يرى كمال بوشامة الوزير الأسبق أن حرصه على إطلاق مؤلفه في هذه المرحلة »القائد أحمد رجل دولة« المخلد لمسيرة بطل قدّم الكثير للجزائر لم يكن اعتباطيا، بل انطلاقا من أننا نعيش التغيير والإصلاحات والحوار، وهو ما كان في صلب أفكار »السي سليمان«. يتميز كمال بوشامة الذي تولى سنة 2007 منصب محافظ تظاهرة »الجزائر عاصمة الثقافة العربية« عن كثير من الشخصيات السياسية التي اختفت عن الساحة الوطنية بمجرد تركها لمناصب المسؤولية، بحيث لا يزال الرجل يشارك في صناعة المشهد الثقافي عبر سلسلة من المؤلفات، وهو ما أكد بشأنه المحاضر لدى تنشيطه منتدى يومية »المجاهد« أمس، أنه نابع من حرصه على تقديم الإضافة ونقل رسالته إلى الأجيال القادمة، والمساهمة في تدوين تاريخ الجزائر، لاسيما أن ذلك يتزامن مع 50 سنة من إسترجاع السيادة الوطنية. ويرى بوشامة أن 50 سنة من الإستقلال تقتضي ضرورة فتح عدة مواضيع مهمة في تاريخ الجزائر، لا طالما خلقت جدلا على الساحة الوطنية، وقال »الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى للخوض في عدة مواضيع« وتابع »نحن نعيش زمن التغيير والإصلاحات والحوار، فكيف بنا لا نخوض فيما يهمنا ويهم موروث الأجيال الصاعدة«، مؤكدا أن استمرار التنكر لإرادة الشعب في معرفة كل تاريخهم هو »مراهنة على المجهول«. وبالعودة للأسباب التي تقف وراء كتابة مؤلفه »القائد أحمد رجل دولة«، ردّ بوشامة أنه شهادة حية يحكي مسيرة مناضل سخر نفسه فقط لخدمة الجزائر، فضلا عن أنه نابع من الحرص على وضع حد لسلسلة ما أسماها الإتهامات والإفتراءات والأكاذيب التي حاولت بعض الأطراف إلصاقها بالرجل، مضيفا بقوله »التاريخ له ذاكرة جيدة وقوية ويأبى نكران أفعال صانعيه«. وذهب صاحب مشروع إنجاز فيلم تاريخي ضخم يتناول شخصية الأمير عبد القادر أبعد من ذلك ، حين اعتبر أن المرحلة الحالية تتطلب إنصاف الكثير من الرجال الذين صنعوا تاريخها، والعمل على تقييم الإخفاقات والإنجازات من أجل التأسيس لجزائر جديدة، تنطلق من معالجة مشاكل الشباب بصفة جدية، مضيفا »القائد أحمد كان قد تناول ذلك بالتفصيل« لكن ليس كل ما يقال ويتمنى يطبق ويجسد، يضيف بوشامة. أما القيادي في الآفلان صالح قوجيل فخاض بعيدا في شخصية »السي سليمان«، معرجا على مواقفه ومآثره، إبان الثورة التحريرية ووصولا بما قام به الرجل بعد الإستقلال، حيث وصفه بالمعدن الثمين، ومن طينة الرجال المخلصين، مما يتطلب –يضيف قوجيل- تظافر كل الجهود من أجل تدوين تاريخ رجالات الجزائر، والعمل على تأريخ التاريخ حفاظا على ذاكرة الأمة الجزائرية.