أشرف أمس عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على تنصيب مركز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية الذي يضاف إلى الهيئات الاستشارية التابعة لأمانة المكتب السياسي، وفي هذا الصدد أكد بلخادم أن الهدف الرئيسي من هذا المركز هو العمل على انجاز دراسات لتمكين الحزب من تقديم الخبرة والاستشارة لأصحاب القرار، مشيرا إلى أهمية بلورة ذهنية استثمار نتائج البحوث التي تبقى عادة حبيسة الأدراج. تطرق الأمين العام للحزب خلال اللقاء الذي جمعه أمس بعدد من أعضاء اللجنة المركزية ومجموعة من الأساتذة الباحثين بمقر الأفلان إلى الحديث عن الأهداف المرجوة من إنشاء مركز الدراسات والأبحاث الإستراتيجية، والتي تتلخص في انجاز دراسات تسمح بتقديم الخبرة لأصحاب القرار، بالإضافة إلى دراسات أخرى تمكن من رسم عمل سياسي وطني ودولي على المديين القريب والبعيد، إلى جانب تكوين مناضلي الحزب وإطاراته في مختلف المجالات. وكذا إنجاز دراسات معمقة لتتبع مختلف الظواهر السياسية والاجتماعية وغيرها بالجزائر. وفي هذا السياق أشار بلخادم إلى أولويات الحزب والتي تتمحور حول إنشاء وحدة للدارسات السوسيولوجية لدراسة تركيبة المجتمع الجزائري، كما أكد على أهمية دراسة سلوك الناخب الجزائري وكذا دراسة الإعلام الوطني بكل ما يحمله من معطيات، فيما اعتبر الأمين العام أن الأبحاث ستكون أكاديمية وستتمتع بحرية مطلقة من حيث الأداء والانتقاد بما يسمح بالوصول إلى الحقيقية العليمة. وخلال مرافعته عن مثل هذه المبادرات قال بلخادم إن الطبقة السياسية في البلاد مطالبة بأن تستعين بخبرة الباحثين، مؤكدا أن إنشاء مركز الأبحاث والدراسات يدخل ضمن إستراتيجية عامة الهدف من تنظيم العمل السياسي والرقي بالممارسة السياسية، حيث سيتم تحقيق نقلة نوعية في العمل الحزبي وتغيير جذري في النشاط السياسي. واستدل الأمين العام في عرضه بخبرة الأحزاب السياسية في العالم التي تلجأ إلى الأبحاث الأكاديمية لتطوير ممارستها السياسية، موضحا أن إنضاج القرار السياسي لا يمكنه أن يكون إلا بناء على معطيات عليمة دقيقة وبالعودة إلى أهل الاختصاص. واستطرد قائلا »تعلمون أن العمل السياسي لم يعد يقتصر على التعبئة النضالية بل في استثمار العلم والمعرفة، بهدف فهم الحاضر واستشراف المستقبل، كما أن العلم أصبح شرطا أساسيا للنجاح السياسي، ممارسة السلطة وكذا الحفاظ عليها، إن العالم ينشط وفق مقاربتين إحداهما تعتمد على خبرات النخب التابعة للأحزاب السياسية والأخرى على مراكز خاصة تقدم خدمات للأحزاب عن طريق إعداد أبحاث حسب الطلب، أما نحن فإننا مجبرون على العمل وفق مقاربة تجمع بين الأولى والثانية بالنظر إلى معطيات المجتمع الجزائري وتركيبته«. ومن هذا المنطلق أكد الأمين العام أن تأسيس مركز الدراسات الذي يقوم بتنسيق أشغاله العضو القيادي بوجمعة هيشور بالتعاون مع عبد العزيز زياري عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الدراسات والاستشراف لا يقتصر فقط على مناضلي الأفلان أو المحبين، بل هو مفتوح على كل الفئات المجتمعية من باحثين وإطارات وأكاديميين وغيرهم ممن يرغبون في العمل في إطار الإمكانيات المتاحة للحزب والتي قال عنها بلخادم إنها تبقى دون المستوى المطلوب، فيما تبقى عزيمة الرجال أكبر محرك من أجل تقديم عمل قيم ليس فقط للأفلان فحسب بل للجزائر ككل.