي في البلاد، وقد شرع الحزب مباشرة في دراستها وهو ما مكننا اليوم من أن نكون مستعدين للإدلاء بأفكارنا إزاء الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ولا ننسى النشاط المسجل فيما يخص تأطير وتنشيط الفئات الشبانية والمرأة، وهو عمل جبار تم في عام واحد بعد المؤتمر التاسع، أما على المستوى الدولي فقد استرجع الحزب مكانته خاصة وأنه وطد علاقاته مع الأحزاب التي تربطه بها روابط متينة، كما أنه قد شارك في عدة مظاهرات دولية، وهذا دليل على مصداقية الحزب ومكانته وسمعته دوليا. **لكن هل ترون أن هناك إخفاقات معينة خلال هذه المدة؟ اعتقد أن النقص الوحيد الذي أحسسنا به كان العمل التنظيمي، ففي بعض الحالات تغلب على البناء الفكري والمؤسساتي للحزب، وهذا أمر طبيعي في حزب جبهة التحرير الوطني خاصة وأننا انتهجنا طريقة الممارسة الديمقراطية تكريسا للوائح النظام الداخلي للقانون الأساسي خاصة وأن هذه العملية جرت عشية الاستحقاقات. **هل تؤثر المشاكل النظامية يعرفها الحزب على أداء الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟ كنت دائما أقول أن التغيير صعب، وعندما نقوم بالتغيير نصطدم مع المقاومة، لكن هناك إرادة قوية من طرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني لتشبيب الحزب وتجديده ذلك أن الوقت يفرض علينا أن نجدد لكن هذه العملية اصطدمت مع المقاومة ضد التجديد، وهذا كان وراء بروز خلافات من طرف بعض الأشخاص اللذين لم يكونوا مهيئين للتجدد، عندما بادر الأمين العام للأفلان بالتجديد والتشبيب واجهته مقاومة لكنه كان صارما معها، لقد كان عبد العزيز بلخادم وفيا لالتزاماته رغم أنه تلقى هذه المقاومات، أعتقد أن كل هذا لن يؤثر على أداء الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.