أشرف عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على أشغال الندوة التي نظمها مركز الدراسات والتحليل والاستشراف حول »السوسيولوجية الانتخابية وسلوكات الناخب«، حيث سمحت فرصة اللقاء بالحديث عن العملية الانتخابية وظاهرة العزوف الانتخابي، وغيرها من المواضيع المرتبطة بأنماط الاقتراع وسلوكات الناخبين، وذلك بمشاركة أساتذة جامعيين وحضور قوي لمناضلي الأفلان الذين أبدوا اهتماما كبيرا بالفعل الانتخابي لما له من تأثير على مستقبل الحزب. استهل بوجمعة هيشور عضو اللجنة المركزية ورئيس مركز الدراسات والتحليل والاستشراف، أمس، مداخلته بالترحيب بالحضور والإشارة إلى أهمية هذه الندوة التي تم تنظيمها حول الانتخابات وسلوكات الناخبين، واعتبر العمل الذي تم إنجازه في هذا الإطار نتيجة حتمية لتوجيهات الأمين العام من جهة وللمجهودات المبذولة من طرف القائمين على هذه الدراسة من جهة أخرى. وأوضح هيشور أن هذه الندوة ستكون متبوعة بلقاء يجمع الأمين العام بالمحافظين، حيث تم إعداد استبيان خاص بالأفلان الهدف منه تحضير ما طلبه الأمين العام بعد الدورة الرابعة استعداد للمرحلة القادمة ، وقد تم الأخذ بعين الاعتبار السوسيولوجية في التطور بما يضمن للأفلان أن يرقى لمصاف الأحزاب المعاصرة في تحضيره للانتخابات. ومباشرة بعد مداخل ة بوجمعة هيشور ألقى الأمين العام للحزب كلمة عبر من خلالها عن أهمية الموضوع المطروح للنقاش ليفتح المجال أمام الأساتذة المحاضرين والمناضلين الذين جاؤوا للمشاركة في هذه الندوة. وقد حضر اللقاء عدد من أعضاء المكتب السياسي، على غرار حبيبة بهلول، ليلى الطيب، عبد الحميد سي عفيف، عبد القادر زحالي، سعيد بركات، الطيب لوح، قاسة عيسي، مدني برادعي وغيرهم من أعضاء اللجنة المركزية والمناضلين، إلى جانب ولاة سابقين وباحثين أكاديميين، وممثلين عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية وذلك بهدف إثراء النقاش حول السوسيولوجية الانتخابية. وفي مداخلته أكد الأستاذ عمر حطاب رئيس ورشة سوسيولوجية الناخب بمركز الدراسات، في محاضرة حول أهمية المشاركة وأثرها علا الاستقرار السياسي والاجتماعي، أن المشاركة تبقى ظاهرة عامة تعرفها كل الدول، مشيرا إلى ثراء التجربة الجزائرية لا سيما في الشق المتعلق بالتحكم في نتائج الانتخابات، كما قال إن المشاركة تمنح للحزب والدولة إمكانية العمل وفق الشرعية والرضا الاجتماعي وتجسد التداول على السلطة، وإنه في حال عدم اقتناع المواطن بأن صوته سيمكن المنتخب من اعتلاء السلطة فغنه لا يصوت وهنا نكون أمام العزوف الذي يكرسه كذلك غياب معارضة قوية. وبهدف دفع الناس نحو المشاركة يجب وجود سلطة عمومية قائمة على شرعية دستورية ورضا اجتماعي وكذلك سلطة تشريعية تساهم في إيجاد منظومة قانونية تمثل المجتمع وتحميه. أما بالنسبة للعيد زغلامي، أستاذ في المدرسة العليا للعلوم السياسية ومدير الإذاعة الالكترونية، الذي تحدث عن أهمية دراسة الرأي العام وتحليل سلوكه، فإن العملية الانتخابية مرتبطة ارتباطا وثيقا بسبر الآراء وعليه يجب تقنين هذه العملية بما يسمح بمعرفة توجهات الرأي العام وبالتالي معالجة ظاهرة العزوف الانتخابي. وبدوره الأستاذ رشيد بوسعادة المختص في علم الاجتماع الثقافي والديني، أكد أن الانتخابات ظاهرة اجتماعية وأداة يريد المواطن من خلالها إبراز إرادته الحرة وعليه فغننا نجد أنفسنا أمام الفعل الانتخابي وتبقى المنافسة السياسية هي محرك المشاركة الانتخابية، أما الأستاذ إدريس بوكراع المختص في القانون العام، فقد تطرق إلى تأثيرات أنماط الاقتراع على النظم السياسية وانعكاسات قانون الانتخابات لسنة 1997 على سير المجلس الشعبي الوطني.