أفاد مصدر قيادي في الجبهة الوطنية الجزائرية أن رئيس الحزب، موسى تواتي، قرّر أخيرا المشاركة في المشاورات السياسية بعد أن كان قد أعلن في وقت سابق بأنه يرفض التنقل إلى مبنى رئاسة الجمهورية إلا بعد حصوله على موافقة الهيئة التي يرأسها عبد القادر بن صالح على أن يشاركه الصحفيون في جلسة النقاش. حسب ما أورده مصدر في »الأفانا« فإن موسى تواتي سيكون حاضرا السبت المقبل خلال استئناف عمل هذه الهيئة التي توقفت، كما هو معلوم، ابتداء من يوم أمس لعقد اجتماعات داخلية لتقييم حصيلة ثلاثة أسابيع من العمل. ونفى المصدر الذي تحدّث إلى »صوت الأحرار« أن يكون رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية قد تراجع وإنما »حدثت بعض التطورات التي دفعتنا إلى مراجعة موقفنا« دون أن يخوض في تقديم مزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه التطورات التي كان يقصدها. وبالعودة إلى ما جاء على لسان موسى تواتي مع بداية جلسات المشاورات فإنه قال بصريح العبارة »إذا تم رفض دخول الصحفيين سننسحب ولا نتشاور مع أعضاء الهيئة«. وكانت مشاركة رئيس »الأفانا« متوقعة بالنظر إلى وجود العديد من المؤشرات التي تدلّ على ذلك، ففي الوقت الذي تكرّرت فيه تهديداته بالمقاطعة كان تواتي قد استعان ب »أرمادة« من رجال القانون والجامعيين من أجل يساعدوه على إعداد مقترحات تستجيب لتوجهات هذا الحزب المحسوب عن المعارضة، قبل أن يُعلن في نهاية المطاف موافقته لقاء هيئة المشاورات من دون شروط مسبقة. وموازاة مع ذلك قرّرت كتلة الجبهة الوطنية الجزائرية بالمجلس الشعبي الوطني رفع التعليق عن نشاطاتها على خلفية رفضها مشروع قانون البلدية بالصيغة الذي اقترحته وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وهو القانون الذي صادق عليه البرلمان بغرفتيه، وتبعا لذلك ستشارك يوم غد الخميس في مناقشة مشروع قانون العقوبات بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من تجميد نشاطها في الغرفة الثانية، وقد شارك ممثل عن الكتلة أمس في اجتماع لرؤساء المجموعات البرلمانية في المجلس خصص أساسا للحديث عن تجديد هياكل المجلس واقتسام حصة كتلة »الأرسيدي« أي نيابة الرئيس و لجنة الثقافة.